كيف يؤثر إرث أوكرانيا السوفييتي سلباً على جهود مكافحة فيروس كورونا؟

مصابون بكوفيد-19 في مستشفى في لفيف، غرب أوكرانيا، 23 مارس 2021
مصابون بكوفيد-19 في مستشفى في لفيف، غرب أوكرانيا، 23 مارس 2021 Copyright AP Photo
Copyright AP Photo
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

تطرق كوتويف إلى سبب تاريخي: "أدت أحداث مثل تشيرنوبيل أثناء الاتحاد السوفيتي إلى جعل الناس أكثر ارتياباً بالحكومة. فالناس ذوو النظرة الناقدة في أوكرانيا خلال نهاية الاتحاد السوفييتي كانوا يتجاهلون ببساطة أي شيء يرد في التقارير السوفييتية". واستمر ذلك حتى بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.

اعلان

تشهد أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة ارتفاعاً في حالات الإصابة بفيروس كورونا والوفيات الناتجة عنه، في ظل معدلات تطعيم منخفضة مقارنة بأماكن أخرى في أوروبا، مما يولد مخاوف من خريف صعب مع شبح عمليات إغلاق جديدة يحوم في الأفق.

وصلت أعداد الإصابات اليومية إلى 9000 حالة في أوائل تشرين الأول/ أكتوبر، في أعلى حصيلة تشهدها البلاد منذ الربيع الفائت.

بدأت أوكرانيا حملة التطعيم في وقت متأخر عن دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، و لم تلقح سوى 14٪ من سكانها، في حين أن النسبة في الاتحاد الأوروبي تقدر بحوالي 63٪، و 52٪ في أوروبا.

وزارة الصحة الأوكرانية أصدرت بياناً قالت فيه إن 98٪ ممن أدخلوا المستشفى خلال الأشهر الثلاثة الماضية هم من غير الملقحين.

لكن ما السر وراء انخفاض معدل التطعيم في أوكرانيا؟

يقول بافلو فيدورتشينكو-كوتويف، رئيس قسم علم الاجتماع في معهد إيغور سيكورسكي كييف للفنون التطبيقية، ليورونيوز، إن هناك أسباباً عدة لانخفاض معدلات التطعيم في أوكرانيا.

وانتقد كوتويف الحكومة، من بين أمور أخرى، لسرعة موافقتها على اللقاح وتوازياً فشلها بضمان تأمينه بشكل كافٍ للناس، وهذا برأيه ما خلق شكوكاً لدى الناس حول مدى سوء المرض فعلاً كما "تخبرهم الحكومة".

حددت الحكومة الأوكرانية أهدافاً غير واقعية لحملة التطعيم في بداية الوباء، وفق كوتويف، حيث ألحت على الناس لإقناعهم بأهمية التطعيم بينما فشلت في توفير اللقاحات، مضيفاً أن السياسيين المعارضين حاولوا أيضاً استغلال الأزمة وزرع الانقسام.

في آذار/ مارس، وجد المعهد الديمقراطي الوطني أن 46 % من الأوكرانيين سيرفضون تلقي اللقاح إذا عرض عليهم. ومع ذلك، قد يفكر ثلثهم في الحصول على اللقاح إذا زُودوا بمعلومات أكثر حول اللقاحات ومدى سلامتها.

في نيسان/ أبريل، وجد معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع أن 52.2% من الأوكرانيين لا يريدون تلقي اللقاح. عند سؤالهم عن السبب، قال 40% إن اللقاحات لم تختبر بشكل كافٍ، و33% قالوا إنهم لا يثقون في اللقاحات المتوفرة في أوكرانيا، بينما يعتقد 20 % أن الآثار الجانبية للقاح يمكن أن تكون أسوأ من الفيروس نفسه.

لماذا يرفض الأوكرانيون التطعيم؟

تقول منظمة الصحة العالمية إن الملايين من الناس تلقوا لقاح كوفيد-19 بأمان أن اللقاحات اختبرت بعناية.

رغم ذلك، تسود في شوارع العاصمة كييف حالة من القلق من اللقاحات تصل حد مناهضتها.

يقول رومان شيوتا، 32 عاما: "يموت الناس بسبب اللقاحات التي تحاول الحكومة إجبارنا على أخذها، إنها أساليب هتلر. لن أتلقى اللقاح".

أما سفيتلانا يانكوفا فقالت: "أنا ضد اللقاحات. هناك الكثير من المعلومات السلبية حول اللقاحات. لقد سمعت كيف يضر جهازك التناسلي، وأعتقد أنني سأكون أسوأ بعد اللقاح".

تقول الدكتورة لودميلا موسينا، من مكتب منظمة الصحة العالمية في أوروبا والمتخصصة في الأمراض التي توفر اللقاحات وقاية منها، ليورونيوز، إنه لا يوجد دليل على أن لقاحات كوفيد-19 تؤثر على الخصوبة.

لماذا يشكك الأوكرانيون باللقاح؟

أشار فيدورتشينكو-كوتويف إلى حالة عدم ثقة عامة في الحكومة والسلطة، وأضاف أنه عندما يتعلق الأمر بالأمن، على سبيل المثال ، يعتمد الأوكرانيون على أنفسهم أو على أسرهم بدلاً من الدولة. وقال إن الأمر نفسه ينطبق على الجانب الصحي كذلك.

كما تطرق كوتويف إلى سبب آخر يكمن وراء انخفاض مستويات الثقة في الحكومة، سبب تاريخي: "أدت أحداث مثل تشيرنوبيل أثناء الاتحاد السوفيتي إلى جعل الناس أكثر ارتياباً بالحكومة. فالناس ذوو النظرة الناقدة في أوكرانيا خلال نهاية الاتحاد السوفييتي كانوا يتجاهلون ببساطة أي شيء يرد في التقارير السوفييتية" وانعدام الثقة استمر بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.

بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، شهد الناس كيف اغتنت قلة منهم وكيف أدت الخصخصة إلى ثراء فئة محدودة، وفقاً لكوتويف الذي يضيف: " يواجه الناس صعوبة في الثقة بالسياسيين في بلد له مثل هذا التاريخ".

تقول رايسا إيفانينا، وهي بائعة سجائر في كييف، إنها تلقت اللقاح ولكنها تتفهم من يرفضون تلقيه، وانعدام ثقتهم بالحكومة. تلقت هي اللقاح حتى تتمكن من زيارة أختها المقيمة في ألمانيا.

اعلان

أما كونستانتين بيريلين، 60 عاماً فقرر تلقي اللقاح رغم سماعه الكثير من التشكيك. يقول بيريلين: "بالطبع هو خيار شخصي، لكني لا أفهم لماذا يرفض البعض تلقي اللقاح. في صغرنا حصلنا جميعاً على لقاحات للوقاية من الأمراض المختلفة. لم يسأل أحد لماذا وكيف ساعدت اللقاحات؟ نرى أننا بحاجة إلى القيام بشيء حيال هذا الفيروس، وفجأة، يشعر الناس بالقلق من تلقي اللقاح".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: حريق ضخم يلتهم عشرات الحافلات في روما

ماذا تعرف عن مادة الغرافين العجيبة التي تغذي نظرية المؤامرة الرافضة للقاحات كوفيد؟

باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أوديسا