مصادر بريطانية: موسكو تخطط لإنقلاب في كييف عقب الغزو الروسي لأوكرانيا

الساحة الرئيسة في العاصمة الأوكرانية، كييف
الساحة الرئيسة في العاصمة الأوكرانية، كييف Copyright Sergei Chuzavkov/2011 AP
بقلم:  Hassan Refaei
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

الغارديان"، قالت إن ثمة من يرى أن الغزو الروسي سيبدأ بقصف لأهداف عسكرية، بعدها يتم فرض حصار على العاصمة كييف، وربما على مدن رئيسة أخرى، وفي هذه الأثناء يقوم عملاء جهاز الأمن الفيدرالي الروسي "إف أس بي" بتقديم الدعم لقيادات موالية لموسكو من أجل أن تتولّى مقاليد الإدارة في تلك المدن.

اعلان

كلّف الكرملين جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بالتخطيط لتنفيذ عمليات انقلاب داخل المدن الأوكرانية الرئيسة في حال تعرضها لهجوم من قبل القوات الروسية، هذا ما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية نقلاً عن مسؤوليين في المملكة المتحدة.

وقالت "الغارديان" إن ثمة من يرى أن الغزو الروسي سيبدأ بقصف لأهداف عسكرية، بعدها يتم فرض حصار على العاصمة كييف، وربما على مدن رئيسة أخرى، وفي هذه الأثناء يقوم عملاء جهاز الأمن الفيدرالي الروسي "إف أس بي" بتقديم الدعم لقيادات موالية لموسكو من أجل أن تتولّى مقاليد الإدارة في تلك المدن.

"تغيير النظام" في كييف

وترى المملكة المتحدة أن روسيا، في حال غزوها أوكرانيا، تضع "تغيير النظام" في كييف في أعلى سلم أولوياتها، لأن من شأن ذلك أن يجنّب موسكو تكبّد خسائر بشرية في حال اندلاع حرب المدن ضد القوات الغازية.

وتعتقد بريطانيا، كما الولايات المتحدة، أن روسيا باتت على استعدادٍ تام لغزو أوكرانيا بعد أن حشدت موسكو أكثر من 135 ألف جندي قرب الحدود مع الجارة الجنوبية.

وكان وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، أعرب، قبل يومين، عن اعتقاده بأن الهجوم الروسي لأوكرانيا أصبح "مرجحا للغاية" وألغى بن والاس عطلة عائلية في الخارج وسط مخاوف بشأن الوضع في أوكرانيا.

التهديدات والتحذيرات

دوائر استخبارية في لندن وواشنطن، كانت حذرت في الأسابيع الأخيرة من أن روسيا تعتزم بالفعل إجتياح أوكرانيا، وأكدت تلك الدوائر على أن الكرملين يسعى إلى فبركة "معلومات كاذبة" لاتخاذها ذريعة لشنّ الهجوم، مشيرة إلى أن مجموعة من خمسة سياسيين أوكرانيين سابقين تمّ تجنيدهم للمشاركة في تنفيذ إنقلاب في كييف عقب الغزو الروسي، وحسب "الغارديان" فإن أربعة منهم موجودون الآن في موسكو.

موسكو، من ناحيتها ما برحت تنفي وجود نيّة لديها لغزو أوكرانيا، لكنها لم تنف أنها قد تلجأ لاتخاذ إجراء "عسكري تقني" لم تحدده في حالة عدم تلبية جملة من المطالب الأمنية، من بينها وعد من "الناتو" بعدم ضم أوكرانيا وسحب قوات الحلف من شرق أوروبا بالقرب من الأراضي الروسية.

في هذه الأثناء ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي الدول الغربية عدم إثارة الذعر بسبب الحشود العسكرية الروسية على الحدود مع بلاده، وقال:إنّ "احتمال الهجوم موجود ولم يتبدّد، ولكن لم يكن أقلّ خطورة في 2021 (..) لا نرى تصعيداً يتجاوز ما كان موجوداً" العام الماضي، حسب رأيه.

لكنّ كلام زيلنسكي تجاه التهديدات الروسية والتحذيرات الغربية، لم يقلل من أهمية الشكوك لدى كييف بشأن إمكانية أن تُنصَّبَ فيها قيادة موالية لروسيا بعيد الغزو العسكري، بالنظر إلى وجود مشاعر عدائية متأججة في أوكرانيا تجاه روسيا.

خطة مماثلة

ويخشى مسؤولون غربيون من أن لا تكون لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رؤية واضحة بشأن اتجاهات الرأي العام في أوكرانيا والمعادية في غالبيتها لموسكو، وفي هذا السياق يقول أحد المسؤولين الغربيين: "يتم ضخ كثير من المعلومات التقييمية المفرطة في التفاؤل إلى قيادة الكرملين".

صحيفة "بيليد" الألمانية كانت في وقت لاحق من الشهر الجاري، سلطت الضوء على خطة مماثلة متعددة المراحل بناء على مصدر استخباراتي أجنبي. وقالت الصحيفة:إن روسيا ستسعى بعد ذلك (الغزو) إلى تعيين برلمان مؤيد للكرملين، وستعمد إلى اعتقال النشطاء الأوكرانيين وزعماء المعارضة.

ورداً على ذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن بيليد "تجاوزت جميع الخطوط الحمراء للإنسانية والأخلاق"، على حد تعبيرها.

وكانت وكالة المخابرات الأوكرانية وأجهزة أستخباراتية أعلنت مرات عدّة عن جود أدلة تؤكد تدخل جهاز الأمن الفيدرالي الروسي في أوكرانيا منذ بدء الحرب مع روسيا في عام 2014، وفي أواخر العام الماضي قالت وحدة الاستخبارات إنها اكتشفت مؤامرة لتهريب متفجرات إلى البلاد من شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا.

وقال زيلينسكي في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، إنه تم اكتشاف مؤامرة انقلابية، كان يعدّ لها ضباط في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بالتعاون مع منشقين عن وزارة الداخلية الأوكرانية الذين انتقلوا إلى القرم بعدما احتلها روسيا.

وتشير "الغارديان" إلى أن القسم الخامس التابع لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي والذي يديره سيرغي بيسيدا هو الذي يدير الأمور العمليات الاستخبارية المتعلقة بأوكرانيا، وباقي دول الاتحاد السوفييتي السابق، لافتة إلى أن المذكور كان وُضع على قوائم عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في عام 2014.

المصادر الإضافية • الغارديان

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

مؤشر الديمقراطية لعام 2021: ما هو ترتيب البلدان العربية؟

هل مات الملك تشارلز الثالث؟ إشاعة كاذبة مصدرها وسائل إعلام روسية

بريطانيا وبولندا تناشدان الكونغرس الأمريكي الموافقة على حزمة مساعدات لأوكرانيا