اليمن: ماذا تبقى من إرث الاستعمار البريطاني في عدن؟

لوحة تخلد ذكرى إنشاء مستشفى خلال زيارة الملكة إليزابيث الثانية إلى عدن في العام 1954
لوحة تخلد ذكرى إنشاء مستشفى خلال زيارة الملكة إليزابيث الثانية إلى عدن في العام 1954 Copyright AP Photo/Alaa Noman
Copyright AP Photo/Alaa Noman
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

تبدو لوحة المستشفى التي يكسوها الصدأ اليوم شاهدة على زمن الاستعمار البريطاني لعدن، الذي انتهى العام 1967. وزارت الملكة "مستعمرة عدن" بعد أقل من عام على تتويجها في نيسان/أبريل 1954 برفقة زوجها الأمير فيليب.

اعلان

عند مدخل مستشفى الجمهورية الحكومي بمدينة عدن اليمنية، لوحة قديمة تذكّر بأن ملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث الثانية وضعت حجر الأساس لهذا المستشفى خلال زيارة المدينة، التي تعاني من آثار حرب مدمرة تعصف بالبلاد منذ أكثر من سبع سنوات.

وتبدو اللوحة التي يكسوها الصدأ اليوم شاهدة على زمن الاستعمار البريطاني لعدن، الذي انتهى العام 1967. وزارت الملكة "مستعمرة عدن" بعد أقل من عام على تتويجها في نيسان/أبريل 1954 برفقة زوجها الأمير فيليب.

وخلال زيارة قامت بها فرانس برس في وقت سابق هذا العام، فإن وضع المستشفى كان في حالة يرثى لها. في عدد كبير من الأقسام، لا توجد إضاءة، كما يفتقر الطاقم الطبي الى المحاليل المخبرية ومعدات مختلفة وأسرة حديثة.

وقبل سبعة عقود، بثت "باثي نيوز" مشاهد لزيارة الملكة إليزابيث الثانية برفقة الأمير فيليب، والتي قامت بجولة في عدن كما حضرت عرضا عسكريا. وأعلنت بريطانيا العظمى في الثلاثينيات من القرن الماضي عدن "مستعمرة للتاج البريطاني".

لا تزال آثار الاستعمار البريطاني حاضرة في المدينة من بينها "ساعة بيغ بن الصغرى"، التي لم تعد تعمل. وتقول أستاذة التاريخ بجامعة عدن الدكتورة أسمهان العلس التي تشغل أيضا منصب الأمينة العامة للجمعية اليمنية للتاريخ والآثار لوكالة فرانس برس: "في سنوات الاستعمار البريطاني لعدن، حظيت المدينة بجملة من مشاريع التحديث والتهيئة لعدن لتصبح مستعمرة بريطانية وشملت هذه السياسة مجالات الإدارة وتخطيط المدينة والتعليم والنشاط  الاقتصادي والاجتماعي".

وبحسب العلس فإن "آثار هذه السياسة تركت ملامحها (..) لكنها لم تستهدف كل طموحات وتطلعات هذا المواطن". وفي العام 1967، استقل جنوب اليمن بعد ثورة مسلحة بدأت عام 1963 ضد البريطانيين الذين كانوا يسيطرون على عدن. ويحيي اليمنيون في الـ 14 من تشرين الأول/اكتوبر كل عام ذكرى الثورة.

وتركّز الخطاب السياسي في تلك الفترة في أوساط القوميين في الشمال والاشتراكيين في الجنوب، الذين قاموا بتأسيس النظام الماركسي الوحيد في العالم العربي، على أساس هدف واحد هو توحيد اليمن. وتحقّق ذلك في العام 1990.

وبعد وفاة الملكة، كتب العضو في المجلس الرئاسي اليمني ورئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي"، أكثر القوى الجنوبية نفوذا والمنادي بالانفصال، عيدروس الزبيدي في تغريدة على تويتر: "نعزي الشعب البريطاني الصديق بوفاة رمز الحكمة والتسامح، نؤكد حرصنا على ترسيخ العلاقات التاريخية التي تربط شعبنا في الجنوب بالمملكة المتحدة الصديقة".

وبينما تسود أفكار لدى بعض السكان تعكس عن جهل على الأرجح "حنينا" لأيام الاستعمار البريطاني، يتذكر محمد قاسم نعمان (72 عاما) الذي شارك في العمل الطلابي في الاتحاد الوطني لطلبة الجنوب اليمني ضد الاستعمار، أن الأمر انعكاس لسوء الوضع حاليا في البلاد.

ويدور نزاع في اليمن بين حكومة يساندها منذ 2015 تحالف عسكري تقوده السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها، وكذلك على العاصمة صنعاء منذ بدء هجومهم في 2014. وتسبّب النزاع بمقتل أكثر من 377 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة.

ويقول نعمان الذي يشغل منصب رئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان: "إن الذين يمجدون الفترة التي وجد فيها البريطانيون في عدن، هم إما شباب لم يعرفوا ما الذي كان يحصل في عدن والجنوب في حينه، أو بعض كبار السن كرد فعل للواقع الذي نعيشه الآن وهو متعب كثيرا".

ويضيف نعمان القول: "الاستعمار بكل أشكاله يمس حق الانسان وحريته وحياته كإنسان. لم يكن هناك استعمار احترم الانسانية (..) طبيعة الاستعمار أنه يسعى فقط لحماية مصالحه".

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

20 مليون دولار دعم سعودي لمواجهة أزمة الغذاء في اليمن

وفد سعودي يلتقي الحوثيين في صنعاء من أجل عملية تبادل للأسرى

" استهدفنا 98 سفينة منذ نوفمبر".. الحوثيون يدعون أوروبا لسحب قطعها الحربية من البحر الأحمر