هل ألقت الفصائل العسكرية العراقية عنها عباءة السيطرة الإيرانية؟

تأتي زيارة قاني وتوجيهاته في وقت تتزايد فيه هجمات الميليشيات ضد الولايات المتحدة في القواعد العسكرية في كل من العراق وسوريا
تأتي زيارة قاني وتوجيهاته في وقت تتزايد فيه هجمات الميليشيات ضد الولايات المتحدة في القواعد العسكرية في كل من العراق وسوريا Copyright AP Photo
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

تغيرت ديناميكية العلاقة وتجلت في الجانب الميداني العسكري، فوفقاً لزعيم شيعي آخر فإن "ما يحدث الآن هو أن قاني يطلب الهدوء ويتفق معه قادة الألوية، لكن بمجرد مغادرته الاجتماع يتجاهلون توصياته".

اعلان

في اجتماع مع قادة الفصائل الشهر الماضي في بغداد، وجه قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاني تعليماته: "حافظوا على الهدوء، إلى ما بعد المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة".

تأتي زيارة قاني وتوجيهاته في وقت تتزايد فيه هجمات الميليشيات ضد الولايات المتحدة في القواعد العسكرية في كل من العراق وسوريا. أسفرت ثلاث هجمات صاروخية في الأسبوع الماضي وحده عن إصابات طفيفة، مما أثار مخاوف من التصعيد. كما استهدفت ثماني هجمات بطائرات مسيرة على الأقل الوجود الأمريكي منذ تولى بايدن منصبه في كانون الأول/ يناير، بالإضافة إلى 17 هجومًا صاروخيًا، وفقًا لمسؤولي التحالف.

هذه التوجهات لم تلق آذاناً صاغية راضية لدى قادة الفصائل العراقيين، وقوبلت بالتحدي، خاصة وأن الثأر لمقتل القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني والقائد العسكري العراقي أبو مهدي المهندس في غارة أمريكية، لم يتحقق.

اختلاف مصالح وخروج من عباءة طهران

توضح تفاصيل زيارة قاني، التي أكدها ثلاثة مسؤولين سياسيين شيعة واثنين من كبار مسؤولي الميليشيات لوكالة أسوشيتد برس، كيف تحافظ الميليشيات العراقية المتحالفة مع إيران على درجة من الاستقلال، بل إنها في بعض الأحيان تنتهك أوامر طهران.

بدأ نفوذ إيران، المدعوم بالعلاقات الأيديولوجية والدعم العسكري بالتلاشي، بعد مقتل سليماني والمهندس العام الماضي، بسبب اختلاف المصالح والضغوط المالية في طهران. وبرزت هذه الخلافات بشكل صارخ مع استئناف المحادثات النووية بشأن ملف إيران النووي بعد تنصيب الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا العام.

تنقل وكالة أسوشيتد برس عن زعيم سياسي شيعي قوله إن "إيران لم تعد هي نفسها بسيطرتها على قادة الميليشيات التي كانت تصل إلى نسبة 100٪".

إذا، تغيرت ديناميكية العلاقة وتجلت في الجانب الميداني العسكري، فوفقاً لزعيم شيعي آخر فإن "ما يحدث الآن هو أن قاني يطلب الهدوء ويتفق معه قادة الألوية، لكن بمجرد مغادرته الاجتماع يتجاهلون توصياته".

أما أعلى أصوات التحدي التي تأتي من قادة الميليشيات هو صوت قيس الخزعلي، زعيم عصائب أهل الحق، الذي يقود أيضًا حزباً سياسياً. في 17 حزيران/ يونيو، بعد أيام من اجتماعات قاني مع الميليشيات، قال الخزعلي في خطاب متلفز إنهم سيستمرون في استهداف المحتل الأمريكي وأنهم لن يأخذوا في الاعتبار المحادثات النووية، وأن هذا القرار قرار عراقي.

إلا أن البعض يرى بأن الهجمات المستمرة تفيد إيران عبر استمرار الضغط على الولايات المتحدة.

محاولات تعويض الفراغ الذي خلفه غياب سليماني والمهندس

وخلال محادثاته مع المسؤولين السياسيين الشيعة خلال زيارته، قال قاني إن إيران لا تتدخل في عملهم السياسي، لكن الأمور العسكرية مختلفة. ونقل عنه أحد القادة السياسيين قوله: "يجب أن يوافق عليها (الأمور العسكرية) الحرس الثوري".

ومع ذلك، لم يوبخ قاني الميليشيات خلال الاجتماع، بل قال إنه يتفهم مخاوفهم، حسب ما نقلت وكالة أسوشيتد برس.

وتكافح إيران لملء الفراغ الذي خلفه غياب سليماني والمهندس اللذين كانا قياديين قادرين على توحيد الفصائل وحل الخلافات فيما بينها.

يقول مايكل نايتس من معهد واشنطن: "لدى قاني أسلوب وقدرات مختلفة، لديه إطار عمل أكثر مرونة، يضع خطوطًا حمراء عريضة في بعض الأمور، بينما في أمور أخرى يكون أكثر حزماً".

وبسبب أزمتها المالية، بعد أن بدأت العقوبات الأمريكية بشل الاقتصاد الإيراني، قللت طهران من طلباتها لكنها في الوقت نفسه قللت من دعمها، وخفضت مساعداتها للفصائل بشكل كبير.

وتعمقت الانقسامات بين الفصائل، مع تزايد المنافسة بين الميليشيات والسياسيين الشيعة.

زيارة قاني جاءت أيضاً لإصلاح التوترات التي اندلعت قبل أسابيع عندما اعتقلت السلطات العراقية القائد قاسم مصلح، مما أدى إلى مواجهة بين مقاتلي الحشد الشعبي وقوات الأمن.

أتى قاني برسالة من المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، ينتقد فيها رد فعل الحشد الشعبي، قائلاً إنه أضعف موقفهم.

حزب الله ورئيسي .. أوراق ضغط أخرى

ورقة أخرى تلعب بها إيران للضغط على الفصائل لتوحيدها: الاعتماد على زعيم حزب الله حسن نصر الله في لبنان، وهو شخصية تحترمها الميليشيات بشدة. ووفقاً للقادة السياسيين الشيعة فإن زعماء الفصائل المختلفة يعقدون اجتماعات وجهاً لوجه معه في لبنان، كل أسبوع تقريباً.

اعلان

ويقول مسؤولون سياسيون وميليشيات إن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي انتخب في حزيران/ يونيو، قد يكون أيضًا شخصية موحدة للميليشيات التي تكن تقديراً كبيراً له.

المصادر الإضافية • أ ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

المعارضة الإيرانية: فوز رئيسي بانتخابات الرئاسة يعكس ضعف النظام

شاهد: قائد كتائب "سيد الشهداء" العراقية يتوعد بالانتقام من الولايات المتحدة

شاهد: أكراد العراق يحتفلون بعيد النوروز بحمل المشاعل والألعاب النارية