يتمّ تحميل صواريخ "هيمارس" على راجمات، تحمل كل واحدة منها 6 صواريخ دقيقة التوجيه بمدى يبلغ 70 كيلومتراً، ما يمنح الجيش الأوكراني القدرة على ضرب الخطوط الروسية وعلى مسافات محمية بشكل أفضل من أسلحة روسيا بعيدة المدى.
فيما تواصل روسيا حربها على أوكرانيا، أعلنت واشنطن عن تقديم مساعدات عسكرية قيمتها مليار دولار (977 مليون يورو) لكييف، وهي أكبر حزمة مساعدات تتم باستخدام سلطة السحب الرئاسية من المخزونات الأمريكية، وتشتمل الحزمة على ذخائر لمنظومة المدفعية الصاروخية سريعة الحركة "هيمارس" والنظام الصاروخي أرض/جو "ناسامس" وألف صاوريخ من طراز "جافلين" المضاد للدبابات، إضافة إلى 50 مركبة نقل طبية مدرعة طراز إم 113.
وتعدّ منظومة "هيمارس" وحدة سلاح متنقلة، يمكنها إطلاق زخات من الصواريخ دقيقة التوجيه دفعة واحدة من على راجمة مثبّتة غالباً على شاحنة تسير على عجلات، وقد جذبت هذه التقنية العالية من الأنظمة الصاورخية، مؤخراً، اهتمام عدد كبير من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، حيث تنتشر مقاطع مصوّرة تُظهر راجمات الـ"هيمارس" وهي تطلق صواريخ، وسط زعمٍ بأن تلك الصواريخ قد دمّرت مستودعات ذخيرة ومواقع عسكرية حساسة للجيش الروسي.
ما هي صواريخ الـ"هيمارس"؟
في الثالث والعشرين من شهر حزيران/يونيو الماضي، أرسلت الولايات المتحدة أول دفعة من صواريخ ا"هيمارس" إلى أوكرانيا لاستخدامها ضد القوات الروسية والقوات الانفصالية في إقليم دونباس شرقي البلاد، وثمة الكثير من هذه الصواريخ ستتسلمها كييف ضمن حزمة المساعدات الأمريكية الجديدة.
ويتمّ تحميل صواريخ "هيمارس" على راجمات، تحمل كل واحدة منها 6 صواريخ دقيقة التوجيه بمدى يبلغ 70 كيلومتراً، ما يمنح الجيش الأوكراني القدرة على ضرب الخطوط الروسية وعلى مسافات محمية بشكل أفضل من أسلحة روسيا بعيدة المدى.
ولطالما اعتمدت القوات الأوكرانية في التصدي للجيش الروسي على معدّات مرسلة من حلفائها، كالولايات المتحدة، الذين لا يفوّتون فرصة إلا ويؤكدوا حرصهم على السعي لتحقيق توازن ما بين مواصلة تزويد أوكرانيا بالمعدات الحربية التي تحتاجها للدفاع عن أراضيها، وما بين استمرار تجنّب تصعيد الصراع خارج حدود أوكرانيا.
سريعة الحركة وتوفر ضربة أسرع
وتصف شركة لوكهيد مارتن الأميركية المصنّعة لصواريخ "هيمارس" منتجَها الذي يتمّ توجيهه بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس"، بأنه يتمتع بكفاءة مميزة لجهة إطلاق الصاروخ وسرعة انطلاقه، في إشارة إلى أن هذه المظومة الصاروخية تمتلك قدرات حركية عالية، إذ يمكن للراجمة إطلاق الصواريخ والاختفاء بسرعة فائقة نسبياً، ذلك أن الشاحنة التي تحمل الراجمة تسير على عجلات وليس على جنزير، كما هو حال غالبية الراجمات ذات القدرة التدميرية الموازية.
وتوضح "لوكهيد مارتن" أن نقل صواريخ "هيمارس" إلى موقع الإطلاق، وإطلاقها، وبعدها تراجع الشاحنة إلى مكمنها وإعادة تحميل الراجمة بالصواريخ، كل هذا يتم في غضون دقائق قليلة.
وفي شهر آيار/مايو الماضي، قدّم مارك هيرتلنغ ، القائد العام السابق لجيش الولايات المتحدة في أوروبا ، معلومات عن راجمات صواريخ "هيمارس" على موقع "تويتر"، واشار إلى أنها سريعة الحركة، وتوفر "ضربة أسرع" من أنظمة الصواريخ المتعددة السابقة.
ومن جهته، يشير فيليب بريدلوف، الجنرال المتقاعد بالقوات الجوية الأمريكية والذي شغل في وقت سابق منصب كبير القادة العسكريين في الناتو من 2013 إلى 2016، إلى أن منظومة صواريخ "هيمارس" ستمنح القوات الأوكرانية دقة أكبر في ضرب الأهداف الروسية داخل أوكرانيا.
ويقول بريدلوف: إن "أوكرانيا بحاجة إلى أنظمة إطلاق صواريخ متعددة وعالية التقنية" موضحا القول: "هذه قدرات مهمة للغاية لم تكن متاحة من قبل" وتابع: "نحن بحاجة إلى أن نكون جادين في تزويد الجيش الأوكراني حتى يتمكن من محاربة قوة عالمية عظمى بمفرده في ساحة المعركة".
ومن المتوقع أن تتمكن أوكرانيا من استخدام الصواريخ عالية الدقة في منطقة دونباس الشرقية، حيث يمكنها اعتراض المدفعية الروسية واستهداف المواقع الروسية في البلدات التي يشتد فيها القتال، مثل سيفيرودونيتسك.
ويجدر بالذكر أن منظومة "هيمارس" الصاروخية كانت دخلت الخدمة فعليا مع الجيش الأميركي وسلاح مشاة البحرية عام 2005، وقد استخدمت القوات الأمريكية هذه المنظومة خلال حروب خاضتها منذ العام 2010، بما في ذلك حروبها في أفغانستان والعراق وسوريا.