غيرت أوراق الاقتراع سيناريوهات الانتخابات الإقليمية في فرنسا بالنسبة لحزب إيمانويل ماكرون الذي واجه الفشل في الجولة الأولى
يشير الأداء الضعيف للأحزاب "يمين الوسط" التي يتزعمها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأحزاب اليمينية المتطرفة بقيادة مارين لوبان في الجولة الأولى من الانتخابات الإقليمية في فرنسا إلى أن المرشحين الجدد يمكن أن يصبحوا لاعبين أساسيين في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
فمن الواضح أن أوراق الاقتراع غيرت السيناريوهات التي كتبت طوال الفترة الماضية. خاصة بعد أن أصبح المرشحان النهائيان لعام 2017، والذين كانا يأملان في الالتقاء مرة أخرى وجها لوجه في عام 2022، أكبر الخاسرين.
وحصول حزب الوسط الذي يتزعمه إيمانويل ماكرون على أكثر من 10٪ من الأصوات، وهو ما يكفي فقط للمشاركة في الجولة الثانية في نهاية هذا الأسبوع، قد يدفع الرئيس الفرنسي إلى تجنب أي إصلاحات اقتصادية لا تحظى بشعبية من قبل الفرنسيين وتضر بفرص إعادة انتخابه للمرة الثانية في قصر الإليزيه.
من جهتها، وصفت أورو بيرجي، إحدى نواب ماكرون، الأداء الضعيف لحزبها بأنه "صفعة ديمقراطية على الوجه لنا جميعا".
لكن هذا الفشل لم يمنع الحزبين لكل من ماكرون ولوبان من التأكيد على مراجعة استراتيجية حملتهما مع الجولة الثانية المقرر تنظيمها في 27 يونيو/حزيران.
كان من المتوقع أن يمتنع 66٪ عن التصويت، لكن الانخفاض الحاد في إقبال الناخبين جعل لوبان، التي تقود حملة حزبها الانتخابية دون الترشح، تصف الأمر بأنه "كارثة مدنية" وألقت اللوم في النتائج على عدم قدرة الحكومة على بث الثقة في المؤسسات السياسية.
وقالت: " دعونا نواجه الأمر، تميزت النتائج بامتناع كبير وتاريخي أيضا وصل إلى 70٪ بسبب عدم الثقة في النظام الانتخابي، الأمر الذي يترك الناخبين يشعرون بأنه لا شيء يمكن أن يتغير".
وضع صعب
عانى الحزب الحاكم "إلى الأمام" للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وعد ببراغماتية وسطية جديدة لإنهاء اليمين واليسار التقليديين، من هزيمة تاريخية في الجولة الأولى على الرغم من ارتفاع شعبيته بعد انتهاء الإغلاق بسبب فيروس كورونا، حتى في مناطق دعم الناخبين له في باريس وبريتاني وليون.
وقال زعيم الحزب، ستانيسلاس جويريني لراديو أنتر فرنسا: "إن ما وقع يعتبر تذكيرا بأننا، بصفتنا الأغلبية الرئاسية، لدينا عمل يجب القيام به لبناء حضور محلي، وهي مهمة طويلة وشاقة لا يمكن أن تحدث في جولة واحدة".
كما رفض مستشارو إيمانويل ماكرون ربط الانتخابات المحلية بالسياسة الوطنية واعتبروا أن فكرة إجراء تعديل وزاري مستبعدة في الوقت الحالي. وبالتالي، فإن كل الأنظار متجهة نحو الحلقة الأضعف في النظام القائم منذ عام 2017 وهي الحزب.
وفي تعليقه عن نتائج الانتخابات، كتب الصحافي السياسي نيكولا بيتوت في تقرير نشره على جريدة "لوبينيون" الفرنسية: "كان لهذا الأحد الانتخابي طعم مرير بالنسبة لماكرون، ومثل هذه النتائج تعكس إخفاقه. لطالما حمل السباق في الإليزيه مفاجآت كبيرة، والأولى شاهدناها للتو".