واشنطن تسعى لاحتواء غضب بكين بعد تعهّد بايدن الدفاع عن تايوان

واشنطن تسعى لاحتواء غضب بكين بعد تعهّد بايدن الدفاع عن تايوان
Copyright Virginia Mayo/Copyright 2021 The Associated Press. All rights reserved
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

قطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع تايبيه في 1979 للاعتراف ببكين ممثلاً رسمياً ووحيداً للصين، لكنّ واشنطن لا تزال أقوى حليف لتايوان ومزوّدها الأول بالأسلحة.

اعلان

سعت الولايات المتحدة الجمعة إلى تجنّب تصعيد التوتر القائم مع الصين بتشديدها على أن سياستها حيال تايوان لم تتغيّر، وذلك بعدما تعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن الدفاع عن تايوان إذا تعرّضت لهجوم صيني.

وجدّد البيت الأبيض الجمعة التأكيد على أن السياسة الأميركية المتّبعة حيال تايوان لم تتغيّر، وأوضح أن "الرئيس لم يكن بصدد الإعلان عن أي تغيير في سياستنا، ولا تغيير في سياستنا".

وقال المتحدث "سنحترم تعهّدنا بموجب القانون بمساعدة تايوان في الدفاع عن نفسها، وسنستمرّ في معارضة أي تغيير أحادي للوضع القائم".

وشدّدت الرئاسة الأميركية على أنها لا تزل تقتدي بقانون العلاقات مع تايوان الصادر في العام 1979 الذي طالب فيه الكونغرس بأن توفّر الولايات المتحدة السلاح للجزيرة للدفاع عن نفسها، لكنّه ظلّ غامضا حول إمكان تدخّل واشنطن عسكريا.

وفي مقرّ قيادة حلف شمال الأطلسي في بروكسل، شدّد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن على الموضوع نفسه، قائلا "على غرار ما فعلنا في الماضي سنواصل مساعدة تايوان بما تحتاج إليه من قدرات للدفاع عن نفسها".

وتابع "نواصل التركيز على هذه التدابير. ولن أخوض في أي افتراضات في ما يتعلّق بتايوان".

وخلال لقاء الخميس مع ناخبين في مدينة بالتيمور في ولاية ميريلاند نظّمته شبكة "سي.ان.ان" الإخبارية الأميركية، قال بايدن ردا على سؤال عمّا إذا كانت الولايات المتّحدة مستعدّة للدفاع عسكرياً عن تايوان إذا تعرّضت الجزيرة لهجوم صيني "أجل. لدينا التزام بهذا الشأن".

وبدا تصريح الرئيس الأميركي مناقضا للسياسة الأميركية القائمة منذ فترة طويلة في ما يعرف بـ"الغموض الاستراتيجي" التي تساعد واشنطن بموجبها تايوان في بناء دفاعاتها وتعزيزها دون التعهد صراحة بتقديم مساعدتها في حال حدوث هجوم.

"لا تغيير"

وتعتبر بكين أن تايوان البالغ عدد سكّانها حوالي 23 مليون نسمة جزء لا يتجزّأ من الأراضي الصينية.

وردا على هذه التصريحات، نبّهت الصين الجمعة واشنطن إلى ضرورة التزام الحذر بشأن تايوان. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية وانغ وينبين إن "الصين لن تفسح المجال لأي مساومة بشأن القضايا التي تتعلق بمصالحها الجوهرية"، محذرا من أن واشنطن "ينبغي أن تتصرف وتتحدث بحذر بشأن قضية تايوان".

وهي ليست المرة الأولى التي يطلق فيها بايدن تعهّدا بالدفاع عن تايوان. فخلال مقابلة هذا الصيف أجرتها معه محطة "إيه.بي.سي"، قدم بايدن وعدا مماثلا، متحدثا عن "التزام مقدس" بالدفاع عن حلفاء حلف شمال الأطلسي في كندا وأوروبا، و"الأمر ذاته مع اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان".

لهجة أكثر تشددا

في العام 2001، أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش الابن أن الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان "مهما كان الثمن"، وبالتالي يمكن اعتبار أن تصريحات بايدن الأخيرة تصب في إطار "استراتيجية الغموض" المتّبعة.

ويقول الباحث في "معهد لوي" الأسترالي ريتشارد مكغريغور لوكالة فرانس برس "أعتقد أن بايدن لم يسعَ إلى الإعلان عن أي تغيير". ويتابع "إما لم ينتبه لما كان يقوله، وإما كانت لديه نية متعمّدة (للتحدث) بلهجة أكثر تشددا، بسبب الطريقة التي اتّبعتها بكين في زيادة ضغوطها على تايوان في الآونة الأخيرة".

لا لحرب باردة جديدة مع بكين

تضاعفت مؤخرا طلعات المقاتلات الصينية في أجواء منطقة تحديد الدفاع الجوي للجزيرة، ونفّذت بكين في منطقة تحديد الدفاع الجوي لجنوب غرب تايوان عددا قياسيا من الطلعات بلغ 149 طلعة في أربعة أيام خلال احتفال الصين بعيدها الوطني.

ورد بايدن بالإيجاب أيضا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة ستكون قادرة على الرد على تطوير برامج عسكرية في الصين. وقال إن "الصين وروسيا وبقية العالم تعلم أن لدينا أقوى قدرة عسكرية في العالم".

لكنّه جدد التأكيد على عدم وجود نية لديه للدخول في حرب باردة جديدة مع بكين.

وعلى الرغم من أنّ الولايات المتّحدة والصين، الدولتين النوويتين والقوتين الاقتصاديتين الأوليين في العالم، تخوضان حرباً باردة في عدد من الملفات الخلافية بينهما، إلا أن خلافهما بشأن تايوان يُعتبر القضية الوحيدة التي يُحتمل أن تثير مواجهة مسلّحة بينهما.

ويدير تايوان البالغ عدد سكّانها حوالي 23 مليون نسمة منذ 75 عاماً نظام لجأ إلى الجزيرة بعد سيطرة الشيوعيين على الحكم في الصين القارية إبّان الحرب الأهلية الصينية.

اعلان

وقطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع تايبيه في 1979 للاعتراف ببكين ممثلاً رسمياً ووحيداً للصين، لكنّ واشنطن لا تزال أقوى حليف لتايوان ومزوّدها الأول بالأسلحة، لا بل إنّ الإدارة الأميركية ملزمة من الكونغرس ببيع الجزيرة أسلحة لتمكينها من الدفاع عن نفسها.

viber

وتعتبر بكين تايوان جزءاً لا يتجزّأ من الأراضي الصينية، مؤكّدة أنّها عاجلاً أم آجلاً ستستعيد الجزيرة، وبالقوة إذا لزم الأمر. لكنّ الرئيس الصيني شي جينبينغ أكّد مؤخراً رغبته بأن تتمّ "سلمياً" إعادة توحيد الجزيرة مع البرّ الصيني.

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

نصر الله: إسرائيل مخطئة إذا "تصرفت كيفما شاءت" في منطقة النزاع البحري

تحقيق أميركي: سفينة حربية بملياري دولار اشتعلت كليا بعد الفشل في العثور على زر الإطفاء

موانئ الولايات المتحدة تحت المجهر.. كيف تهدد رافعات صينية الأمن القومي الأمريكي؟