يحذر البنك العالمي من أن العراق يمكن أن يعاني من نقص في المياه بنسبة 20% بحلول 2050 بسبب تغير المناخ. بينما حذر مسؤولون عراقيون من أن بلادهم يمكن أن تواجه طيلة 272 يوما من الغبار في العام خلال العقود المقبلة. أما وزارة البيئة فتقول إنه يمكن معالجة ظاهرة الطقس من خلال مقاومة التصحر والانجراف.
هبت عاصفة رملية قوية على مدينة الناصرية جنوب العراق، وأصيب آلاف الأشخاص بمشاكل تنفسية، فيما لاتزال البلاد مغطاة بطبقة سميكة برتقالية اللون من الغبار.
وقد أصبحت هذه العواصف شائعة بصفة ملحوظة في البلاد، فقد تعرض العراق إلى سلسلة من العواصف الشهر الماضي، ما أدى إلى وقف الرحلات الجوية، ودخول عشرات العراقيين إلى المستشفيات بسبب مشاكل في الجهاز التنفسي.
وقالت وزراة الصحة العراقية إن أكثر من خمسة آلاف شخص عولجوا في المستشفيات أمس الخميس، بسبب العاصفة الرملية التي تسببت في مشاكل للناس على مستوى الجهاز التنفسي.
وقد ازدادت وتيرة العواصف الرملية إلى حد كبير في العراق خلال السنوات الأخيرة، مدفوعة بتدهور التربة والاستعمال المفرط لمياه الأنهار وبناء سدود المنبع في إيران وتركيا المجاورتين، وإزالة الغابات والجفاف الشديد الذي زادت حدته بسبب تغير المناخ، مع ارتفاع درجات الحرارة وتراجع هطول الأمطار.
وقد استيقظت ست محافظات عراقية من أصل 18 محافظة على سحابة كثيفة من الغبار تغطي السماء، بما في ذلك بغداد ومنطقة الأنبار الشاسعة. وقد استقبلت مستشفيات بغداد آلاف الحالات، أغلبها ممن يشكون من الربو وأمراض القلب، وكانت أغلب الحالات متوسطة الخطورة أو طفيفة، بينما سجلت حالة وفاة واحدة.
وقد حثت السلطات العراقية المواطنين على أن يلزموا بيوتهم، لأن جزيئات الغبار الدقيقة يمكن أن تتسبب في أمراض القلب والأوعية الدموية والربو، كما يمكن أن تنشر الجراثيم والفيروسات.
وتتسبب العواصف الرملية أيضا في إلحاق أضراراقتصادية، إذ يؤدي انعدام الرؤية أحيانا إلى الصفر إلى إغلاق المطارات والطرق الرئيسية. ويعتبر العراق من أكثر خمسة بلدان في العالم عرضة لتغير المناخ والتصحر، وهو ما يهدد أمنه الغذائي.
ويحذر البنك العالمي من أن العراق الذي يعد 41 مليون نسمة يعيش ثلثهم في فقر، يمكن أن يعاني من نقص في المياه بنسبة 20% بحلول 2050 بسبب تغير المناخ. بينما حذر مسؤولون عراقيون من أن بلادهم يمكن أن تواجه طيلة 272 يوما من الغبار في العام خلال العقود المقبلة. أما وزارة البيئة فتقول إنه يمكن معالجة ظاهرة الطقس من خلال توسيع الكساء النباتي وتشجير الغابات، التي يمكن أن تقاوم التصحر والانجراف.