الشرطة الإسرائيلية تعتدي بالضرب على مشيعين في جنازة شيرين أبو عاقلة

القوات الإسرائيلية تستأنف مداهماتها في جنين قبل جنازة شيرين أبو عاقلة
القوات الإسرائيلية تستأنف مداهماتها في جنين قبل جنازة شيرين أبو عاقلة Copyright Thomson Reuters 2022
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

القدس (رويترز) - اشتبكت الشرطة الإسرائيلية مع فلسطينيين احتشدوا حول نعش حمل جثمان مراسلة الجزيرة القتيلة شيرين أبو عاقلة يوم الجمعة، قبل أن يحمل آلاف المشيعين نعشها عبر شوارع المدينة القديمة بالقدس وسط موجة عارمة من الحزن والغضب على مقتلها.

وبعد أن احتشدوا حول نعش الصحفية المخضرمة، بدأ عشرات الفلسطينيين، الذي كان بعضهم يلوح بالعلم الفلسطيني ويهتفون "بالروح بالدم نفديكي يا شيرين"، السير صوب أبواب مستشفى مار يوسف في القدس الشرقية.

واقتحم رجال الشرطة الإسرائيلية بوابات الفناء وهاجموا الحشد، وقام بعضهم بضرب حاملي النعش بالهراوات وركلهم، في محاولة على ما يبدو لمنع المشيعين من السير على الأقدام بدلا من نقل النعش بالسيارة.

ووسط حالة من الكر والفر بين الشرطة والمشيعين، وجدت المجموعة التي كانت تحمل جثمان شيرين أبو عاقلة نفسها في موقف عصيب كاد فيه النعش أن يسقط على الأرض قبل أن تتمكن من رفعه في اللحظة الأخيرة وسط دوي قنابل الصوت.

وزادت مشاهد العنف، التي استمرت لدقائق، من غضب الفلسطينيين على مقتل شيرين بما يهدد بإذكاء الصراع الذي يتصاعد منذ مارس آذار.

وأصيبت شيرين، التي غطت الشؤون الفلسطينية والأحداث في الشرق الأوسط لأكثر من عقدين في القناة الإخبارية التي مقرها قطر، بعيار ناري أثناء تغطيتها لمداهمة إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة يوم الأربعاء.

ووصفت السلطات الفلسطينية مقتل شيرين بأنه اغتيال نفذته القوات الإسرائيلية. وأشارت الحكومة الإسرائيلية في البداية إلى أن إطلاق نار من جانب فلسطينيين ربما يكون هو السبب، لكن المسؤولين قالوا أيضا إنهم لا يمكنهم استبعاد أن تكون مراسلة قناة الجزيرة قُتلت برصاص إسرائيلي.

وقالت الشرطة الإسرائيلية يوم الجمعة إن مجموعة من الفلسطينيين وصفتهم بمثيري الشغب بدأت في إلقاء الحجارة على مجمع المستشفى. وأضافت أن "رجال الشرطة أُجبروا على التحرك".

وقالت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض إن مشاهد الجنازة "مزعجة"، وأضافت أن المسؤولين الأمريكيين سيظلون على اتصال وثيق بالسلطات الإسرائيلية والفلسطينية في أعقاب جنازة شيرين أبو عاقلة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن "من حق كل أسرة أن تتمكن من تشييع أحبائها لمثواهم الأخير في كرامة ودون عوائق".

ونددت مصر وقطر وقناة تلفزيون الجزيرة بسلوك الشرطة. وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة إن تلك المشاهد "صادمة للغاية" وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-جرينفيلد إنها "حزينة للغاية من الصور"، بينما قال الاتحاد الأوروبي إنه يشعر بالذهول.

وبعد عدة دقائق من تدخل الشرطة، وُضع نعش شيرين أبو عاقلة في سيارة متجهة نحو كنيسة سيدة البشارة للروم الكاثوليك في البلدة القديمة بالقدس حيث جرت مراسم الجنازة بسلام.

واصطفت حشود من الفلسطينيين على طول الطرق الضيقة والأزقة بالبلدة القديمة مع نقل النعش إلى مقبرة جبل صهيون.

وغطت أكاليل الزهور قبر شيرين في حين طوق العلم الفلسطيني صليبا على المقبرة التي تحلق المشيعون حولها في صمت وحزن.

وقال مشيع طلب عدم نشر اسمه "نحن هنا لأننا نصرخ من أجل العدالة. العدالة لشيرين أبو عاقله والعدالة لفلسطين".

* تحقيقات ومداهمات

قال الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة إن تحقيقه الأولي "خلص إلى أنه من غير الممكن تحديد مصدر إطلاق النار الذي أصاب السيدة أبو عاقلة وأدى إلى مقتلها بشكل قاطع".

وأضاف الجيش في بيان أن التحقيق أثار احتمالين إما أن تكون شيرين أبو عاقلة قتلت على يد مسلحين فلسطينيين أطلقوا عشرات الطلقات باتجاه مركبات عسكرية إسرائيلية، أو أن جنديا إسرائيليا كان يرد بإطلاق النار من سيارة جيب باتجاه مسلح أصابها بالخطأ.

وأصدرت النيابة العامة الفلسطينية بيانا يوم الجمعة قالت فيه إن "التحقيقات الأولية خلصت إلى أن مصدر إطلاق النار الوحيد في مكان الجريمة كان من قوات الاحتلال لحظة إصابة شيرين أبو عاقلة، كما أشارت التحقيقات إلى تعمد قوات الاحتلال ارتكاب جريمتهم".

وفي بيان تمت الموافقة عليه بالإجماع يوم الجمعة ندد مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة بشدة بعملية القتل ودعا إلى "تحقيق فوري وشامل وشفاف ونزيه ومحايد".

واستأنفت القوات الإسرائيلية يوم الجمعة مداهماتها في منطقة جنين بالضفة الغربية المحتلة، حيث قُتلت شيرين بالرصاص. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 13 على الأقل أصيبوا.

في الوقت نفسه أعلنت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية مسؤوليتها عن مقتل شرطي إسرائيلي في تبادل لإطلاق النار في جنين.

وقال نبيل أبوردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الأحداث التي جرت بالقدس وجنين قد تدفع الجانبين إلى تصعيد خطير.

وأثار مقتل شيرين أبو عاقلة إدانة واسعة النطاق. وأظهرت لقطات مصورة للحظات التي تلت إصابتها بالرصاص أبو عاقلة (51 عاما) وهي ممددة على الأرض وترتدي سترة زرقاء مكتوب عليها كلمة صحافة باللغة الإنجليزية.

وقال اثنان على الأقل من زملائها الذين كانوا معها إنهم تعرضوا لإطلاق نار من قناصة إسرائيليين وإنهم لم يكونوا على مقربة من المسلحين.

واقترحت إسرائيل، التي أبدت أسفها لمقتل مراسلة الجزيرة،إجراء تحقيق مشترك مع الفلسطينيين، وطلبت منهم تقديم الرصاصة لفحصها.

ورفض الفلسطينيون الطلب الإسرائيلي، وطالبوا بتحقيق دولي.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

وداعًا للصور المملة.. "صور غوغل" تطلق أدوات تحرير ذكية مجانية تضفي لمسة احترافية على صورك

مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين على الفلسطينيين

باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع لتعجيل ظهور المسيح المخلص