مقتدى الصدر... الزعيم الشيعي العراقي الذي تحدى إيران والولايات المتحدة

صورة أرشيفية لمقتدى الصدر
صورة أرشيفية لمقتدى الصدر Copyright AP Photo
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

الزعيم الشيعي الوحيد الذي تحدى كلا من طهران وواشنطن، وهي معادلة بدا أنها جعلته يتمتع بشعبية لدى الملايين الذين شعروا أنهم لم يستفيدوا من علاقات حكومتهم الوثيقة بإيران أو الولايات المتحدة.

اعلان

أعلن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الاثنين "الاعتزال النهائي" للعمل السياسي فيما العراق غارق في أزمة سياسية خانقة.

ويعرف العراق منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة في تشرين الأول/أكتوبر 2021، شللا سياسيا كاملا بسبب فشل المفاوضات بين الأحزاب الرئيسية في التوصل إلى اتفاق لتسمية مرشح لرئاسة الوزراء خصوصا.

ويأتي إعلان الصدر بعدة عدة أسابيع من اعتصام أنصاره وقبله انسحاب نواب كتلته من البرلمان العراقي في محاولة لكسر الجمود السياسي الذي تعيشه العراق.

فمن هو مقتدى الصدر زعيم الشيعة في إيران والذي تحدى كل من الهيمنة الإيرانية والأمريكية على مقدرات الأمور في بلاده؟

الصدر هو نجل آية الله محمد صادق الصدر الذي اغتيل عام 1999 بعد انتقاده الصريح لصدام حسين رئيس العراق آنذاك. كما اغتيل أيضا ابن عم والده محمد باقر عام 1980.

لم يكن الصدر معروفا فعليا خارج العراق قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، لكن سرعان ما أصبح رمزا لمقاومة الاحتلال، مستمدا الكثير من نفوذه من عائلته.

كان أول من شكّل فصيل شيعي لمقاومة القوات الأمريكية. وقاد انتفاضتين على الولايات المتحدة مما دفع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إلى اعتبار جيشه، جيش المهدي، أكبر تهديد لأمن العراق.

وفي عام 2004، أصدرت سلطة الاحتلال الأمريكية مذكرة توقيف بحق الصدر وقالت إنه مطلوب حيا أو ميتا فيما يتعلق بقتل الزعيم الشيعي عبد المجيد الخوئي عام 2003 الذي عاد إلى العراق إبان الغزو الأمريكي وأقام في مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة.

ونفى الصدر أي دور له في مقتل الخوئي ولم توجه له تهمة قط.

وصمد الصدر خلال 19 عاما من الاضطرابات منذ أن هاجم جيش المهدي القوات الأمريكية بالبنادق والقذائف الصاروخية في أزقة وشوارع بغداد والمدن الجنوبية.

كما حارب أتباعه الجيش العراقي ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية والفصائل الشيعية المتناحرة.

وخلال الحرب الأهلية الطائفية في العراق بين عامي 2006 و2008، اتُهم جيش المهدي بتشكيل فرق اغتيال لخطف وقتل شخصيات سنية. ونفى الصدر استخدام العنف مع أبناء وطنه من العراقيين.

وفي عام 2008 أمر رئيس الوزراء نوري المالكي، وهو شيعي منافس للصدر، بشن هجوم كبير سحق جيش المهدي في مدينة البصرة الجنوبية.

في وقت لاحق من ذلك العام، أمر الصدر بوقف العمليات المسلحة وأعلن أن جيشه جيش المهدي سيتحول إلى منظمة ثقافية واجتماعية أطلق عليها اسم (سرايا السلام).

دخول المعترك السياسي

قرر الصدر لاحقا التنافس في السياسة شديدة التعقيد في العراق، وبمرور الوقت اكتسب مزيدا من الشعبية بعدما تعهد بالقضاء على الفساد المستشري في الدولة.

وبعمامته المميزة، بات بمقدور الصدر الذي أعلن نفسه نصيرا للفقراء والمحرومين أن يحشد مئات الآلاف من الأنصار في الشوارع متى شاء.

وفي عام 2016، اقتحم أنصار الصدر البرلمان داخل المنطقة الخضراء الحصينة في بغداد بعد أن ندد بالفشل في إصلاح نظام المحاصصة السياسية الذي يُلقى باللوم عليه في الفساد المستشري نظرا لاستغلال القادة السياسيين له من أجل تعيين أنصارهم في وظائف رئيسية.

وأنذر الصدر بأنه إذا استمر المسؤولون الفاسدون واستمر نظام المحاصصة، فسيتم إسقاط الحكومة بأكملها ولن يُستثنى أحد.

اعلان

وأمر أنصاره بإنهاء اعتصامهم عند بوابات المنطقة الخضراء بعد أن قدم رئيس الوزراء حيدر العبادي تشكيلة وزارية جديدة تهدف إلى محاربة الفساد.

أعاد الصدر تقديم نفسه قبل الانتخابات البرلمانية في 2018، وشكّل تحالفا مع الشيوعيين والعلمانيين.

وبعد تهميشه لسنوات من قبل منافسين شيعة مدعومين من إيران، خرج منتصرا في عودة قوية سيطر خلالها على وزارات ووظائف حكومية.

كان الصدر قد استغل استياء الرأي العام من حليفته السابقة إيران والنخبة السياسية التي يقول العراقيون إنها تحظى بدعم طهران.

AP Photo
اعتصام مؤيدي الصدر امام البرلمان العراقيAP Photo

تحدي طهران وواشنطن

وكان الصدر الزعيم الشيعي الوحيد الذي تحدى كلا من طهران وواشنطن، وهي معادلة بدا أنها جعلته يتمتع بشعبية لدى الملايين الذين شعروا أنهم لم يستفيدوا من علاقات حكومتهم الوثيقة بإيران أو الولايات المتحدة.

اعلان

ودعا الصدر إلى رحيل القوات الأمريكية المتبقية البالغ قوامها 2500، وأبلغ طهران أنه لن يترك العراق في قبضتها.

ولا تزال معظم المؤسسات السياسية الشيعية في العراق متشككة أو حتى معادية للصدر. ومع ذلك، هيمن تنظيم الصدر السياسي، وهو التيار الصدري، على أجهزة الدولة العراقية منذ انتخابات 2018، إذ شغل مناصب عليا في وزارات الداخلية والدفاع والاتصالات.

واكتسحت الحركة المسلحة السابقة الانتخابات البرلمانية في عام 2021، وحلت في المركز الأول وزاد عدد المقاعد التي يهيمن عليها الصدر في البرلمان المؤلف من 329 مقعدا إلى 73 مقعدا من 54.

ووجه هذا الانتصار ضربة قاصمة للجماعات الشيعية الموالية لإيران التي انهار تمثيلها البرلماني.

وطالب الصدر، الذي يعتصم آلاف من أنصاره منذ قرابة الشهر داخل مبنى البرلمان وحوله، بحل البرلمان واجراء انتخابات تشريعية مبكرة من أجل السير بالبلاد على طريق الإصلاح.

اعلان

ويدعو الصدر لـ"إصلاح" أوضاع العراق من أعلى هرم السلطة إلى أسفله وإنهاء "الفساد" الذي تعاني منه مؤسسات البلاد.

المصادر الإضافية • وكالات

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: في غياب حكومة جديدة.. شلل سياسي يحرم العراق فرصا اقتصادية هامة

دعوى قضائية ضد المجلس الأوروبي لموافقته على خطط بولندا للتعافي من آثار كورونا

العراق يدين قصفا للحرس الثوري الإيراني على أربيل خلف 4 قتلى وعدة جرحى