شاهد: أزمة المناخ وقلة المياه تفاقمان معاناة المزارعين في لبنان

معاناة المزارعين في لبنان من الجفاف وتبعات التغير المناخي
معاناة المزارعين في لبنان من الجفاف وتبعات التغير المناخي Copyright AP Photo
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها اللبنانيون ككل، يأتي تغير المناخ وقلة الأمطار ليفاقما معاناة المزارعين بشكل خاص. وكأن كل ذلك لا يكفي، تعاني المناطق الزراعية، كقرية "حرف بيت حسنة" في شمال البلاد من التهميش من قبل السلطات وضعف في البنية التحتية.

اعلان

عندما ورث نزيه صبرا مزرعة من والده، كانت أراضيه خصبة وخضراء. الآن أصبح حقله قاحلا وجافا. التبغ والبطاطا التي زرعهما تعيش بالكاد مع القليل من الماء. "اليوم نعتمد على زراعة التبغ. الآن نزرع التبغ لأنه يمكن أن يعيش بقليل من الماء. ولكن مع ذلك، التبغ يحتاج إلى ماء، والماء قليل بسبب بسبب الجفاف المنتشر. لقد تغيرت درجة الحرارة وتغير المناخ"، يشكو نزيه.

يعيش نزيه صبرا في قرية "حرف بيت حسنة" في منطقة الضنية شمالي لبنان والتي لطالما تم تهميشها. هنا يعتمد المزارعون على مياه الأمطار فقط ويأتون بالماء من أقرب نبع. لكن مع الارتفاع الكبير في أسعار الوقود، أصبح هذا مستحيلًا بالنسبة لنزيه صبرا والمزارعين الآخرين.

حاول صبرا زرع قطعة أرض صغيرة بالطماطم لمساعدة عائلته على مواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية في لبنان، لكنه في آخر المطاف تركها لتجف وتموت بسبب انتشار الآفات فيها.

إهمال من قبل السلطات وأزمة اقتصادية

تفوح من قرية "حرف بيت حسنة" رائحة سنوات من الإهمال. لا يوجد هنا نظام صرف صحي ولا إنارة للشوارع ولا خدمات لجمع القمامة. وقد أدت الأزمة الاقتصادية في لبنان على مدى السنوات الثلاث الماضية إلى وقوع ثلاثة أرباع السكان في براثن الفقر. لكن مشاكل المجتمعات الريفية في لبنان تتفاقم بسبب أزمة أخرى تتجاوز الفساد وسوء الإدارة المالية: تغير المناخ.

"منطقة مثل هذه تتأثر بشدة بتغير المناخ والاضطرابات المناخية، وهكذا يجب أن نسمي الوضع القائم، في الواقع"، كما يقول سامي كايد، المؤسس المشارك والمدير العام لأكاديمية البيئة في الجامعة الأمريكية في بيروت. ويتابع كايد: "من الواضح جدًا سبب الاضطراب في منطقة كهذه. يعتمد المجتمع بأكمله بشكل كبير على الزراعة البعلية. هذا ما يكسبون رزقهم منه، هكذا يعيشون وهذا هو ما يحدث. ويخبرنا السكان المحليون أنهم بدأوا بالفعل بملاحظة تغير في المناخ منذ حوالي ثماني أو عشر سنوات."

قام أهالي المنطقة في "حرف بيت حسنة" بإنشاء برك اصطناعية لجمع مياه الأمطار واستخدامها في الري. يقول سامي كايد عن ذلك: "هذه برك لتجميع مياه الأمطار. في الأساس، ما قررت القرية فعله وما يفعله كل شخص على حدة هو إنشاء هذه البرك، وهي ليست رخيصة، فهناك تكلفة مرتبطة بحفرها ووضع بطانة بلاستيكية حتى يصبح لا يتسرب الماء. ما يفعلونه ببساطة هو جمع مياه الأمطار خلال موسم الأمطار بعيدًا عن الشوارع." يوضح كايد.

تضخم وأزمة اقتصادية خانقة

قرر نزيه صبرا زراعة رقعة صغيرة بالباذنجان في تربة قاحلة متشققة. والآن يأمل بأن يتمكن من بيع محصولها في سوق الخضار في مدينة طرابلس القريبة لشراء المزيد من المياه الصالحة للشرب لعائلته هذا الشهر. فمع ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، وفقدان الليرة اللبنانية حوالي 90٪ من قيمتها مقابل الدولار، أصبحت التكاليف الأساسية بعيدة عن متناول معظم المزارعين في المنطقة.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

بدء المرحلة الأولى من ترميم قصر سرسق العريق بتمويل من اليونسكو وسويسرا

شاهد: عشرات المتطوعين يشاركون في تنظيف نهر النيل من النفايات استعدادا لقمة المناخ

منظمة العفو الدولية: أزمة حقوق الانسان في مصر "تعمقت" قبل قمة المناخ