لماذا كان العرض العسكري الروسي قصيراً وكلمة بوتين موجزة في يوم النصر؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واضعاً إكليلاً من الزهور على ضريح الجندي المجهول في موسكو
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واضعاً إكليلاً من الزهور على ضريح الجندي المجهول في موسكو Copyright Anton Novoderezhkin, Sputnik, Kremlin Pool Photo via AP
Copyright Anton Novoderezhkin, Sputnik, Kremlin Pool Photo via AP
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

محللون يرون أن فلاديمير بوتين كان متعباً، وآخرون يعتقدون أنه مراوغ سياسي محترف.

اعلان

دام العرض العسكري الروسي الذي أقيم الإثنين في الساحة الحمراء ساعة واحدة تقريباً، مقابل ساعتين في 2021 و2022، وشارك فيه 11.000 عسكري من مختلف الوحدات مقابل 12.000 في 2020، كما كانت الآليات والمنظومات المعروضة أقل عدداً من الأعوام الماضية. 

إلغاء العرض العسكري الجوي في اللحظة الأخيرة

لم تحلق طائرة "يوم القيامة" فوق الساحة الحمراء في موسكو بمناسبة الذكرى 77 لعيد النصر الذي يصادف التاسع من أيار/مايو، بل اكتفت بـ "البروفا" التي قامت بها قبل يومين. 

وكانت الطائرة شغلت الإعلام في الفترة الأخيرة. 

الطائرة من طراز "إيليوشين-80"، والتي هناك منها 4 نسخات فقط، مصممة لحماية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حال اندلاع حرب نووية، وهي قادرة على التحليق لمدة أيام، والتواصل مع الوحدات العسكرية البرية في ظروف عسكرية قاسية تنقطع فيها الاتصالات. 

المسؤولون الروس يقولون إن جزءاً من العرض الجوي الذي كان مقرراً اليوم (الإثنين) قد ألغي بسبب رداءة الطقس. 

هذه الرواية الروسية شكك فيها بعض المحللين السياسيين. بينما افتقد العرض العسكري الذي  هذه المرة بعض الأسلحة القتالية التي أرسلت إلى أوكرانيا لاستخدامها في الحرب التي بدأت في شباط/فبراير. 

ومن بين الفقرات التي كانت مقررة والغيت، رسم الرمز العسكري الروسي "Z" في سماء العاصمة موسكو بالطائرت الاستعراضية.

AP Photo/Misha Japaridze
طائرة "يوم القيامة" من طراز إليوشين-80 (أرشيف)AP Photo/Misha Japaridze

غياب رئيس هيئة الأركان الروسي عن العرض

أمر جدير بالذكر وهو غياب رئيس هيئة الأركان في الجيش الروسي، الجنرال فاليري غيراسيموف، عن العرض. غيراسيموف هو الضابط الذي وضع عقيدة الجيش القتالية.  

وكان الجانب الأوكراني قال سابقاً إن غيراسيموف أصيب بكسر في الساق بقصف مدفعي، خلال جولة قام بها إلى الخطوط الأمامية للجبهة، في منطقة إيزيوم بأوكرانيا.  

وأشيعت أيضاً أخبار عن إقالة غيراسيموف من منصبه بسبب الخسائر الكبيرة التي مني بها الجيش الروسي، والفشل العام في أوكرانيا، ولكن ليس بوسع يورونيوز التحقق من هذه المعلومات. 

Alexander Zemlianichenko/AP
رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الروسي الجنرال فاليري غيراسيموفAlexander Zemlianichenko/AP

يوم احتفال باهت أو توقعات غربية مبالغ بها؟

جميع المدن التي استولى عليها الجيش الروسي في أوكرانيا، وكذلك المدن الروسية الكبيرة لم تشهد إقامة احتفالات كبرى بهذه المناسبة، الأمر الذي عزاه متابعين الى سبب رئيسي وهو "التكلفة"، في الوقت الذي تحاول فيه روسيا الحفاظ على مواردها المستنزفة أصلاً بسبب الحرب والعقوبات الغربية. 

ولكن الكرملين كان أعلن من أيام أنه لن يقيم احتفالات (اليوم) في المناطق التي يعتبرها "محررة" في منطقة الدونباس، أو حتى في ماريوبول، التي يسيطر عليها الروس بشكل شبه كامل. 

وكان مسؤولون وخبراء غربيون توقعوا سابقاً أن يعلن بوتين الحرب رسمياً على أوكرانيا من أجل إعلان التعبئة العامة وحشد المزيد من الموارد البشرية التي يحتاج إليها الجيش الروسي بشدة، لكنّ الأمر الذي لم يحدث. 

كلمة موجزة جداً لبوتين على غير العادة

لم تكن هذه المفاجأة الوحيدة في هذا الاحتفال. 

فبينما كان الكثيرون يتوقعون أن تكون كلمة الرئيس الروسي مطولة تتناسب إلى حدّ ما مع تصاعد الأحداث الميدانية وتصريحات زعماء أوروبا ضد الغزو الروسي، ونية الغرب إنهاء الاعتماد على مصادر الطاقة الروسية، فاجأ بوتين العالم بكلمة استمرت لعشر دقائق لم تحمل تصعيداً، وهي بحسب المتابعين الأقصر لرجل تعود أن يقف على المنصة أثناء خطاباته لنصف ساعة أو 20 دقيقة على أقل تقدير.

نبرة أهدأ

لم تحمل الكلمة الطابع الذي يعرف به بوتين، فكان المضمون هو الأخير مفاجئ، حيث لم يتطرق فيه إلى الحرب النووية الذي هدد بها غير مرّة، بل اكتفى بتكرار التبرير المعتاد للغزو قائلاً "إن العام الماضي شهد توتراً مع دول أوربية، ومع حلف الناتو" مضيفاً "أن روسيا تحث أوروبا على التوصل إلى تسوية عادلة، ولكنهم لا يريدون الاستماع".

بوتين ذكر أيضاً "أن الحرب الجارية اليوم هي من أجل المواطنين في الدونباس ومن أجل روسيا" مضيفاً "أن مواجهتنا اليوم هي مواجهة مع النازيين الجدد الذين راهنت عليهم الولايات المتحدة الأمريكية".

اعلان
AP Photo
جانب من الاستعراض العسكري في الساحة الحمراء- موسكو 09/05/2022AP Photo

هل فضح إكليل الزهور الرئيس؟

طريقة سير الرئيس الروسي المميزة و "العسكرية" إلى حد ما والتي طالما لفتت أنظار المحللين وخبراء لغة الجسد، كانت تحت أنظار المراقبين أيضاً. 

إيلين بلان، المحللة السياسية والخبيرة في الشؤون الروسية، ترى أن الإرهاق كان واضحاً على بوتين حيث كان يسير ببطء أكثر من السابق خاصة عند الانحناء لوضع إكليل من الزهور على نصب الجندي المجهول، في حين يرى مراقبون أن هذا ربما يكون إجهاد بسبب الحرب.

AP Photo
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - يضع إكليل من الزهور على نصب الجندي المجهول - موسكو - 09/05/2022AP Photo

استراتيجية بوتين؟

يرى بعض المراقبين الغربيين أن الغرب بشكل عام "ضخم" فكرة العرض العسكري والاحتفال بيوم التاسع ما أيار مايو.  

يقول آخرون إن بوتين يعي ما يفعل، فهو يعرف أن العالم كان ينتظر شيئاً مغايراً لما حدث، واعتبروها لعبة سياسية مباغتة تحمل رسالة مبطنة، كل يقرأها بشكل مختلف، لكن ما هو مؤكد أن الحرب مع العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على مختلف القطاعات الروسية، بالتأكيد ستكون مرهقة على الدولة ومسؤوليها.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

إرجاء زيارة البابا فرنسيس إلى لبنان لأسباب صحية

شاهد: مركبات عسكرية روسية تتجه إلى الساحة الحمراء في موسكو للاحتفال بيوم النصر

الكرملين: الدعم الأمريكي لكييف لن يغير من وضع الجيش الأوكراني في ساحة المعركة