"ينتقد المؤسسة الأمنية"..ممثل تونسي يقرر مغادرة البلاد بعد اقتحام رجال الأمن لحفله بسبب نص المسرحية

 الممثل التونسي لطفي العبدلي
الممثل التونسي لطفي العبدلي Copyright https://www.facebook.com/profile.php?id=100044305515489&sk=photos
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

وحذرت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان من تحول الجهاز الأمني التونسي إلى "هيئة أمر بالمعروف ونهي عن المنكر".

اعلان

"سأغادر تونس نهائيا.. الله غالب.. سرقتوا بصيص الأمل اللي كان عندي"، بهذه الكلمات أعلن الممثل التونسي لطفي العبدلي مساء يوم الإثنين عزمه مغادرة البلاد بشكل كلي، في منشور شاركه عبر حسابه على فايسبوك.

هذا الإعلان جاء بعد يوم واحد من حالة الهرج والمرج التي حدثت خلال عرض مسرحي للعبدلي، ضمن فعاليات مهرجان صفاقس الدولي، بعد اقتحام رجال الأمن مسرح سيدي منصور بسبب محتوى المسرحية، الذي "لم يرق لهم" مرات عدة، في محاولة لإيقاف العرض قبل أن يقرروا مغادرة المكان. 

وكان الممثل لطفي العبدلّي قد دان الأحد أمام جمهور كبير في صفاقس سلوك "أربعة عناصر" من الشرطة قال إنهم رشقوه بعبوات مياه ما أدى إلى تعطّل العرض قبل استئنافه، واتهمهم بأنهم أرادوا أن يدفعوا الجمهور إلى مغادرة المسرح. 

وكان عرض مسرحية لطفي العبدلي "في سنّ الخمسين أقولها كما أعنيها" ، يسير بشكل طبيعي بحضور أكثر من 8 آلاف متفرّج قبل اقتحام المكان من قبل أمنيين معنيين بتأمين العرض، بعد أن اعتبر البعض منهم أن "نص المسرحية يمس بالذوق العام وباللياقة وينتقد المؤسسة الأمنية"، الأمر الذي نفاه العبدلي مؤكدا أنه لم يقم بأي حركة مهينة، ولم ينطق بأي كلمة تمس كرامة الأمنيين.

ويقدم العبدلي منذ سنوات عدة مسرحيات من فئة "وان مان شو"، محققا نجاحات جماهيرية واسعة النطاق.

ومن جانبها، نشرت النقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، بيانا جاء فيه: "ما حدث في صفاقس هو تحقير واستهداف وترذيل للمؤسسة الأمنية، وتجييش ممنهج لضرب الأمن وكل ما حدث هي نتيجة عمل فني منحط، يمس من كرامة كل تونسي غيور. نحترم كل فنان مبدع لكن أن يكون بهذا المستوى، على الدنيا السلام".

وحذرت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان من تحول الجهاز الأمني التونسي إلى "هيئة أمر بالمعروف ونهي عن المنكر".

وأعربت الرابطة عن استنكارها "لما صدر عن هؤلاء الأمنيين من عنف مادي ومعنوي، واعتداء على حق التعبير والإبداع، وانتهاك لحق الجمهور في النفاذ إلى النشاط الثقافي دون وصاية".

وتحت وسم "لطفي العبدلي" ، انهالت التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، وانقسم الشارع التونسي بين مؤيد ومعارض. 

وكتبت التونسية مها بوسليمي ما يلي: "لطفي العبدلي مثال للمنحرف النرجسيّ. هل يجب أن نشتم قيس سعيد والأمن التونسي كي نقول أنّه عمل فنيّ؟ ما علاقة الشتم و قلّة الحياء بالفنّ؟ لماذا تنمو الطفيليّات في قرطاج رغم عراقة هذا المهرجان؟".

من جانبها علقت زينب أنجي قائلة: " بعد أن صوت لدستور لا يحمي حرية التعبير.. و مع أول صدام مع الأمن خاف و قرر الهروب من البلاد .. يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان و لطفي العبدلي انسحب من أول امتحان".

بدورها استنكرت نقابة الصحافيين التونسيين في بيان الثلاثاء "أعمال عنف" ارتكبتها "عناصر تنتسب للنقابات الأمنية" بحق صحافيين خلال العرض المسرحي في صفاقس. وأكدت النقابة أن أحد الصحافيين استُهدف "بالعنف خلال تصويره لفيديو يوثق مهاجمة نقابي أمني للطفي العبدلّي".

لم يكن للشرطة الحق في تشكيل نقابات في ظل نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي الذي أطيح به من السلطة عام 2011. كما فرضت خلال حكمه التسلطي الذي استمر 23 عاما رقابة صارمة على محتوى الأعمال الفنيّة. 

وتحذّر منظمات غير حكومية ونشطاء في المجتمع المدني من تراجع الحريات في البلاد، بعد عام من إعلان سعيد حل البرلمان المنتخب والبدء في الحكم بمراسيم، إذ طرح الرئيس التونسي دستوراً جديداً قبل أيام يمنحه سلطات أكبر بكثير، وجرت المصادقة عليه بعد استفتاء أجري يوم الإثنين 25 تموز يوليو الماضي.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

التونسيون يصوتون لصالح الدستور الجديد بنسبة 94,6 بالمئة بحسب النتائج الأولية

القضاء في تونس يصدر حكما بإعدام أربعة متهمين وسجن اثنين آخرين في قضية اغتيال السياسي شكري بلعيد

السلطات التونسية تحقق في حريق اندلع في كنيس يهودي وتستجوب مشتبها به