فنٌّ عصيّ على الزمن.. عود مارسيل خليفة وقصائد محمود درويش على مسرح مهرجان فيين لموسيقى الجاز

الفنان اللبناني الشهير مارسيل خليفة في عرض رائع في مهرجان فيين لموسيقى الجاز
الفنان اللبناني الشهير مارسيل خليفة في عرض رائع في مهرجان فيين لموسيقى الجاز Copyright الفنان اللبناني مارسيل خليفة
بقلم:  Samia Mekki
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

لم تنل السنون من صوت الفنان الملتزم الذي تعدّى عقده السبعين بسنتين فقد كان كما عهدناه دائما صافيا قويا وشجيا في آن، فأطرب الحضور في بداية العرض بأغنية "بيروت خيمتنا.. بيروت نجمتنا.. لن نترك الساحة".

اعلان

مارسيل خليفة في فرنسا ومشاركة متميزة في مهرجان فيين لموسيقى الجاز. 

أطل الفنان مارسيل خليفة على مهرجان فيين لموسيقى الجاز في عرض رائع من ألحانه وشعر محمود درويش وحمل عنوان: "محمود، مارسيل وأنا". 

ولم يأت هذا المسمى اعتباطا إذ أنه يختصر تاريخا فنيا عمره أربعة عقود وعلاقة شبه روحية بين فن مارسيل والشاعر الفلسطيني. فأول ألبوم للفنان اللبناني المخضرم رأى النور قبل أربعة عقود، كانت كلماته كلّها من شعر ابن الناصرة الذي غيّبه الموت ذات يوم من صيف عام 2008. وقد كان هذا العمل وقتها إيذانا بميلاد علاقة صداقة بين الشاعر والفنان لم ينل منها رحيل درويش عن هذه الدنيا.

وقد امتلأ المسرح الروماني في مدينة فيين بجمهور متنوع الثقافات جاء للاستمتاع بفن مارسيل خليفة الذي رافقه في هذه الإطلالة نجلُه  بشار مار خليفة مغنيا وعازفا على آلة البيانو وابن شقيقه ساري خليفة على آلة الكمان بالإضافة إلى موسيقيين آخرين من أصل فرنسي وتركي وبلغاري.

رهبة المكان أضفى عليها صوت مارسيل وعوده رهبة أخرى لم يخترقها إلا دوي التصفيق الحار للجمهور الذي كان من كل الأعمار ومن كل الجنسيات وحتى ممن لا يفهمون اللغة العربية.

الفنان اللبناني مارسيل خليفة
الفنان اللبناني الشهير مارسيل خليفة في مهرجان فيين لموسيقى الجازالفنان اللبناني مارسيل خليفة

"بيروت خيمتنا.. بيروت نجمتنا.."

لم تنل السنون من صوت الفنان الملتزم الذي تعدّى عقده السبعين بسنتين فقد كان كما عهدناه دائما صافيا قويا وشجيا في آن، فأطرب الحضور في بداية العرض بأغنية "بيروت خيمتنا.. بيروت نجمتنا.. لن نترك الساحة". 

وقد أثارت هذه الكلمات شجون البعض من المغتربين اللبنانيين الذين قال أحدهم ليورونيوز إن مارسيل يمثل له تراث لبنان ويعطيه جرعة من التفاؤل بأن "البلد لا زال واقفا ولا زال هناك أمل" في إشارة إلى الوطن المنهك والمُشارف على الإفلاس حيث لاحكومة ولا كهرباء.

روائع من زمن ولّى

بعدها غنى مارسيل روائع تربّت على سماعها أجيال وأجيال وكانت جزءا من تاريخ العرب المعاصر.. 

من هذه الأعمال التي تفتقت عنها عبقرية محمود درويش: "أحمد العربي" و"أنا يوسف يا أبي" وبطبيعة الحال قصيدة "ريتا والبندقية" التي قرأها الفنان القدير مترجمة للفرنسية للجمهور غير الناطق بالعربية قبل أن يحتضن عوده ويمتع الجمهور بكلماتها ولحنها.

الفنان اللبناني مارسيل خليفة
الفنان اللبناني مارسيل خليفة في مهرجان فيين لموسيقى الجازالفنان اللبناني مارسيل خليفة

فلسطين دائما..

بطبيعة الحال كانت فلسطين حاضرة في هذا الحفل، إذ توشح مارسيل براية الوطن المحتل منذ عقود كثيرة فضجّ المسرح بالتصفيق والهتاف. 

في هذا الصدد قالت إحدى السيدات ليورونيوز إن حضور مارسيل كان جدّ مؤثر وأنها كانت تصفق بدموعها بدل يديْها على حد تعبيرها، وأضافت إن رسالته هي للسلام وأن فلسطين لا تزال حاضرة والدليل رفعه للعلم الفلسطيني".

نبذة عن مهرجان فيين

يعتبر مهرجان فيين لموسيقى الجاز من أشهر المهرجانات الموسيقية في فرنسا. وأكثر ما يميز هذه الفعالية هو تنوعها الثقافي إذ تحتضن سنويا فنانين عالميين يأتون ليتحفوا الحضور بإبداعاتهم الغنائية والموسيقية على خشبة المسرح الروماني العتيق الذي شُيّد في القرن الميلادي الأول في مدينة فيين الواقعة جنوب شرق فرنسا والزاخرة بتاريخ عمره 2500 عام.

الفنان اللبناني مارسيل خليفة
الحضور خلال حفل الفنان اللبناني مارسيل خليفة في مهرجان فيين لموسيقى الجازالفنان اللبناني مارسيل خليفة

المهرجان أطفأ هذه السنة شمعته الإحدى والأربعين بمشاركة 1000 فنان سنويا وحضور ما لا يقل عن 200 ألف شخص وقد انطلق في الـ 29 من حزيران يونيو ويستمر حتى الـ13 من تموز يوليو الجاري.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الشرطة الأمريكية تنشر فيديو يُظهر مقتل رجل أسود أعزل بوابل من رصاص أفرادها

فلسطين ونكبة جديدة.. أكبر تهجير للفلسطينيين يلوح في الأفق قررته محكمة إسرائيلية

راياتٌ نازية ترفرف في مدينة فرنسية.. ما القصة؟