قال أمير حسين زماني نيا ممثل ايران في الكارتل إن ممثلي الدول الاعضاء ال13 في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) وحلفاءهم العشرة اتفقوا على خفض بمقدار "مليوني" برميل في اليوم لشهر تشرين الثاني/نوفمبر.
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أعرب عن خيبة أمله من قرار أوبك + خفض الإنتاج النفطي اليومي ووصفه بالقصير النظر.
وأضافت الرئاسة الأميركية بقولها "في ضوء قرار اليوم، ستتشاور إدارة بايدن مع الكونغرس حول أدوات وآليات إضافية لتقليص تحكم (تحالف الدول المنتجة للخام) في أسعار الطاقة".
وكانت دول تحالف أوبك+ قد قررت خلال اجتماعها الأربعاء في فيينا خفض حصص الانتاج بشكل كبير، بحسب عضو في الوفد الايراني بهدف دعم الاسعار المتضررة من مخاوف حصول انكماش.
وأفادت المنظمة التي تضم 13 دولة وحلفاؤها العشرة بقيادة روسيا أنه جرى الاتفاق خلال اجتماعهم في فيينا على خفض في الانتاج بمقدار مليوني برميل يوميا اعتبارا من تشرين الثاني/نوفمبر.
وهذا أكبر خفض منذ ذروة تفشي جائحة كوفيد عام 2020.
يمكن أن تؤدي هذه الخطوة إلى زيادة أسعار النفط الخام، ما سيفاقم التضخم الذي وصل إلى مستويات قياسية منذ عقود في العديد من البلدان ويساهم في تباطؤ الاقتصاد العالمي.
وقال وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان بعد الاجتماع الحضوري الأول لأعضاء التحالف منذ آذار/مارس 2020، إن أولوية "أوبك+" هي "الحفاظ على سوق نفط مستدام".
لكن هذه الخطوة أثارت استنكار الرئيس الأميركي جو بايدن الذي قام بزيارة مثيرة للجدل إلى المملكة العربية السعودية في تموز/يوليو هدفت جزئيا للضغط من أجل زيادة إنتاج النفط مع ارتفاع الأسعار في محطات الوقود.
وتوقيت القرار سيء أيضا لأجندات بايدن السياسية، إذ يأتي قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي الشهر المقبل.
ارتفاع أسعار النفط
قرر تحالف "أوبك+" خفض الانتاج مع تراجع أسعار النفط إلى ما دون 90 دولارا للبرميل في الأشهر الأخيرة بسبب مخاوف بشأن الاقتصاد العالمي، بعد أن ارتفعت إلى 140 دولارا في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في وقت سابق من هذا العام.
وارتفع سعر برميل خام برنت بحر الشمال بما يقرب من اثنين بالمئة إلى 93,41 دولارا بعد إعلان الأربعاء.
ويمكن للقرار أن يعزز خزائن روسيا قبل حظر الاتحاد الأوروبي لمعظم صادراته من نفطها في وقت لاحق من هذا العام ومحاولة مجموعة الدول السبع للحد من أسعار النفط.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك الذي شارك في اجتماع "أوبك+"، إن تحديد سقف للسعر سيكون له "تأثير ضار" على قطاع النفط العالمي، مؤكدا أن الشركات الروسية "لن تزود الدول التي تستخدم هذه الأداة بالنفط".
وقال الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجي الفرنسية العملاقة باتريك بويان في مؤتمر لصناعة النفط في لندن "هناك سبب يجعل روسيا مستعدة للمشاركة في خفض إنتاج أوبك - لأنها غير متأكدة مما إذا كانت ستجد من يشتري النفط".
قرر تحالف "أوبك+" إجراء خفض كبير في الانتاج بنحو 10 ملايين برميل يوميا في نيسان/أبريل 2020، ما أنهى الانخفاض الهائل في أسعار النفط الناجم عن عمليات الإغلاق خلال تفشي كوفيد.
وباشر التحالف زيادة الإنتاج العام الماضي بعد تحسن السوق، وعاد الإنتاج إلى مستويات ما قبل الجائحة هذا العام ولكن على الورق فقط إذ يواجه بعض الأعضاء صعوبات للوفاء بحصصهم.
واتفقت المجموعة الشهر الماضي على خفض رمزي صغير قدره 100 ألف برميل يوميا من تشرين الأول/أكتوبر، كان الأول منذ أكثر من عام.
دعت الدول المستهلكة لأشهر "أوبك+" لزيادة الانتاج على نطاق أوسع بهدف خفض الأسعار، لكن التحالف واصل تجاهل تلك النداءات.
يعقد الاجتماع الوزاري المقبل لمنظمة "أوبك" في 4 كانون الأول/ديسمبر، وكانت المنظمة وشركاؤها يجتمعون شهريا عن بعد في الفترة الأخيرة.