طالبان... منذ نشأتها عام 1996 إلى سيطرتها على 85 بالمئة من الأراضي الأفغانية

طالبان صارت تسيطر على 85 بالمئة من أراضي أفغانستان
طالبان صارت تسيطر على 85 بالمئة من أراضي أفغانستان Copyright AP Photo
Copyright AP Photo
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

شهدت طالبان التي تسعى لاستعادة النظام والعدالة صعودا صاروخيا بدعم من باكستان وموافقة ضمنية من الولايات المتحدة.

اعلان

بعدما حكمت طالبان أفغانستان بين عامي 1996 و2001 وفرضت رؤيتها المتشددة للشريعة الإسلامية، أكّدت الحركة الجمعة أنها باتت تسيطر على 85 بالمئة من الأراضي الأفغانية في إطار هجوم تشنّه بالتزامن مع الانسحاب الأميركي من البلاد.

نشوء طالبان

ظهرت حركة طالبان في العام 1994 في أفغانستان بعدما شهدت البلاد حربا مع القوات السوفياتية بين عامي 1979 و1989 ونزاعا داخليا في صفوف المجاهدين إثر انهيار النظام الشيوعي في كابول في العام 1992.

ونشأت الحركة في مدارس قرآنية في باكستان المجاورة حيث وجد طالبان الإسلاميون السنة ملاذا آمنا إبان النزاع مع القوات السوفياتية، وكانوا حينها بقيادة الملا محمد عمر الذي توفي في العام 2003.

وخلفه الملا أختر منصور الذي قُتل في باكستان في العام 2016.

وحاليا يقود طالبان الملا هيبة الله أخوند زاده، في حين يرأس الملا عبد الغني برادر، وهو أحد مؤسسي الحركة، جناحها السياسي.

وعلى غرار غالبية سكان أفغانستان، يتحدّر طالبان من إتنية البشتون التي تهيمن على البلاد بشكل شبه مستمر منذ عقدين.

سيطرة طالبان

وشهدت طالبان التي تسعى لاستعادة النظام والعدالة صعودا صاروخيا بدعم من باكستان وموافقة ضمنية من الولايات المتحدة.

في تشرين الأول/أكتوبر 1994، سيطرت طالبان بدون عناء على قندهار (جنوب)، عاصمة المملكة البشتونية السابقة.

وبترسانتها العسكرية وقدراتها المالية التي جمعتها من الحروب والتي تتيح لها ضم قادة محليين، راكمت الحركة الانتصارات الميدانية وصولا إلى كابول التي سيطرت عليها في 27 أيلول/سبتمبر 1996.

وطرد طالبان الرئيس برهان الدين رباني وأعدموا علنا الرئيس الشيوعي السابق محمد نجيب الله.

وانكفأ القيادي البارز خلال حقبة مقاومة القوات السوفياتية أحمد شاه مسعود إلى وادي بانشير في شمال كابول حيث عمل على تنظيم صفوف المقاومة المسلّحة. واغتاله تنظيم القاعدة في التاسع من أيلول/سبتمبر 2001.

تطبيق لأحكام الشريعة

بعدما تولوا السلطة، فرض طالبان رؤيتهم المتشددة للشريعة الإسلامية، وحظروا الألعاب والموسيقى والصور والتلفزيون... ومنعوا النساء من العمل وأغلقوا مدارس تعليم البنات.

وعمدوا إلى قطع أيدي السارقين وإعدام القتلة والمثليين علنا ورجم الزانيات بالحجارة حتى الموت، في ممارسات لقيت تنديدا واسع النطاق.

وفي آذار/مارس 2001 فجّروا تمثالين بوذيين عملاقين في باميان (وسط) ما استدعى موجة استنكار عالمية.

ونُقل مقر السلطة إلى قندهار حيث أقام الملا عمر في منزل بناه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

واستقطبت الأراضي الخاضعة لسيطرة طالبان الجهاديين من مختلف أنحاء العالم، وتحوّلت إلى معسكرات تدريب خصوصا لتنظيم القاعدة.

استسلام طالبان

ردا على هجمات 11 أيلول/سبتمبر التي نفّذها تنظيم القاعدة على الأراضي الأميركية، أطلقت واشنطن وشركاؤها في حلف شمال الأطلسي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2001 عملية عسكرية واسعة النطاق بعد رفض نظام طالبان تسليم أسامة بن لادن.

في السادس من كانون الأول/ديسمبر، استسلم نظام طالبان وفر قادته مع قادة القاعدة إلى جنوب البلاد وشرقها وإلى باكستان.

اعلان

تمرّد دموي

وتضاعفت الهجمات والكمائن ضد القوات الأجنبية المنتشرة في البلاد.

وبعدما انتهت المهمة القتالية للقوة الدولية للمساعدة الأمنية التابعة للحلف الأطلسي في نهاية العام 2014، تحوّلت إلى مهمة "الدعم الحازم" لتقديم المشورة والدعم.

وباتت قوات الأمن الأفغانية تتصدى بمفردها لطالبان وغيرها من الجماعات المتمردة، بمؤازرة جوية أميركية.

وفي تموز/يوليو 2015، استضافت باكستان أولى جولات المحادثات المباشرة بين كابول وطالبان بدعم من واشنطن وبكين، لكن الحوار لم يثمر.

في موازاة ذلك، نشأ الفرع الأفغاني لتنظيم الدولة الإسلامية المنافس لطالبان، وتبنى سلسلة اعتداءات دموية.

اعلان

اتفاق تاريخي مع واشنطن

في أواسط العام 2018، انطلقت مفاوضات سرية بين الأميركيين وطالبان في الدوحة، توقّفت مرارا بسبب هجمات استهدفت القوات الأميركية.

وفي 29 شباط/فبراير 2020، وقّعت واشنطن اتفاقا تاريخيا مع طالبان يتضمن انسحاب كل القوات الأجنبية مقابل ضمانات أمنية وإطلاق مفاوضات بين المتمردين وكابول.

انسحاب أميركي وهجوم لطالبان

في السادس من تموز/يوليو 2021 أعلن الجيش الأميركي أنه أنجز "أكثر من 90 بالمئة" من انسحابه.

وفي التاسع منه، أكد طالبان أنهم باتوا يسيطرون على 85 بالمئة من أراضي أفغانستان في إطار هجوم ضد القوات الحكومية الأفغانية.

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

عشية الانتخابات التشريعية في مولدوفا.. خمس نقاط عن دولة تعد الأفقر في أوروبا

إيران تحقق في أسباب انفجار ليلي داخل متنزه شمال طهران

طالبان تبسط سيطرتها على ربع مناطق أفغانستان وفرار عشرات العائلات من قندهار