من بين حوالي 1400 مخيم في المنطقة، 88.5 بالمئة منها مواقع غير رسمية ذاتية الاستيطان تفتقر إلى أدنى الخدمات كقنوات الصرف الصحي المناسب.
قد يكون استمرار الطقس الصيفي في سوريا مؤشراً يدل على تجدر أزمة تغير المناخ على المدى الطويل والتي سيكون لها تأثيرا مباشرا وفوريا على سكان الشمال الغربي. فمظاهر هذه الأزمة المناخية باتت معروفة عندهم بالجفاف والأمطار الغزيرة والرياح القوية. وهي الكوارث التي ينتظرها سكان هذه المناطق خلال الشتاء الحادي عشر الذي يعيشونه منذ الحرب التي خلفت 2.8 مليون نازح في المنطقة، منهم 1.7 مليون يعيشون في المخيمات.
يقول محمد السعد، المواطن السوري الذي يعيش في مخيم رفقة عائلته "نسمع أن الشتاء سيكون باردا هذا العام ... الخيام لا تتحمل البرد ولا المطر ولا الحرارة ... حتى الآن، لم تقدم لنا أي منظمة أي مساعدة لتوفير التدفئة، وكل ما يمكننا فعله هو السماح للأطفال بجمع بعض الأكياس البلاستيكية وبعض الأغصان لاستخدامها ... حاولت أن أشد الخيمة ببعض الحبال وربطتها بالأرض، هذا كل ما يمكنني فعله".
من بين حوالي 1400 مخيم في المنطقة، 88.5 بالمئة منها مواقع غير رسمية ذاتية الاستيطان تفتقر إلى أدنى الخدمات كقنوات الصرف الصحي المناسب. كما تتعرض هذه المخيمات غالبا لأضرار جسيمة جراء الأمطار الغزيرة أو الرياح العاتية.
على الرغم من أنشطة العديد من المنظمات الإنسانية في المنطقة، فإن المساعدات لا تغطي سوى ثلث احتياجات الأسر للبقاء على قيد الحياة. وتتمثل المصادر الرئيسية للدخل في هذه المخيمات في الاقتراض والوظائف اليومية، والتي لا تسمح بضمان سوى دولارين فقط في اليوم.
وبالنسبة للذين يحاولون جاهدا تأمين خيامهم قبل حلول فصل الشتاء القاسي، فلا يستفدون من مساعدات كافية لذلك خاصة مع تراجع المساعدة التي كانت توفرها وكالات الإغاثة الدولية.
يشير مدير حملة الشتاء بفريق الاستجابة للطوارئ فراس منصور إلى أنه خلال الشتاء لا يوجد برامجا خاصا لتوزيع الحطب للتدفئة من قبل المنظمات الدولية في شمال سوريا". ويتابع المتحدث "تعمل بعض المنظمات المحلية على تقديم المساعدات خلال فصل الشتاء ولكن بموارد محدودة لا تغطي 10 بالمئة من الاحتياجات.