قبل الخطاب استقبل البرلمان الأوربي زوجة زيلينسكي بتصفيق حار، وستغادر إلى أوكرانيا اليوم بصحبة رئيسة المفوضية الاوربية.
ألقت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين خطابها السنوي عن حالة الاتحاد أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الفرنسية يوم الأربعاء، مرتدية اللونين الأزرق والأصفر في إشارة تضامنية مع أوكرانيا.
تعهدت رئيسة المفوضية الأوروبية بالصمود في مواجهة عواقب الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي قالت إنها كانت أيضا هجوما على الاقتصادات الأوروبية وسلامة الطاقة، فضلا عن القيم الديمقراطية. وأضافت "الأمر يتعلق بالاستبداد ضد الديمقراطية".
في ما أكدت "بالشجاعة اللازمة وبالتضامن الضروري سيفشل (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين وستنتصر أوكرانيا وأوروبا".
المعادن النادرة
أعلنت أورسولا فون دير لايين أن الاتحاد الأوربي سيبني "احتياطات استراتيجية" لتجنب تعطل إمدادات المواد الخام "الحيوية" لصناعته ولا سيما المعادن النادرة والليثيوم الذي تتحكم الصين بعرضه في العالم.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية في خطابها إن "معالجة نحو تسعين بالمئة من المعادن النادرة وستين بالمئة من الليثيوم تجري في الصين ... سنحدد المشاريع الإستراتيجية على طول سلسلة التوريد من التعدين إلى التكرير، ومن المعالجة إلى إعادة التدوير، وسنقوم ببناء احتياطات استراتيجية حيث تبدو الإمدادات مهددة".
عائدات شركات الطاقة
وفي مجال الطاقة والأزمة التي ولدتها الحرب الروسية على أوكرانيا، قالت رئيسة المفوضية الأوربية "بعد الأزمة الحالية يجب أن نفكر في المستقبل". وأضافت أن الاتحاد الأوروبي سيجري "إصلاحًا كاملاً وعميقا" لسوق الكهرباء، وأكدت أن وضع سقف لعائدات شركات الطاقة المتجدّدة والنووية سيجلب "أكثر من 140 مليار يورو" لدول الاتحاد الأوروبي، وأنه قد يعاد توزيع هذه الأموال على الأسر والشركات المعرّضة للخطر.
وبفضل ارتفاع أسعار الكهرباء مع الزيادة في أسعار الغاز، تعيد هذه الشركات بيع إنتاجها بما هو أعلى بكثير من تكاليف الإنتاج، في ما يؤّدي إلى أرباح فائقة تقترح المفوضية استردادها. وفي هذا الإطار، قالت فون دير لايين " في الوقت الحالي، ليس من العدل تحقيق أرباح استثنائية على حساب المستهلكين بسبب الحرب".
وأخيرا قالت فون دير لايين إن الاتحاد الأوروبي سيؤسس بنكا عاما جديدا مخصصًا لتطوير الهيدروجين، قادرًا على استثمار ثلاثة مليارات يورو "لبناء السوق المستقبلية" لهذه الطاقة المزدهرة.
وقالت "علينا الانتقال من السوق المتخصصة إلى السوق الجماهيرية (...) نريد إنتاج عشرة ملايين طن من الهيدروجين المتجدد في الاتحاد الأوروبي كل عام بحلول عام 2030".
وقت التهدئة لم يحن بعد!
أكدت رئيسة المفوضية الأوربية على ضرورة الإبقاء على العقوبات المفروضة على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا، معتبرة أن وقت التهدئة لم يحن بعد.
وقالت "أريد أن يكون الأمر واضحاً: العقوبات ليست على وشك أن تُرفع. إنه وقت التصميم وليس وقت التهدئة".
تصفيق حار
وقالت فون دير لايين "سأسافر إلى كييف اليوم للقاء الرئيس زيلينسكي" لمناقشة استمرار المساعدات الأوروبية بالتفصيل".
واقترحت فون دير لايين التي زارت كييف مرتين منذ بداية الحرب التي شنتها روسيا، منح أوكرانيا "وصولا سهلا إلى السوق الأوروبية الموحدة" ودمجها في منطقة الاتصال الجوال الحر التابعة للاتحاد الأوروبي.
كما أعلنت عن تمويل بقيمة مئة مليون يورو "للعمل على إعادة تأهيل المدارس مع السيدة الأولى" لأوكرانيا.
ووصلت السيدة الاولى لاوكرانيا أولينا زيلينسكا مساء الثلاثاء إلى ستراسبورغ . وستعود إلى كييف مع فون دير لايين.
وقبل خطاب رئيسة المفوضية الأوروبية، قالت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا "إنه لشرف عظيم أن تكون معنا أولينا زيلينسكا في هذا اليوم المهم".
وصفق أعضاء البرلمان الأوروبي الحاضرون بحرارة لقرينة الرئيس الأوكراني.
وقالت أورسولا فون دير لايين إنه "للمرة الأولى في تاريخه يناقش هذا البرلمان حالة اتحادنا مع احتدام حرب على الأراضي الأوروبية".
وأضافت "عزيزتي أولينا تطلب الأمر شجاعة هائلة للوقوف في وجه قسوة بوتين. لقد وجدت تلك الشجاعة. ...اليوم نريد أن نشكركم ونشكر جميع الأوكرانيين".
وأولينا زيلينسكا كاتبة سيناريو. ومنذ اندلاع الحرب في بلدها في شباط/فبراير جعلت صوتها يسمع أكثر فأكثر لصالح شعبها.
وقدم الاتحاد الأوروبي دعما عسكريا وأكثر من 19 مليار يورو من المساعدات المالية لأوكرانيا منذ بداية الصراع وفرض عقوبات اقتصادية شديدة على روسيا.