21 عاما على الانتفاضة الفلسطينية الثانية ... ما سبب اندلاعها ولماذا سميت بانتفاضة الأقصى؟

طفل فلسطيني يرشق الحجارة باتجاه ناقلة جند إسرائيلية كانت تقوم بدوريات في مخيم الدهيشة للاجئين بالقرب من بيت لحم في 5 يوليو/تموز 2002 أثناء حظر التجول
طفل فلسطيني يرشق الحجارة باتجاه ناقلة جند إسرائيلية كانت تقوم بدوريات في مخيم الدهيشة للاجئين بالقرب من بيت لحم في 5 يوليو/تموز 2002 أثناء حظر التجول Copyright Magnus Johansson/REUTERS
Copyright Magnus Johansson/REUTERS
بقلم:  Hafsa Alami Rahmouni
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

رغم مرور عقدين على اندلاع شرارة الانتفاضة الثانية، التي سميت أيضا "انتفاضة الأقصى"، أبى الفلسطينيون والشارع العربي من محو تفاصيلها من الذاكرة.

اعلان

اندلعت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثانية، أو انتفاضة الأقصى، في 28 سبتمبر/أيلول 2000 وتوقفت فعليا في 8 فبراير 2005 بعد اتفاق الهدنة الذي عقد في قمة شرم الشيخ، إلا أن مراقبين يرون أنها لم تنته لعدم توصل الفلسطينيين والإسرائيليين إلى أي حل سياسي ولاستمرار المواجهات بمدن الضفة.

أما الانتفاضة الأولى أو "انتفاضة الحجارة"، فقد اندلعت يوم 8 ديسمبر/كانون الأول 1987، في مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، ثم انتقلت إلى كل مدن ومخيمات وقرى فلسطينية.

ويعود سبب الشرارة الأولى للانتفاضة إلى دهس سائق شاحنة إسرائيلي مجموعة من العمال الفلسطينيين على حاجز بيت حانون، شمال القطاع. وهدأت الانتفاضة عام 1991، وتوقفت نهائيا بعد عامين مع توقيع اتفاقية "أوسلو" بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.

وتميزت الانتفاضة الثانية، مقارنة بالأولى، بكثرة المواجهات، وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي.

ذكرى انتفاضة

اقتحم زعيم حزب "الليكود" الإسرائيلي آنذاك، أرييل شارون، باحات المسجد الأقصى رفقة نحو ألفي جندي إسرائيلي صبيحة الخميس 27 سبتمبر/أيلول 2000، وقال حينها إن الحرم القدسي سيبقى منطقة إسرائيلية، مما دفع المصلين إلى الانتفاضة ووقعت مواجهات بينهم والقوات الإسرائيلية، أدت إلى مقتل سبعة فلسطينيين وإصابة 250 آخرين بجروح، وإصابة 13 جنديا إسرائيليا.

ويوم الأحد 30 سبتمبر/أيلول من ذلك العام، وثق صحافي عملية إعدام جنود إسرائيليين للطفل محمد الدرة (11 عاما) في شارع صلاح الدين بغزة، ما أجج فتيل الانتفاضة.

فتحولت المواجهات إلى انتفاضة مسلحة بلغت ذروتها بدخول الدبابات الإسرائيلية رام الله ومدن فلسطينية أخرى حيث قامت بمحاصرة مقر الرئيس الراحل ياسر عرفات وقصف عدة مرافق فيه عام 2002، واستمر حصار عرفات حتى نهاية عام 2004 عندما تدهورت صحته ونقل إلى فرنسا لتلقي العلاج حيث توفي في ظروف جعلت أصابع الاتهام تتجه نحو إسرائيل بتدبير اغتياله.

وخلال سنوات الانتفاضة الخمسة، قتل 4412 فلسطينيا، وأصيب نحو 49 ألفا. بينما قُتل 1100 إسرائيلي، بينهم 300 جندي، وجُرح نحو 4500 آخرين.

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إنها وثقت قرابة 126 ألف حالة اعتقال منذ اندلاع الانتفاضة الثانية. واعتبرت أن من أبرزها اعتقال القائدين في حركة فتح مروان البرغوثي والجبهة الشعبية أحمد سعدات. وتابعت أن الأطفال كانوا من أكثر الفئات استهدافا، فقد اعتقلت القوات الإسرائيلية ما يزيد عن 18 ألف طفل تقل أعمارهم عن الثامنة عشر.

انتفاضة لم تُمحَ تفاصيلها من الذاكرة

رغم مرور عقدين على اندلاع شرارة الانتفاضة الثانية، التي سميت أيضا "انتفاضة الأقصى"، أبى الفلسطينيون والشارع العربي من محو تفاصيلها من الذاكرة. ومنذ يوم أمس، ضجت منصات التواصل الاجتماعي بتغريدات وصور ومقاطع فيديو توثق ما حدث وتحكي ما سطره التاريخ في قصة النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.

ونشر فاضل صورة من أرشيف الانتفاضة الفلسطينية الثانية، في مدينة الخليل بتاريخ أكتوبر/تشرين الأول 2000.

وكتب مستخدم آخر مستذكرا أيقونة انتفاضة الأقصى، الطفل فارس عودة: "الأشجار تموت ..شامخة / ولكل أرض لها...فارس / ولكل فجر له ... ثائر #فارس_عودة 8/11/200".

وكتبت أماني عبد الرحمن: "عندما اشتعلت الارض غضبت على الأقصى شهدائنا لن ننساكم ستبقى ذكراكم خالدة في قلوبنا".

حماس: "إسرائيل تلعب بالنار"

أصدرت حركة حماس، يوم أمس الثلاثاء، بيانا صحفيا في الذكرى الحادية والعشرين لانتفاضة الأقصى جاء فيه: "لقد مثّل تاريخ الثامن والعشرين من سبتمبر للعام ألفين علامة فارقة في تاريخ شعبنا الفلسطيني ومقاومته وثورته وصراعه مع العدو الصهيوني في مشوار التحرير والعودة المتواصل والممتد على مدار عقود من الزمن، حين أعادت انتفاضة الأقصى المجيدة الاعتبار مجددًا للقضية الفلسطينية بعد ضياعها في أوسلو، واستعاد خيار مقاومة العدو الصهيوني -العدو الأوحد لشعبنا- طريقًا للتحرير والعودة مكانته في وجدان وواقع كل فلسطيني، وأصبحت الانتفاضة الثورة الملهمة لحركات التحرر وشعوب العالم".

وتابع البيان: "إن العدو الصهيوني ما زال يحاول اللعب بالنار، ويرتكب الانتهاكات بحق شعبنا وأهلنا في القدس والمقدسات والمسجد الأقصى المبارك، مستغلًا حالة تمسك البعض بالرهانات والخيارات الفاشلة، والبناء على أوهام ما يسمى بعملية السلام ومشاريع التسوية العقيمة والوساطة الأمريكية والدولية، وفي ظل محاولات التطبيع ودمج الكيان الصهيوني في المنطقة".

ولا يزال المسجد الأقصى في القدس المحتلة عنوان المواجهة بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، وكان آخرها التصعيد الذي رافق محاولات المستوطنين اقتحام المسجد في شهر رمضان، ما دفع المقاومة الفلسطينية إلى إطلاق صواريخ باتجاه مستوطنات القدس وإسرائيل، التي ردت بقصف استمر 11 يوما، في الفترة بين 10 و21 مايو/أيار الماضي، على قطاع غزة، أسفر عن مئات القتلى والمصابين.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

تركيا ستضغط على روسيا لإعادة الهدوء في إدلب السورية

تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة على مائدة العشاء في عيد الفصح اليهودي

أمريكا تستعد لفرض عقوبات على كتيبة متطرفة في الجيش الإسرائيلي وغالانت يقول "لا أحد يعلمنا الأخلاق"