من هو المُلا عبد الغني بردار الذي عاد إلى أفغانستان بعد سقوط كابول في قبضة طالبان؟

اعلان

وصل نائب زعيم طالبان الملا عبد الغني برادر الثلاثاء إلى قندهار، العاصمة السابقة لحركة طالبان، بعد يومين من سيطرة الحركة التي شارك في تأسيسها على البلاد. وهي المرة الأولى التي يعود فيها زعيم كبير في طالبان علنا إلى أفغانستان منذ أن أطاح بالحركة تحالفٌ تقوده الولايات المتحدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر- أيلول 2001.

ونشرت قناة الهجرة التلفزيونية التابعة لحركة طالبان صورا لوصول الملا عبد الغني بردار إلى مطار قندهار قادما من قطر، حيث أمضى شهورًا في قيادة محادثات غير مثمرة مع الولايات المتحدة ومفاوضين من الحكومة الأفغانية السابقة التي أطيح بها.

واختار عبد الغني برادر قندهار لدلالتها الرمزية لطالبان حيث شهدت المدينة مولد الحركة وشكلت عاصمة لحكمهم عندما كانوا في السلطة بين عامي 1996 و2001.

من هو المُلا عبد الغني برادر؟

عبد الغني برادر، من أحد مؤسسي طالبان الأربعة في أفغانستان في العام 1994، شغل مناصب رفيعة في حكومة الحركة المتشددة في تسعينيات القرن الماضي وساعد في قيادة المقاتلين المتمردين في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. أصبح برادر الزعيم السياسي لطالبان، وقاد المفاوضات مع الولايات المتحدة لسحب قواتها من أفغانستان في العام 2020، بعد أقل من عامين من إطلاق سراحه من سجن باكستاني.

ولد عبد الغني بردار في العام 1968 بولاية أروزغان الواقعة جنوب البلاد ونشأ في قندهار. أسس حركة طالبان مع الملا عمر الذي توفي عام 2013 لكن لم يعلن عن ذلك لمدة عامين.

كما هو الحال بالنسبة إلى العديد من الأفغان، طُبعت حياته بالغزو السوفياتي عام 1979 الذي جعله مجاهدًا، ويُعتقد أنه قاتل إلى جانب الملا عمر.

في عام 2001، بعد التدخل الأمريكي وسقوط نظام طالبان، زعم برادر أنه كان ضمن مجموعة صغيرة من المتمردين المستعدين للتوصل إلى اتفاق يعترفون فيه بإدارة كابول. لكن هذه المبادرة باءت بالفشل.

استمر في قيادة دعم كبير للتمرد بعد الإطاحة بطالبان بسبب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لأفغانستان عام 2001.

قائد مفاوضات مع الولايات المتحدة

شغل منصب القائد العسكري لطالبان عندما اعتقل في العام 2010 في كراتشي بباكستان، وأُطلق سراحه عام 2018 بضغط من واشنطن. حين تم القبض على برادر بالقرب من مدينة كراتشي الباكستانية في العام 2010، فُسر اعتقاله، الذي تم التخطيط له بشكل مشترك من قبل عملاء باكستانيين وأمريكيين، على أنه انتصار كبير للولايات المتحدة في حربها ضد متمردي طالبان. لكن السلطات الباكستانية أفرجت عنه بعد ثماني سنوات، ما ربطه خبراء برغبة الولايات المتحدة في إطلاق محادثات سلام مع طالبان.

لم يُسمع سوى القليل عن مصير الملا برادر بعد اعتقاله حتى أواخر العام 2012 عندما تصدر اسمه مرارًا قائمة سجناء طالبان الذين أراد الأفغان إطلاق سراحهم من أجل تشجيع محادثات السلام الناشئة.

يحظى برادر باحترام كبير من مختلف فصائل طالبان، وتم تعيينه لاحقا رئيسًا لمكتبها السياسي في قطر.

خبير استراتيجي ومتصرف مالي

بعد تأسيس حركة طالبان في عام 1994، طور الملا برادر من صورته، حيث برز في صفوف طالبان كخبير استراتيجي وقائد عسكري. ظل لسنوات أحد العناصر الرئيسية في حركة طالبان وتولى القيادة اليومية للتمرد وتمويله.

تولى مسؤوليات مهمة في جميع الحروب الكبرى في جميع أنحاء أفغانستان، وحافظ على موقعه كقائد أعلى لحركة طالبان في المنطقة الغربية (هرات) وكذلك كابول. حين تمت الإطاحة بطالبان في العام 2001، كان برادر يشغل منصب نائب وزير دفاع الحركة.