طهران تنتقد بايدن بعد إعلانه عن عقوبات جديدة وتفرج عن المغني حاجي بور

بازار تجريش التقليدي في طهران. 2022/10/02
بازار تجريش التقليدي في طهران. 2022/10/02 Copyright أ ف ب
Copyright أ ف ب
بقلم:  يورونيوز مع أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

كتب المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني: "كان أجدر بالسيد جو بايدن أن يفكر قليلاً بشأن سجل بلاده في مجال حقوق الإنسان قبل القيام بمبادرات إنسانية، على رغم أن الرياء لا يتطلّب تفكيراً"، وذلك في منشور على انستغرام أوردته وكالات محلية.

اعلان

ينظر الاتحاد الأوروبي في فرض عقوبات على إيران على خلفية "مقتل" الشابة مهسا أميني وقمع التظاهرات في أنحاء البلاد، حسبما أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل الثلاثاء.

وقال بوريل للبرلمان الأوروبي "سنواصل النظر في جميع الخيارات المتاحة بما في ذلك إجراءات تقييدية ردا على مقتل مهسا أميني والطريقة التي تعاملت بها قوات الأمن الإيرانية مع التظاهرات" موضحا أنه يعني بعبارة "إجراءات تقييدية" فرض عقوبات.

وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الثلاثاء إن فرنسا تعمل داخل الاتحاد الأوروبي لتبني عقوبات تنص على تجميد أصول وحظر سفر مسؤولين عن القمع في إيران.

وقالت كولونا أمام النواب إن هذه الإجراءات "تهدف إلى الرد على القمع من خلال استهداف المسؤولين عنه. ويمكن أن يكون لها تأثير على صانعي القرار في النظام في إيران... إنها مسألة تجميد أصولهم وتجميد حقوقهم في السفر".

63 قتيلا على الأقل في قمع تظاهرة في زاهدان

قتل 63 شخصا على الأقل الأسبوع الماضي عندما نفذت قوات الأمن الإيرانية "قمعا داميا" لتظاهرة في زاهدان بجنوب شرق إيران، حسبما أعلنت منظمة "إيران هيومن رايتس" الحقوقية ومقرها النروج الثلاثاء.

اندلعت المواجهات بعد صلاة الجمعة الأسبوع الماضي في زاهدان، عاصمة محافظة سيستان بلوشتسان التي تسكنها أقلية البلوش السنية.

وجاء ذلك على وقع تظاهرات في أنحاء البلاد اندلعت إثر وفاة الشابة مهسا أميني التي اعتقلتها شرطة الأخلاق.

لكن مجموعات حقوقية قالت إن التظاهرة في زاهدان جاءت إثر اتهامات بأن قائد شرطة مدينة شابهار الواقعة أيضا في سيستان بلوشستان، اغتصب شابة من البلوش عمرها 15 عاما.

وقالت المنظمة الحقوقية إنه "في الثلاثين من أيلول/سبتمبر، تجمع عدد من الأشخاص بعد صلاة الجمعة في زاهدان للاحتجاج على اغتصاب قائد شرطة شابهار فتاة من البلوش عمرها 15 عاما، وقمعت قوات الأمن التظاهرة بشكل دام".

وتحدثت تقارير نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي آنذاك عن عشرات القتلى في زاهدان الجمعة بينما أظهرت صور مستشفيات تخطت قدرتها وجثث مغطاة بالدماء.

ووردت أيضا تقارير عن وفاة ضحايا في مستشفيات بسبب نقص الأسرة والضمادات الضرورية لوقف النزيف.

وقال نشطاء ايضا أن قوات الأمن أطلقت النار على متظاهرين من مروحيات. وقالت "إيران هيومن رايتس" إن أربعة أشخاص كانوا في سيارة مكشوفة قتلوا بنيران أطلقت من مروحية عسكرية في شمال زاهدان.

ونشرت منظمة "حملة نشطاء البلوش" غير الحكومية على قناتها في تلغرام أسماء 67 شخصا جميع الأشخاص البالغ عددهم 67 والذين تقول إنهم قتلوا، مضيفة أن 300 أصيبوا بجروح.

غير أن وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية قالت إن خمسة من أفراد الحرس الثوري قتلوا في ما وصفتها بأنها "حادثة إرهابية".

طهران تنتقد واشنطن

انتقدت إيران الثلاثاء "رياء" الرئيس الأميركي جو بايدن غداة الإعلان عن عقوبات أميركية جديدة ضدّ طهران، بسبب قمع الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني قبل أكثر من أسبوعين.

وقتل 92 شخصاً على الأقل في إيران منذ 16 أيلول/سبتمبر حسبما أعلنت "منظمة حقوق الإنسان في إيران" (IHR)، التي تتخذ من أوسلو مقراً، بينما أفادت السلطات عن مقتل حوالى 60 شخصاً بما في ذلك 12 عنصراً في القوات الأمنية. وأوقف أكثر من ألف شخص.

وتوفيت مهسا أميني الكردية الإيرانية البالغة من العمر 22 عاماً، بعد ثلاثة أيام من توقيفها في طهران من قبل شرطة الأخلاق على خلفية عدم التزامها بقواعد "اللباس الإسلامي". وأشعلت وفاتها موجة احتجاجات في إيران ومسيرات تضامن مع النساء الإيرانيات في مختلف أنحاء العالم.

وقال بايدن في بيان الإثنين: "إنّ الولايات المتحدة ستواصل محاسبة المسؤولين الإيرانيين، ودعم حقوق الإيرانيين في التظاهر بحريّة". ولم يوضح بايدن ماهية الإجراءات التي سيجري اتخاذها ضد إيران، المستهدفة بالفعل بعقوبات اقتصادية أميركية قاسية يتعلق جزء كبير منها ببرنامجها النووي المثير للجدل. وردّت طهران الثلاثاء مندّدة "برياء" الرئيس الأميركي.

اعلان

وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني: "كان أجدر بالسيد جو بايدن أن يفكر قليلاً بشأن سجل بلاده في مجال حقوق الإنسان قبل القيام بمبادرات إنسانية، على رغم أن الرياء لا يتطلّب تفكيراً"، وذلك في منشور على انستغرام أوردته وكالات محلية.

واعتبر كنعاني أنّ على بايدن "أن يقلق من العقوبات المتعددة (...) ضد الأمة الإيرانية، العقوبات التي يعد فرضها على أي أمة، مثالاً واضحاً عن جريمة ضد الإنسانية".

"طلاب ملاحَقين"

وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي قد هاجم واشنطن الإثنين، متهماً الولايات المتحدة وإسرائيل بالتحريض على الحركة الاحتجاجية الأكبر في البلاد منذ احتجاجات العام 2019 على ارتفاع أسعار البنزين.

وقال خامنئي (83 عاماً) في أول رد فعل له على الاحتجاجات، "أقول بوضوح إن أعمال الشغب هذه والاضطرابات تم التخطيط لها من الولايات المتحدة والنظام الصهيوني الغاصب والمزيّف، ومأجوريهم وبعض الإيرانيين الخائنين في الخارج ساعدوهما"، وأضاف قوله: "لا يمكن للولايات المتحدة أن تتسامح مع إيران قوية ومستقلة".

وقال المرشد الأعلى أيضا: "إن وفاة أميني كانت مريرة وأحرقت قلبي"، لكنه اعتبر أن "رد الفعل دون أي تحقيق كان غير طبيعي"، متابعا "الردّ لا يكون بأن يزعزع بعضهم الأمن في الشوارع ويحرقوا المصاحف ويخلعوا حجاب السيدات المحجبات، ويُضرموا النيران في المساجد والمصارف وسيّارات النّاس". وشدد على أن التحركات "لم تكن طبيعيّة. كانت أعمال شغب مخططا لها مسبقا".

اعلان

في هذه الأثناء، ندّدت منظمات حقوق الإنسان بالقمع العنيف ضدّ الطلاب، خصوصاً خلال الأحداث التي وقعت ليل الأحد الإثنين في جامعة شريف للتكنولوجيا في طهران، التي تعد أهم جامعة علمية في إيران.

ونشرت "منظمة حقوق الإنسان في إيران" (IHR) ومقرّها أوسلو، مقطعَي فيديو يُظهر أحدهما عناصر من الشرطة الإيرانية على دراجات نارية، يلاحقون الطلبة وهم يركضون في موقف سيارات تحت الأرض، بينما يظهر الآخر عناصر الشرطة على دراجات نارية، وهم ينقلون موقوفين غُطّيت رؤوسهم بأكياس قماش سوداء.

وأفادت وكالة مهر للأنباء أن مئتي طالب تجمعوا بعد ظهر الأحد في جامعة شريف للتكنولوجيا، ورددوا شعارات مناهضة للنظام الديني القائم في إيران فضلا عن شعار: "امرأة حياة حرية" و"الطلاب يفضلون الموت على الذل"، احتجاجا على وفاة مهسا أميني وتوقيف طلاب خلال التظاهرات. من جهتها، فرضت كندا عقوبات جديدة على مسؤولين إيرانيين، فيما استدعى وزير الخارجية البريطانية الإثنين كبير الدبلوماسيين الإيرانيين في لندن.

الإفراج عن المغني حاجي بور

أفرجت السلطات الإيرانية بكفالة عن المغني شروين حاجي بور الذي أوقف بعد تقديمه أغنية لقيت انتشارا على مواقع التواصل، دعم فيها الاحتجاجات التي أعقبت مقتل أميني، وفق ما أفاد مسؤول قضائي الثلاثاء.

وتشهد مدن إيرانية عدة منذ 16 أيلول/سبتمبر، تحركات احتجاجية يومية إثر وفاة الشابة الكردية أميني (22 عاما)، بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها قواعد اللباس الإسلامي.

اعلان

وقضى العشرات على هامش الاحتجاجات، بينهم عناصر من قوات الأمن، بينما أكد مسؤولون توقيف مئات المشاركين في التحركات و"أعمال الشغب".

وقال المدعي العام في محافظة مازندران (شمال) محمد كريمي إنه "تم الافراج عن شروين حاجي آقا بور بكفالة على أن تتم متابعة قضيته وفق المسار القضائي"، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية "إرنا".

وكانت منظمات حقوقية خارج إيران أفادت الأسبوع الماضي عن توقيف المغني البالغ من العمر 25 عاما.

واكتسب حاجي بور الذي عرف بموسيقى البوب وكتابة الأغنيات، شهرة واسعة في الأيام الماضية على خلفية أغنية "برايِ" ("من أجل") بالفارسية. وكانت كلمات الأغنية مستقاة من تغريدات يتحدث فيها مستخدمو موقع توتير عن الأسباب التي تدفعهم الى الاحتجاج.

ولقي الأداء الحزين لحاجي بور، المرفق بلقطات من الاحتجاجات الحالية وأحداث راهنة وسابقة، انتشارا واسعا على شبكة الانترنت، حيث تمت مشاهدة الأغنية ملايين المرات خلال أيام.

اعلان

لكن الأغنية باتت غير متوافرة على حسابه الخاص على انستاغرام الذي يتابعه حاليا زهاء 1,7 مليون شخص.

وحضرت الأغنية في أشرطة مصورة للاحتجاجات عبر مواقع التواصل، ووجدت طريقها أيضا الى وسائل إعلام محلية.

ونشرت وكالة "تسنيم" المحسوبة على التيار المحافظ المتشدد، نسختها الخاصة من الأغنية، حيث أبقت على صوت حاجي بور، الا أنها عدّلت من الصور المرفقة بها لتعكس بعض الانجازات المحققة من قبل الجمهورية الإسلامية.

وأشارت الوكالة الى أن الفيديو الذي نشرته الأحد عبر قناتها على تطبيق "تلغرام"، يهدف الى اظهار "مفاهيم أكثر واقعية لما يحصل في ميدان الحرب الإعلامية" عبر "صور ذات مغزى".

وأوردت "تسنيم" الثلاثاء نبأ الافراج عن حاجي بور، مشيرة الى أنه أوقف "بعد تأييده مثيري الشغب وتضامنه مع الأعداء من خلال نشر أغنية على مواقع التواصل من دون نيل إذن لذلك".

اعلان
شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

ماسك يعرض إنهاء صفقة شراء تويتر بالسعر الأصلي المتفق عليه

شاهد: اندماج لوحات فنية عملاقة تفاعلية من مبدعي العالم في معرض لندن الجديد

الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران وحماس.. هل من رابح بعد هجوم "الوعد الصادق"