بلجيكا تسّلم الكونغو ضرساً لباتريس لومومبا هو كل ما تبقى من رفات بطل استقلالها

رولاند لومومبا، نجل باتريس لومومبا يتحدث إلى وسائل الإعلام عند وصوله لحضور مراسم تسلّم ضرس والده في قصر إيغمونت في  العاصمة البلجيكية بروكسل، 20 يونيو 2022.
رولاند لومومبا، نجل باتريس لومومبا يتحدث إلى وسائل الإعلام عند وصوله لحضور مراسم تسلّم ضرس والده في قصر إيغمونت في العاصمة البلجيكية بروكسل، 20 يونيو 2022. Copyright Olivier Matthys/Copyright 2022 The Associated Press. All rights reserved.
Copyright Olivier Matthys/Copyright 2022 The Associated Press. All rights reserved.
بقلم:  Hassan Refaei
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

لومومبا أول رئيس وزراء منتخب بشكل ديمقراطي في جمهورية الكونغو الديمقراطية بعد استقلالها عن بلجيكا في العام 1960، لكنه أقلق الغرب بتودده لموسكو في ذروة الحرب الباردة، كما أغضب بلجيكا بخطاب انتقد فيه استعمار البلد الأفريقي. وقد استمرت حكومته ثلاثة أشهر فقط قبل الإطاحة به واغتياله مطلع العام 1961.

اعلان

سلمت السلطات البلجيكية، عائلة بطل الاستقلال الكونغولي، باتريس لومومبا ضرساً مغطّى بالذهب، هو كل ما تبقى من رافاته، وذلك في مراسم أقيمت بهذه المناسبة اليوم الاثنين، في العاصمة بروكسل.

ويأتي ذلك بعد أسبوعين من تجديد الملك فيليب إعرابه عن تأسفه بشأن الاستعمار البلجيكي للكونغو، التي تبلغ مساحتها 75 ضعفاً لمساحة بلجيكا، وقال مطلع العشرية الثانية من الشهر الجاري أمام برلمان الكونغو الديمقراطية عن الحقبة الاستعمارية: هذا النظام كان قائما على علاقة غير متكافئة، لا يمكن تبريرها بحد ذاتها، طغى عليها التسلط والتمييز والعنصرية (..) وأدى ذلك إلى "تجاوزات وإذلال"، على حد تعبيره.

وبعد إتمام المراسم، تسلّمت عائلة لومومبا من المدّعي العام البلجيكي صندوقاً أزرق اللون يحتوي على السن وذلك في قصر إيغمونت وسط بروكسل، حيث من المنتظر أن يلتقي رئيس الوزراء البلجيكي والمسؤولون الكونغوليون مع ممثلين عن العائلة.

وكان لومومبا أول رئيس وزراء منتخب بشكل ديمقراطي في جمهورية الكونغو الديمقراطية بعد استقلالها عن بلجيكا في العام 1960، لكنه أقلق الغرب بتودده لموسكو في ذروة الحرب الباردة، كما أغضب بلجيكا بخطاب انتقد فيه استعمار البلد الأفريقي. وقد استمرت حكومته ثلاثة أشهر فقط قبل الإطاحة به واغتياله مطلع العام 1961.

وتمّ تقطيع جثة لومومبا وتذويبها بحمض الكبريتيك، كي لا يبقى له رفاة تصبح فيما بعدْ محجّاً للثائرين ضد الاستعمار، وقد حصل المسؤولون البلجيكيون على الضرس الذي كان لدى ابنة مفوض الشرطة البلجيكي الذي أشرف على عملية إخفاء الجثة، والذي صرّح لوسائل الإعلام قبل وفاته في العام 2000، بأنه لا يزال يحتفظ بضرس لومومبا.

ويجدر بالذكر أن المدعي العام الفيدرالي البلجيكي، كان أكد قبل عامين، على أنه لا يوجد أي دليل قطعي بأن الضرس الذي حصلت عليه السلطات البلجيكية من ابنة الشرطي، هو ضرس لومومبا، ذلك لأن من يقطع الشكّ باليقين في مثل هكذا أمور هو إجراء اختبار للحمض النووي، وهو ما لا يمكن فعله مع ضرس معدني.

وكان باتريس لومومبا وُلد في العام 1925 بإقليم ستانليفيل في الكونغو التي كانت خاضعة للاحتلال البلجيكي حينها، ودرس القانون والاقتصاد، والتحق بعدها بالعمل السياسي مقاوماً للاستعمار، وأسس الحركة الوطنية عام 1958 وحظي بشعبية واسعة في بلاده ما مكّنه من أن يتبوأ مكانه بارزة في المشهد السياسي في الكونغو ما دفع السلطات إلى اعتقاله.

وبعد ستة أشهر من الاعتقال، أفرج عن لومومبا لإنجاح المفاوضات التي كانت تجري في بروكسل لبحث مستقبل الكونغو، ونقل من السجن إلى بروكسل بالطائرة، وتم الاتفاق على استقلال الكونغو وإنهاء 80 عاما من الاستعمار البلجيكي.

وفي العام 1960، أجريت انتخابات نيابية في الكونغو حققت فيها الحركة الوطنية بقيادته انتصارا كبيراً، لكنّ المؤرخين يقولون إنه حين طلب المساعدة من الاتحاد السوفييتي لإخماد حركة انفصالية في منطقة كاتانغا الغنية بالمعادن، فقد الدعم البلجيكي، وكذلك الأمريكي.

وبالفعل، حين استولى الديكتاتور موبوتو سيسي سيكو على السلطة في انقلاب عسكري في وقت لاحق من العام المذكور، لم تتحرك القوى الغربية ضد الإنقلاب، وبعدها تمّ اعتقال لومومبا وسجنه.

وقد أدى اغتيال لومومبا على يد الانفصاليين في شهر كانون الثاني/يناير من العام 1961، إلى تمهيد الطريق أمام موبوتو ليحكم البلاد، التي أطلق عليها فيما بعد اسم دولة زائير، عقوداً من الزمن انتهت بوفاته في العام 1997.

المصادر الإضافية • أ ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

روسيا تتقدم وزيلينسكي يتوقع تصعيدا مع ترحيب الاتحاد الأوروبي المنتظر بطلب عضوية أوكرانيا

المؤتمر الأوروبي لليمين المتطرف يستأنف أعماله في بروكسل غداة حظره من الشرطة

اشتباكات بين المزارعين والشرطة أمام مبنى المجلس الأوروبي في بروكسل