شاهد: فنّان ألباني يرسم وجوه الزبائن بالقهوة للتسلية والشفاء

الرسام ديفيد يرسم  كريمادي في مقهى في دوريس،غرب ألبانيا، 15 أكتوبر 2021
الرسام ديفيد يرسم كريمادي في مقهى في دوريس،غرب ألبانيا، 15 أكتوبر 2021 Copyright GENT SHKULLAKU
Copyright GENT SHKULLAKU
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

يحاول الفنان الألباني ديفيد كريمادي زرع البهجة في نفوس مرتادي إحدى مقاهي البلاد، وسط ارتفاع منسوب القلق من الوباء، برسم الوجوه بريشته المغمسة بالقهوة وتقديمها للزوار مجاناً، وهو ما يعتبره علاجاً نفسياً بالفن.

اعلان

يتنقل الرسّام الألباني دافيد كريماذي من حانة إلى أخرى في بلده البلقاني الصغير، ليبدع بريشته المغمّسة بالقهوة بورتريهات لوجوه الزبائن، ساعياً بذلك إلى أن يخفف بواسطة الفنّ القلق الذي يسود المرحلة الراهنة.

والحانات في ألبانيا لها أهمية كبرى إذ أن شرب القهوة خلال استراحات النهار بمثابة أسلوب حياة يشكّل جزءاً من يوميات كل الأجيال والفئات الاجتماعية.

وبدأ الرسام البالغ الثانية والثلاثين يتنقل منذ أشهر من حانة إلى أخرى، حاملاُ كدسة من الأوراق وفُرش الرسم. وفي كل حانة، يتبادل الحديث مع الزبائن الآخرين، ويعرض عليهم رسم بورتريه لهم مجاناً موفراً لهم بذلك لحظات مسلية.

ويبدو دافيد واثقاً من أن رسومه بمثابة وسيلة علاجية، على ما يشرح في مقهى "مون شيري" في مدينة دراس الواقعة على ساحل البحر الأدرياتيكي. ويشرح الشاب ذو الوجه النحيف أن:

فن الرسم بالقهوة من أكثر العلاجات نجاحاً، فهو يساعد في التغلب على الاوضاع الصعبة كتلك التي نعيشها بفعل الجائحة أو حتى تلك التي شهدناها ما قبلها عندما وقع الزلزال
الرسّام الألباني دافيد كريماذي
GENT SHKULLAKU
الفنان الألباني ديفيد كريمادي يستخدم القهوة لرسم صور للزبائن في المقاهيGENT SHKULLAKU

"منظور إيجابي"

وكانت المنطقة قد تعرضت في نهاية العام 2019 لزلزال اسفر عن مقتل 50 شخصاً وتشريد الالاف. وسرعان ما تفشى فيروس كورونا بعد بضعة أشهر متسبباً بإغلاق المدارس والقضاء على الحياة الاقتصادية.

ويرى الفنان أن "الفن والقهوة يساعدان الكثير من الناس". ويلاحظ أن "لحظة من الهدوء والتفكير عند رسم البورتريه تساعد الآخر على اكتساب الثقة بالنفس ورؤية العالم من منظور إيجابي وأكثر انفتاحاً".

وتقتنع لورا، وهي تلميذة في المرحلة الثانوية، بكلام الفنان المنتمي إلى مدرسة الرسم الإيمائي، وتبدو مسرورة "بسحر" اللحظة. ويغمس الرسام فرشاته في فنجان "إسبريسو"، ويروح يملأ الصفحة البيضاء بخطوطه، ملطفاً سواد القهوة احياناً بالماء.

وبالقرب منهما، تراقب الكسندرا المشهد بحشرية، وتقترب هذه طالبة الطامحة إلى أن تصبح باحثة في علم الأحياء من الفنان مبدية هي الأخرى رغبتها في أن يرسمها.

وقالت لوكالة فرانس برس وهي تنتظر أن يجف الطلاء:

كانت تجربة مفيدة بالنسبة لي، أجد في هذه اللوحة كل مشاعري وهواجسي وأفكاري
الكسندرا
زبونة في مقهى

وعلقت أستاذة الاعلام في جامعة "دراس" إيفا الّوتشي ان "الجديد في فن دافيد هو أنه يبني الجسور مع رفاقه في هذه المؤسسة الألبانية التي هي المقاهي".

GENT SHKULLAKU
الرسام ديفيد كريمادي، 15 أكتوبر 2021GENT SHKULLAKU

"ينصح به الأطباء"

واوضحت ان المقاهي في البانيا " هي شكل أساسي من أشكال الحياة الاجتماعية والتواصل بين اشخاص يمكنهم أن يعبّروا عن أنفسهم بحرية". ففي هذا البلد، يلتقي الجميع حول فنجان قهوة، من عائلات أزواج المستقبل، إلى المحزونين بعد مراسم الدفن.

وتعد الدولة التي يبلغ عدد سكانها 2,8 مليون نسمة واحدة من أكثر دول العالم وفرة في عدد الحانات والمقاهي. وبحسب معهد الإحصاء، يوجد فيها أكثر من 600 مقهى لكل 100 ألف شخص.

وفيما يشير الأطباء إلى أن الوباء ألحق أضراراً كبيرة بالصحة النفسية، ترى الطبيبة النفسية في مستشفى "دراس" غريتا غوغا أن "الفن يشكل وسيلة صحية للتواصل يوصي بها الاطباء مَن يعانون اضطرابات القلق والاكتئاب" .

المصادر الإضافية • ا ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

دراسة: الأزواج الذين يلتقون عبر الإنترنت أكثر عرضة للطلاق من غيرهم

شاهد: عمرو دياب يغني في معرض دبي أكسبو احتفالا بعيد مصر الوطني

"تغيير لا مفر منه".. مزارعو البنّ في فيتنام يتهيأون لتطبيق القانون الأوروبي لمكافحة إزالة الغابات