لماذا أرسلت روسيا فخر صناعاتها العسكرية "ترمينيتر" إلى أوكرانيا وما هي مهمتها الأساسية ؟

مركبتا "ترمينيتر" (الأولى والثالثة) وسط رتل من الدبابات الروسية
مركبتا "ترمينيتر" (الأولى والثالثة) وسط رتل من الدبابات الروسية Copyright Leonid Faerberg / SOPA Images/Sipa USA
Copyright Leonid Faerberg / SOPA Images/Sipa USA
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

من أفغانستان مروراً بالشيشان وسوريا، ووصولاً إلى أوكرانيا. هل تنجح "ترمينيتر" بتأدية المطلوب منها في ساحة المعركة الجديدة ؟ ما هي وظيفتها القتالية ؟ ولماذا يحتاج إليها الجيش الروسي في دونباس ؟

اعلان

أكدت وسائل إعلام روسية حكومية أن موسكو نشرت عدداً من مدرعاتها "ترمينيتر - 2" على خطوط الجبهة الأولى في أوكرانيا، وتم تصوير بعضها في أنحاء مختلفة من منطقة دونباس الشرقية، حيث تدور معارك شرسة مع القوات الأوكرانية. 

وكانت روسيا استخدمت هذا النموذج من المدرعات متعددة الوظائف في سوريا سابقاً، بعدما تدخل الجيش الروسي في 2015 لدعم نظام الرئيس السوري، ولكن تاريخ صناعتها واستخدامها في ساحة المعركة أقدم من ذلك بعقود. 

حرب الشيشان الأولى

المدرعة التي تعرف رسمياً باسم BMPT "ترمينيتر" (مدرعة مقاتلة لدعم الدبابات)، من صناعة شركة الأسلحة أورالفاغونزافود الروسية. ومع أن التصاميم الأولى لهذه الآلية تعود بالزمن إلى حقبة الحرب التي خاضها الاتحاد السوفياتي في أفغانستان (1979–1989)، ظهرت حاجة ملحة إلى تطويرها في التسعينيات، خصوصاً إبّان حرب الشيشان الأولى.  

ورغم أن التكنولوجيا ليست العامل الوحيد الذي يحدد مسار الحروب، فإنه خلال حرب الشوارع الضارية التي خاضها الروس في غروزني (1994)، وأمام الخسائر البشرية والمادية الكبيرة التي تعرض لها الجيش، برزت الحاجة إلى مركبة قتالية مضادة للأفراد، يمكنها أن تؤمن حماية للدبابات ومدرعات النقل وغيرها. 

آنذاك استُخدمت النسخة الأقدم من المركبة "كحل مؤقت" وبدا ناجحاً إلى حد ما. 

ومنذ نحو عقدين، تم تحديث المركبة المبنية بالأساس على نموذج (Chassis) دبابة تي-72. وفي عام 2013 قدّمت روسيا "ترمينيتر - 2" المحدثة، التي تشبه سابقاتها، وبدأ الجيش الروسي بتسلم مركبات منها عام 2018. 

ويقول مراقبون غربيون إن عدد المركبات من هذا النوع التي يملكها الجيش الروسي، لا يزال قليلاً. 

VASILY MAXIMOV/AFP
مدرعة من طراز "ترمينيتر" تتقدم دبابة من طراز تي-80 - أرشيفVASILY MAXIMOV/AFP

مهمتها القتالية

في حرب الشوارع، تقتصر وظيفة "ترمينيتر" على ضمان أمن الدبابات التي تشارك في العمليات العسكرية. 

بحسب موقع ساينس آند تكنولوجي الروسي، فإن كلّ دبابة تحميها مدرعتان من نوع "ترمينيتر" في حرب الشوارع (في المدن)، بينما تؤمن المركة المضادة للأفراد الحماية لدبابتين في الأرياف. 

بإمكان "ترمينيتر" الهجوم على عدة أهداف في الوقت عينه (اقرأ تسليحها لاحقاً)، وتتكفل استهداف الأفراد، خصوصاً العسكريين الذين يشكلون خطراً على الدبابات مثل أولئك الذين يطلقون صواريخ جافلين الأميركية. 

وهكذا، فإن عمل "ترمينيتر" يعطي المجال للدبابات العادية بتنفيذ مهامها القتالية، وبينها استهداف مركبات العدو، أو التحصينات العسكرية. وهذا ما أكده مسؤول عسكري روسي لوكالة ريا نوفوستي الحكومية عندما قال إن المركبة تشارك في المعارك الحالية في أوكرانيا "لاستهداف المواقع الأوكرانية، والمدرعات وطواقم أنظمة الصواريخ المضادة للدبابات". 

ومع خوض الجيش الروسي حالياً معارك ضارية في بعض المدن الأوكرانية التي تمكن من دخولها وعلى وشك دخولها (ماريوبول، سيفيرودونيتسك)، ومع تعرض أرتاله لدمار كبير بالقرب من مدينتي كييف وخاركيف خصوصاً خلال الشهر الأول من الحرب، فإن الحاجة إلى "ترمينيتر" تبدو ملحة أكثر من أي وقت مضى. 

وتقول أوكرانيا إنها قتلت أكثر من 28 ألف عسكري روسي ودمّرت 1250 دبابة وأكثر من 3000 مدرعة أخرى وناقلة جند. 

مواصفاتها وتسليحها

تمّ تسليح "ترمينتر" بأربعة منصات لإطلاق صواريخ مضادة للدبابات، ومدفعين من عيار 30 ملم وقاذفتي قنابل (منها دخانية في حال التعرض لهجوم) ورشاش متوسط. 

الآلية مجهزة أيضاً بنظام خاص لمراقبة الأفراد (أشعة ما دون الحمراء) ومناظير عالية الدقة، وبإمكانها أداء مهامها ليلاً.  

ويمكن للمركبة أن تستهدف أيضاً الطائرات المسيرة والمروحيات التي تحلق على علوّ منخفض، وهي مجهزة كذلك بدرع متفجر تفاعلي (تدريع بالمتفجرات يحول الانفجار إلى خارج المركبة بدل داخلها عندما تُصاب). 

تبلغ سرعة الآلية القصوى نحو 60 كيلومتراً في الساعة.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الروبل الروسي يقفز لأعلى مستوى في حوالي 7 أعوام مقابل اليورو

الرئيس الأوكراني يوقع على قانون التعبئة العسكرية المثير للجدل

شاهد: روسيا تطلق عملياتها العسكرية في دونتسك وتستخدم نظامي أوراغان وتوت الصاروخيين