هل تستخدم القوات الروسية في أوكرانيا نفس النهج الذي اتبعته في سوريا؟

صورة أرشيفية تظهر آثار قصف حلب في عام 2016
صورة أرشيفية تظهر آثار قصف حلب في عام 2016 Copyright AP Photo
Copyright AP Photo
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

وحاصرت القوات الروسية الجزء الشرقي من مدينة حلب لعدة أشهر في عام 2016 عكفت خلالهم على قصف مبانيها تدريجيا بينما عانى 270 ألفا من السكان من نقص المواد الغذائية والسلع الأساسية.

اعلان

قال الطبيب الفرنسي رفائيل بيتي الذي يعمل مع منظمات إنسانية شاركت في تقديم المساعدة خلال النزاع السوري المستمر منذ 11 عاما، إن الجيش الروسي يلجأ في أوكرانيا إلى النهج نفسه الذي اتبعه في سوريا لدفع الخصم الى الاستسلام والمدنيين الى الفرار، عبر محاصرة المدن وقصفها بشكل مكثف وتدمير المستشفيات.

وأوضح المسؤول عن اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الصحية في فرنسا لوكالة فرانس برس "رأينا كيف دفع الروس مدينة حلب على الاستسلام (عام 2016). لقد فعلوا ذلك على ثلاث مراحل: قاموا بمحاصرتها ثم قصفها بشكل مكثف يوميا(..) ثم انتظار أن يستسلم المدنيون من خلال الجوع والبرد وعدم توفر مياه الشرب".

حصار حلب

وحاصرت القوات الروسية الجزء الشرقي من مدينة حلب لعدة أشهر في عام 2016 عكفت خلالهم على قصف مبانيها تدريجيا بينما عانى 270 ألفا من السكان من نقص المواد الغذائية والسلع الأساسية.

ويقول سيمون وايزمان، وهو باحث في مجال نقل الأسلحة في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، إن الجيش الروسي ورث تلك الاستراتيجية عن جيش الاتحاد السوفييتي في المواقف التي لم تستطع فيها القوات التغلب على مقاومة المسلحين داخل المدن، فتلجأ إلى تطويع الأسلحة الثقيلة عن بعد.

ويضيف بأن الجيش السوفييتي مني بخسائر كبيرة حين حاول دخول المدن في حرب أفغانستان (1979 - 1989) وهو ما دفع الروس لبتني النهج الجديد خلال حرب الشيشان.

ويضيف: "لا يهم حقا (للروس) ما إذا كان العدو في المدينة أم لا لأنهم قاموا بتفجيرها بالطريقة نفسها التي قصفوا بها غروزني في الشيشان ، وهذا أيضا هو المكان الذي حاولوا فيه الدخول أولاً بقوات صغيرة تحاول الاستيلاء عليها ولم يفلح ذلك أمام المتمردين الشيشان، لذا قرروا تفجير تلك المدينة إلى أشلاء".

"لا أهمية للمدنيين"

واعتبر رفائيل بيتي أن "لا أهمية للمدنيين" لدى الروس. وقال: "بالنسبة للروس لا قيمة لأرواح الناس بمفهومنا نحن. لديهم عقلية الاتحاد السوفييتي السابق. إنها عقلية الكاي جي بي وبالتالي لا قيمة للفرد والهدف المنشود وحده المهم".

ومدينة ماريوبول الساحلية الإستراتيجية على البحر الأسود خير مثال على ذلك منذ بدء التدخل الروسي في أوكرانيا في 24 شباط/فبراير.

وقتل أكثر من ألفين من سكان المدينة المحاصرين تحت القصف والبرد والجوع، بحسب رئيس بلديتها.

في 9 آذار/مارس دُمر مستشفى للأطفال بانفجار قنبلة، مذكرا بتدمير العديد من المراكز الطبية في سوريا حيث يقاتل الجيش الروسي المتمردين إلى جانب نظام بشار الأسد.

"أسلحة مضادة للخنادق"

ويشير البروفيسور بيتي أخصائي التخدير والإنعاش والمتخصص في إصابات الحروب إلى "إنه سلاح حرب لترهيب السكان. بمجرد تدمير المستشفيات يفر السكان".

ويقول "في سوريا وضعنا في وقت من الأوقات المستشفيات داخل مناجم مهجورة مقتنعين بأنها ستكون في منأى من القصف. لكننا لم نتنبه بأن للروس أسلحة مضادة للخنادق تنفجر على عمق 17 مترًا وقاموا باستخدامها".

في حلب كما في الغوطة بضواحي دمشق أو في غروزني بالشيشان، بمجرد حصول الاستسلام يتم "فرز" السكان وارغام أولئك الذين كانوا ضد الطرف المنتصر على الرحيل.

ويقول رفائيل بيتي الذي نفذ أكثر من 30 مهمة إنسانية في سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2011 "تؤَمن شاحنات لنقل كل الذين لا يريدون البقاء مع النظام".

ويضيف "الذين يريدون البقاء تحت سلطة النظام يتوجهون إلى المناطق التي تسيطر عليها دمشق بينما يُسمح للآخرين بالتوجه إلى + مناطق خفض العنف+ أي منطقة إدلب" التي باتت اليوم آخر معقل للمعارضة في سوريا.

منذ بداية الغزو الروسي، فر أكثر من 2,8 مليون شخص من أوكرانيا. ويؤكد أن "هذا هو بالضبط ما فعله الأسد وبوتين، سمحوا للمدنيين بالمغادرة" للسيطرة على البلاد بشكل أفضل.

وناشد البروفيسور بيتي ومدير اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الصحية في فرنسا زياد العيسى الثلاثاء، المرشحين للانتخابات الرئاسية في فرنسا بعد 11 عامًا بالتمام على اندلاع النزاع في سوريا، بالتحرك من أجل السلام واحترام القانون الإنساني الدولي.

المصادر الإضافية • وكالات

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

ما هي الطائرات "الانتحارية" التي ستزود بها واشنطن الجيش الأوكراني؟

هل أصبحت صواريخ جافلين المضادة للدبابات رمزا للمقاومة الأوكرانية؟

شاهد: 11 عاما على الحرب السورية.. والمزيد من التحديات تثقل كاهل اللاجئين السوريين