قرار تركيا إعادة مليون لاجئ سوري.. خطوة إيجابية أم انتهاء صلاحية ورقة اللجوء أمام الأوروبيين؟

لاجئون سوريون في مخيم بالقرب من الحدود في الريحانية، تركيا، الاإثنين 19 آذار / مارس 2012.
لاجئون سوريون في مخيم بالقرب من الحدود في الريحانية، تركيا، الاإثنين 19 آذار / مارس 2012. Copyright Burhan Ozbilici/AP
Copyright Burhan Ozbilici/AP
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

مع بداية العمليات العسكرية التركية في سوريا في عام 2016، عاد حوالي 500 ألف سوري إلى "المناطق الآمنة" التي أنشأتها أنقرة على طول حدودها، بحسب الرئيس التركي.

اعلان

كشف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الثلاثاء، عن تحضير أنقرة لمشروع يتيح عودة مليون سوري إلى بلادهم "على أساس طوعي"، في كلمة له وجهها عبر الفيديو في مراسم تسليم منازل مبنية من الطوب في إدلب السورية، شارك فيها وزير الداخلية التركي سليمان صويلو.

وأشار إردوغان إلى أن نحو "500 ألف سوري عادوا إلى المناطق الآمنة التي وفرتها تركيا منذ إطلاق عملياتها في سوريا عام 2016"، وأن "المشروع سيتم تنفيذه بدعم من منظمات مدنية تركية ودولية".

تشكيك بالقرار والتوقيت

لاقى تصريح الرئيس التركي أصداء سلبية في أوساط السوريين وانتقادات لما وصفوه بـ"مشروع الإعادة القسرية" للنازحين السوريين في البلاد، فضلا عن تشكيكهم في مساعي وتوقيت هذا الإعلان الذي يتزامن مع الضجة الإعلامية والحقوقية التي خلفها فيديو مجزرة حي التضامن التي راح ضحيتها 41 شخصا، تم إعدامهم على يد عناصر قوات الأسد عام 2013.

غرد حمزة بختياري على تويتر قائلا إن مشروع إعادة مليون لاجئ سوري يعبتر خطوة "تكشف مدى خطأ السوريين الذين راهنوا على إردوغان".

وعلق رضوان الخليل، في منشور على موقع فيسبوك، قائلا إن أنقرة تسعى إلى "مصالحة شاملة ضمن سياسة تصفير المشاكل مع الأوروبيين".

بدوره، وصف محمد السكري الخطة التركية بأنها "إعادة قسرية" وليست طوعية، مشيرا إلى أنها قد تخلف مشاكل أخرى مثل الاكتظاظ السكاني والاختراق الأمني.

فيما ذهب البعض إلى الاعتقاد أن هدف أنقرة هو السيطرة على مناطق جديدة في سوريا بعمق 100 كم أو أكثر شمال شرق البلاد وفرض منطقة آمنة من خلال بناء وحدات سكنية للنازحين واللاجئين.

إلقاء اللاجئين في حفرة

أصدرت هيئة الإغاثة الإنسانية بالاشتراك مع تجمع رؤساء المنظمات غير الحكومية بيانا تحدثت فيه عن "الإجرام اللفظي الذي يقوم به العنصريين المطالبين بإعادة اللاجئين السوريين لبلادهم قبل انتهاء الظروف القسرية التي تعرض حياة الملايين للخطر من جوع وموت واعتقال".

وفي تغريدة على موقع تويتر، قال سافجي سايان رئيس بلدية أغري شرق تركيا "إن أحد رجال الأسد واسمه أمجد اليوسف يقتل الناس بوحشية، وإن القتلى المدنيين هم سوريون ومسرح الجريمة يقع في حي التضامن بدمشق، فهل يخجل من يهين السوريين ويقول لهم عليكم العودة؟".

كما انتقدت المحامية والناشطة الحقوقية، غولدن سونماز، في تغريدة تجاهل المعاناة الكبيرة التي يتعرض لها اللاجئون السوريون والحملة الشديدة ضدهم لترحيلهم، مشيرة إلى مجزرة حي التضامن.

وأكد تجمع المنظمات غير الحكومية أن إعادة اللاجئين السوريين لبلادهم هي بمثابة "إلقائهم في حفر المجازر والتعذيب والموت والاعتقال، نقلا عن صحيفة "صوت الشعب التركية".

وتابع في البيان "إعادتهم هي بمثابة تكرار لكل مشهد إجرامي قام به نظام الأسد بحق السوريين منذ عشرة سنوات وحتى اللحظة، ولن يتم إعادتهم بشكل قسري أبدا".

ملف اللاجئين في تركيا

تستضيف تركيا أكثر من 3,6 مليون لاجئ سوري على أراضيها بموجب شروط اتفاق تم التوصل إليه مع الاتحاد الأوروبي في عام 2016. وقد شهد العام الماضي توترات متزايدة بين النازحين والسكان المحليين الذين يواجهون أزمة اقتصادية ومالية خانقة.

ومع بداية العمليات العسكرية التركية في سوريا في عام 2016، عاد حوالي 500 ألف سوري إلى "المناطق الآمنة" التي أنشأتها أنقرة على طول حدودها، بحسب الرئيس التركي.

وتابع أردوغان، في رسالة مصورة بُثَّت أمام مئات السوريين خلال حفل تسليم مفاتيح تعود لآلاف المنازل المخصصة للاجئين، أن "المشروع الذي سننفذه مع المجالس المحلية لثلاث عشرة منطقة مختلفة، وعلى رأسها اعزاز، جرابلس، الباب، تل أبيض ورأس العين، اكتمل تماماً"، متحدثاً عن التجهيزات اللازمة للحياة اليومية، "من السكن إلى المدرسة والمستشفى"، وكذلك الزراعة والصناعة.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

بعد اتهامات بالتمييز .."لينكد إن" توافق على دفع 1.8 مليون دولار كتعويضات لمئات العاملات

21 مهاجرا يفقدون حياتهم إثر غرق زورقهم المطاطي قبالة ساحل بحر إيجه شمال تركيا

قبل الجولة الحاسمة.. كليتشدار أوغلو يتهم أردوغان بحجب الوصول إلى مناصريه