حكومة بوركينا فاسو تنفي استيلاء الجيش على السلطة وتفرض حظر التجول

حكومة بوركينا فاسو تنفي استيلاء الجيش على السلطة بعد إطلاق نار في ثكنات
حكومة بوركينا فاسو تنفي استيلاء الجيش على السلطة بعد إطلاق نار في ثكنات Copyright Thomson Reuters 2022
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من ثيام ندياجا وآن ميمو

واجادوجو (رويترز) - دوت أصوات إطلاق النار في عدة معسكرات للجيش في بوركينا فاسو يوم الأحد، فيما طالب الجنود المتمردون الحكومة بمزيد من الدعم لقتال المتشددين الإسلاميين، ونهب محتجون المقر الرئيسي لحزب الرئيس روك كابوري.

ودعت الحكومة إلى التزام الهدوء ونفت المزاعم التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي باستيلاء الجيش على السلطة في البلاد أو اعتقال كابوري.

وأعلنت السلطات في ساعة متأخرة من مساء الأحد فرض حظر التجول من الساعة 2000 إلى 0530 بتوقيت جرينتش حتى إشعار آخر، كما أصدرت بيانا بتعليق الدراسة بالمدارس يومي الإثنين والثلاثاء لأسباب أمنية.

وقال متحدث باسم الحكومة إن المفاوضات ما زالت مستمرة مع الجنود المتمردين.

وقال متحدث باسم المتمردين إنهم يطالبون بموارد "ملائمة" وتدريب للجيش في معركته مع المتشددين المرتبطين بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية واستقالة قائدي الجيش والمخابرات.

وتنامى الاحباط في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا والمنتجة للذهب في الأشهر الأخيرة بسبب تدهور الأمن. وأثار مقتل 49 من أفراد قوات الأمن في هجوم لمتشددين في نوفمبر تشرين الثاني احتجاجات عنيفة في الشوارع تطالب بتنحي كابوري.

وحث محتجون في شوارع واجادوجو يوم الأحد الجنود على المضي قدما مرددين هتافات تطالب "بتحرير البلاد".

ويظهر التمرد مدى التهديد الذي تشكله حركات التمرد الإسلامية المتزايدة في منطقة الساحل بغرب أفريقيا، وهي منطقة قاحلة تقريبا تحد الصحراء الكبرى.

واستولى المتشددون على مساحات شاسعة من الأراضي في أنحاء بوركينا فاسو وجارتيها مالي والنيجر. ويفرضون في بعض الحالات على السكان الالتزام بأحكام الشريعة حسب تفسيراتهم المتشددة لها.

وقال مراسلون من رويترز إن دوي إطلاق النار سمع لأول مرة في معسكر سانجولي لاميزانا بالعاصمة واجادوجو في الساعة الخامسة صباحا (0500 بتوقيت جرينتش). ويضم المعسكر سجنا يضم بين نزلائه جنودا شاركوا في محاولة انقلاب فاشلة عام 2015.

وخرج المئات في وقت لاحق دعما للمتمردين. وفي معسكر لاميزانا حيث أنشد حشد يضم مئة شخص النشيد الوطني ورددوا هتافات، رد الجنود بإطلاق النار في الهواء. ولم يتضح ما إذا كان ذلك معناه إظهار الدعم للمتظاهرين أو أنه محاولة لتفريقهم.

وفي وسط واجادوجو، قرب ساحة الأمة الرئيسية، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق نحو 300 محتج.

وقال مراسلون لرويترز إن جنودا أطلقوا النار في الهواء في قاعدة جوية قريبة من مطار واجادوجو. وأبلغت السفارة الأمريكية عن إطلاق نار على ثلاث قواعد عسكرية أخرى في واجادوجو وقواعد في بلدتي كايا وواهيجويا شمال البلاد.

وقال مراسل لرويترز إن محتجين في أنحاء واجادوجو أحرقوا ونهبوا مقر حزب الحركة الشعبية من أجل التقدم بزعامة كابوري.

ودعا المتحدث باسم المتمردين، الذي تحدث للصحفيين أمام معسكر لاميزانا، إلى رعاية أفضل للجنود المصابين وأُسرهم.

*مخاوف من الانقلاب

أكدت حكومة بوركينا فاسو حدوث إطلاق للنار في بعض معسكرات الجيش لكنها نفت الأنباء التي وردت على بعض وسائل التواصل الاجتماعي بأن الجيش استولى على السلطة.

وقال وزير الدفاع الجنرال باثيليمي سيمبور متحدثا عبر التلفزيون إن أسباب إطلاق النار من قِبل الجنود لم تتضح بعد.

وقال سيمبور "رئيس الدولة لم يحتجز، لم تتعرض أي مؤسسة في البلاد لتهديد... في الوقت الراهن لا نعلم دوافعهم أو ما يطلبون. نحاول التواصل معهم".

ولم يظهر كابوري علنا. ونشر حسابه على تويتر تغريدة واحدة يوم الأحد لتشجيع منتخب كرة القدم لبلاده في مباراته مع الجابون ببطولة كأس الأمم الأفريقية في وقت لاحق يوم الأحد. ولم يتطرق بأي ذكر للأحداث في البلاد.

وقالت شبكة نت بلوكس المعنية بمراقبة أنشطة الإنترنت، إن الوصول إلى الانترنت تعطل منذ نحو الساعة العاشرة صباحا. وقال متحدث باسم المطار إن الرحلات الجوية لم تُلغ.

والحكومات في غرب ووسط أفريقيا في حالة تأهب قصوى بسبب نجاح انقلابات على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية في مالي وغينيا حيث أطاح الجيش بالرئيس ألفا كوندي في سبتمبر أيلول الماضي.

وتولى الجيش أيضا زمام الأمور في تشاد العام الماضي بعد مقتل الرئيس إدريس ديبي على إحدى جبهات القتال مع المتمردين.

وقالت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا(إيكواس) في بيان إنها تتابع الوضع في بوركينا فاسو بقلق بالغ ودعت الجيش إلى إجراء حوار مع السلطات.

واعتقلت السلطات في بوركينا فاسو أكثر من عشرة جنود في وقت سابق من هذا الشهر للاشتباه في تآمرهم ضد الحكومة.

وجاءت الاعتقالات في أعقاب تغيير داخل قيادة الجيش في ديسمبر كانون الأول اعتبره بعض المحللين محاولة من الرئيس كابوري لتعزيز موقفه داخل الجيش.

وتعاني بوركينا فاسو من تزايد العنف بسبب هجمات تشنها جماعات مرتبطة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية قتلت ما يزيد على ألفي شخص العام الماضي.

وكان من المقرر خروج المزيد من المظاهرات يوم السبت لكن الحكومة منعتها وتدخلت الشرطة لتفريق المئات ممن حاولوا التجمع في العاصمة.

وأوقفت حكومة بوركينا فاسو خدمات الإنترنت للهواتف المحمولة في عدة مناسبات. وأدى تصاعد التوتر في نوفمبر تشرين الثاني إلى إطلاق مبعوث الأمم المتحدة لغرب أفريقيا تحذيرا من مغبة أي استيلاء للجيش على السلطة.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس "خميس العهد" ويدعو إلى التواضع

مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالبة لنزع حجابها

محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد الفصح