مخاوف من عدم قدرة روسيا على تسديد ديونها لأول مرة منذ قرن وموسكو تنفي

منظر عام لقصر الكرملين الكبير المطلّ على نهر موسكفا في العاصمة الروسية، موسكو، 2 يونيو 2022
منظر عام لقصر الكرملين الكبير المطلّ على نهر موسكفا في العاصمة الروسية، موسكو، 2 يونيو 2022 Copyright AP Photo
Copyright AP Photo
بقلم:  Hassan Refaei
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

يؤكد مصدران أن بعض المستثمرين التايوانيين، حاملي سندات اليوروبوند الروسية، لم يحصلوا من روسيا على فائدة مستحقّة قيمتها 100 مليون دولار (94.6 مليون يورو) في 27 آيار/مايو، وهو موعد انتهاء المدّة المحددة لسداد إصدارين من سندات اليوروبوندز.

اعلان

تخلّفت روسيا عن سداد ديون خارجية بعد أن تجاوزت، ليلة الأحد، المدّة المحددة لدفع قيمة فائدة مستحقّة، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها منذ انتصار الثورة البلشفية التي شهدتها البلاد في العام 1917، وذلك فقاً لما ذكرته تقارير إعلامية.

ولا شكّ أن مثل هكذا أمر سيزيد من عزل موسكو عن النظام المالي الدولي، ويبعد الكثير من المستثمرين عن أصولها المالية، هذا العزل الذي كان فرضه الغرب على روسيا على إثر غزوها أراضي جارتها، أوكرانيا في الرابع والعشرين من شهر شباط/فبراير الماضي.

ويؤكد مصدران أن بعض المستثمرين التايوانيين، حاملي سندات اليوروبوند الروسية، لم يحصلوا من روسيا على  فائدة مستحقّة  قيمتها 100 مليون دولار (94.6 مليون يورو) في 27 آيار/مايو، وهو موعد انتهاء المدّة المحددة لسداد إصدارين من سندات اليوروبوندز.

لكنّ، تأكيد تخلف روسيا عن سداد ديونها، أمرٌ يحتاج إلى بعض الوقت، إذ إن موسكو تقول إن أموال الفائدة كانت أرسلت إلى مصرف "يوروكلير" الذي يتولّى مهمة توزيع المدفوعات على المستثمرين، إلا أن تلك الأموال بقيت عالقة، ولم يتمّ تسليمها إلى الدائنين، وفقاً لما ذكرته وكالة بلومبيرغ الأمريكية، التي نوّهت بأن المصرف المذكور لم يفد بما يؤكد أو ينفي منع تسديد الأموال، لكنّه قال إنه يلتزم بالعقوبات المفروضة على روسيا.

وكان لافتاً أن الأسواق المالية بدت في وقت مبكر من اليوم الاثنين، غير مبالية لتلك التقارير، فقد ارتفعت الأسهم الآسيوية بعد أن أنهت وول ستريت أسبوعاً موفقاً توّج بمكاسب بلغت نسبتها 3.1 بالمائة يوم الجمعة على مؤشر "إس أند بي 500"، كما ارتفعت أسعار العقود الآجلة والنفط في الولايات المتحدة.

ويسعى الكرملين للوفاء بمدفوعات مستحقة عن سندات بقيمة 40 مليار دولار منذ بدأ الحرب الروسية على أوكرانيا.

وتجدر بالإشارة إلى أن وزارة الخزانة الأمريكية، سعت الشهر الماضي، إلى شلّ قدرة روسيا على سداد ديون بمليارات الدولارات لمستثمرين دوليين من خلال بنوك أمريكية، إذ عملت واشنطن على عدم تجديد الإعفاء الخاص في قواعد العقوبات، والذي يسمح للمستثمرين بتلقي مدفوعات الفائدة من روسيا، والذي انتهت صلاحيته في 25 أيار/مايو الماضي، ورداً على ذلك، قالت وزارة المالية الروسية إنها ستسدد الديون الخارجية المقوّمة بالدولار عبر عملتها المحلية "الروبل".

وتصف موسكو أي تقصير في السداد بأنه "مصطنع" لأن لديها المال لتسديد ديونها، لكنّها تقول إن العقوبات جمدت إحتياطياتها من العملات الأجنبية الموجودة خارج البلاد.

كبير المحللين الماليين في الأسواق الناشئة، تيم آش، وفي تغريدة له على "تويتر" لفت إلى أن تخلف روسيا عن السداد ليس واضحاً إن كان خارج سيطرتها، إذ إن العقوبات المفروضة عليها تمنعها من سداد ديونها، حسب رأيه.

وكانت موسكو تخلّفت عن سداد ديونها المحلية المقومة بالروبل خلال أزمة مالية أصابتها في أواخر تسعينيات القرن الماضي، لكنها واصلت حينها تسديد الديون الخارجية المستحقّة الدفع.

تُعتبر دولة ما متخلفة عن السداد عندما لا تفي بالتزاماتها المالية، إما إلى دولة أخرى أو إلى مؤسسات مالية دولية مثل صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي، أو إلى مستثمرين اشتروا سنداتها، يعدّ التخلف جزئياً في حالة عدم تسديد جزء من الدين.

أمّا بشأن تداعيات إعلان تخلّف روسيا عن سداد ديونها الخارجية، فيقول الخبير المالي آدم سولوسكي، الشريك في مجموعة الصناعة المالية في شركة المحاماة العالمية ريد سميث: إنه من حيث المبدأ، إذا ما تخلّفت دولة عن سداد ديونها، فحينها يتم إعادة هيكلة السندات مع المستثمرين الدوليين، إلا أن هكذا أمر غير وارد بالنسبة لروسيا جراء العقوبات المفروضة عليها، والتي تحول دون تعامل المستثمرين معها.

ويحذر آدم سولوسكي أنه في حال تم إعلان تخلّف روسيا عن سداد ديونها، فإن موسكو حينها لن يعود بإمكانها الوصول إلى الأسواق العالمية، ومن الممكن أن يتم مصادرة أصولها في الخارج.

ويعتقد مسؤولون ومحللون ماليون، بحذر، أن تخلّف روسيا عن سداد ديونها لن يكون له تأثير على الأسواق المالية العالمية، وترى المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، أن للحرب الروسية على أوكرانيا عواقب وخيمة على الصعيد الإنساني والمعيشي وستؤدي إلى ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة في شتى أنحاء العالم، لكنّ التخلف عن سداد السندات الحكومية المستحقة لن يكون "وثيق الصلة بالنظام (المالي الدولي)".

نفي روسي

أكد الكرملين الاثنين أن "لا أساس" للقول إن روسيا تخلّفت عن سداد ديونها السيادية بالعملات الأجنبية في وقت يفرض الغرب عقوبات على روسيا على خلفية غزوها لأوكرانيا.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين "لا أساس لوصف هذا الوضع بأنه تخلّف عن السداد"، وذلك بعدما انقضت الأحد مهلة إجراء عملية دفع رئيسية.

وأضاف أن "هذه المزاعم بشأن التخلّف عن السداد خاطئة تماما"، مشيرا إلى أن روسيا قامت بتسوية ديونها في أيار/مايو.

المصادر الإضافية • وكالات

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شركات التأمين سلاح آخر بيد الاتحاد الأوروبي لعرقلة النفط الروسي

الناتو نحو زيادة عديد القوات عالية التأهب إلى أكثر من 300 ألف

بلجيكا تعلن فتح تحقيق بشأن تدخل روسي مفترض في الانتخابات لتقويض دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا