التحالف بقيادة السعودية يقصف صنعاء رغم دعوة الحوثيين للهدنة

إخماد رجال الإطفاء الحريق بعد غارات جوية بقيادة السعودية استهدفت منزلين في صنعاء - اليمن. السبت 26 مارس / آذار 2022.
إخماد رجال الإطفاء الحريق بعد غارات جوية بقيادة السعودية استهدفت منزلين في صنعاء - اليمن. السبت 26 مارس / آذار 2022. Copyright هاني محمد/أ ب
Copyright هاني محمد/أ ب
بقلم:  يورونيوز مع أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

نفذّ التحالف غاراته بعد وقت قصير من إعلان الحوثيين المدعومين من إيران، أنّهم سيوقفون "ضرباتهم" على السعوديّة و"المواجهات" في اليمن "لثلاثة أيّام"، في حال التزمت السعوديّة بإنهاء الحصار ووقف غاراتها على اليمن.

اعلان

شنّ التحالف العسكري الذي تقوده السعودية غارات جوية في اليمن صباح الأحد، بعد ساعات من إعلان المتمردين الحوثيين هدنة لثلاثة أيام، في وقت دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ارتفاع منسوب العنف في النزاع الذي دخل عامه الثامن.

واستهدفت الغارات العاصمة اليمنية صنعاء، التي يسيطر عليها المتمردون، على ما أعلنت قناة الإخبارية الحكومية التي أكدت "بدء تنفيذ ضربات جوية على المعسكرات والمعاقل الحوثية بصنعاء" قرب منتصف الليل.

ونفذّ التحالف غاراته بعد وقت قصير من إعلان الحوثيين المدعومين من إيران، أنّهم سيوقفون "ضرباتهم" على السعوديّة و"المواجهات" في اليمن "لثلاثة أيّام"، في حال التزمت السعوديّة بإنهاء الحصار ووقف غاراتها على اليمن.

والجمعة، شنّ المتمردون هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ بالستية استهدفت 16 موقعا في المملكة، وتسبّبت بحريق ضخم في خزانيين نفطيين في جدة ليس ببعيد عن حلبة لسباق فورومولا واحد.

وكتب مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ على تويتر أنه "منخرط مع كافة الأطراف ويواصل جهوده نحو التوصل لهدنة خلال رمضان"، وتابع "أنه يكرر دعوته لوقف التصعيد ويرحب بكافة خطوات كافة الأطراف في هذا الاتجاه". ولم يعلق التحالف بعد على إعلان الحوثيين للهدنة مساء الجمعة.

وتزامن ارتفاع منسوب العنف مع حلول الذكرى السابعة السبت لبدء التدخّل العسكري بقيادة الرياض في اليمن لمواجهة المتمرّدين، الذي سيطروا على صنعاء في ايلول/سبتمبر 2014.

تسبّبت الحرب في اليمن بمقتل أكثر من 377 ألف شخص، بشكل مباشر أو غير مباشر، في أسوأ أزمة إنسانية في العالم حسب الأمم المتحدة. بدوره، دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السبت الهجمات المتبادلة بين الحوثيين والتحالف بقيادة السعودية، داعيًا إلى "ضبط النفس". وأشار غوتيريش إلى مقتل ثمانية مدنيين بينهم خمس نساء وطفلان في الهجمات الانتقامية على صنعاء التي أعقبت هجمات الجمعة.

دعوة "لضبط النفس"

وتعرض مجمع سكني لموظفي الأمم المتحدة في صنعاء لأضرار نتيجة لضربات التحالف، على ما أفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك.

وقال دوجاريك إن "الأمين العام يدين التصعيد الأخير في النزاع في اليمن"، وأشار إلى أنه "قلق للغاية" بشأن تقارير عن هجمات للتحالف استهدفت مدينة الحديدة الساحلية التي تمثل نقطة دخول رئيسية للمساعدات الإنسانية، وتابع أن غوتيريش يجدد "دعواته لكل الأطراف لممارسة أقصى درجات ضبط النفس" و"التوصل بشكل عاجل الى تسوية عبر التفاوض لإنهاء النزاع".

وتظاهر آلاف الأشخاص في العاصمة اليمنية السبت للتنديد بتدخل التحالف الذي تقوده السعودية، والذي ضم تسع دول حين تم إطلاقه في 26 آذار/مارس 2015.

ومساء السبت، أعلنت السلطات السعودية توقيف يمني نشر مقطع فيديو على تطبيق تيك توك، يحتفي فيه بالضربات الحوثية على جدة. وارفق مقطعا موسيقيا بمقطع لتصاعد الدخان الكثيف من خزان الوقود التابع لأرامكو.

وبات التحالف حاليا يضم في شكل أساسي السعودية وبشكل أقل الإمارات التي قالت إنها سحبت قواتها من اليمن لكنها احتفظت بدورها عبر تدريب ميلشيات على الأرض تحارب الحوثيين.

منذ سيطرة الحوثيّين على العاصمة صنعاء في 2014، شنّوا حملة للسيطرة على أجزاء أخرى من الدولة الأفقر دول شبه الجزيرة العربيّة المحاذية للمملكة الخليجيّة الثريّة.

لكنّ التحالف العسكري بقيادة الرياض يسيطر على المجال الجوّي والبحري للبلاد ويسمح فقط لرحلات الأمم المتحدة باستخدام مطار صنعاء. ولطالما جعل الحوثيّون رفع هذا "الحصار" شرطًا لأيّ محادثات.

وقالت اليزابيث كيندال الباحثة في جامعة اكسفورد لوكالة فرانس برس هذا الاسبوع "عسكريا الحرب وصلت الى طريق مسدود"، مضيفة أن السعودية "قد تكون حريصة في هذه المرحلة على إخراج نفسها" من اليمن.

ومن الدوحة، حذّر مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الأحد من "آفاق مقلقة للغاية" بالنسبة لليمن الغارق في الحرب. وقال مدير البرنامج أخيم شتاينر لوكالة فرانس برس في مقابلة على هامش منتدى الدوحة، إن البلد الفقير معرّض بالفعل لخطر "النسيان" فيما يستقطب الغزو الروسي لاوكرانيا اهتمام العالم.

مع اعتماد البلاد بشكل شبه كامل على الواردات، تقول منظمات الإغاثة إن الوضع سيزداد سوءًا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا التي تنتج ما يقرب من ثلث إمدادات القمح اليمني. وقال شتاينر "بالنظر إلى الواقع الجيوسياسي الأكبر، فإن الخطر يكمن في أنّ اليمن سوف يُنسى جزئيًا، ومن الواضح أن ذلك سيخلق مأساة".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

بالفيديو: انهيار عدة مبان تاريخية في البلدة القديمة بالعاصمة اليمنية صنعاء

إصابات كورونا العالمية تتجاوز 447 مليون والوفيات حوالي 6 ملايين ونصف

شاهد: بعد عزلة امتدت لعقود... سياح أجانب يعودون إلى العراق لاستكشاف تراثه