أزمة الطاقة التي تخشاها أوروبا واقع تعود عليه العراقيون

عامل في إحدى المولدات المملوكة للقطاع الخاص في مدينة الصدر -العراق 27/09/2022
عامل في إحدى المولدات المملوكة للقطاع الخاص في مدينة الصدر -العراق 27/09/2022 Copyright AHMAD AL-RUBAYE/AFP or licensors
Copyright AHMAD AL-RUBAYE/AFP or licensors
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

تنتشر مولدات الكهرباء المملوكة للقطاع الخاص في جميع أحياء وشوارع العراق، ويمكن سماع هديرها في كل مكان، حيث تزود الأسر والشركات والمؤسسات بالكهرباء مقابل اشتراك شهري، في محاولة لتعويض النقص الحاد في "كهرباء الدولة".

اعلان

بينما تقف أوروبا على مشارف أزمة طاقة كبيرة، وفيما يخشى البعض من شتاء قاسي قد ينقطع فيه التيار الكهربائي بسبب نقص إمدادات الغاز والعجز في الكهرباء، يبدو هذا الأمر بالنسبة للعراقيين مألوفاً للغاية، فمنذ عقود وهم يعتمدون على مولدات الطاقة الكهربائية "الأهلية" التي تأخذ دور الكهرباء الوطنية أو تكملة بتعبير أدق.

الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي بالنسبة للعراقيين أصبح واقعاً تكيفوا معه، بعد سنوات طويلة من الحرب والاضطرابات في بلد غني بالنفط يعاني من فساد مستشري في جميع مفاصله، وصراع مدمر على السلطة والزعامة، كل هذه الأسباب الحقت خسائر كبيرة في بنيته التحتية.

تنتشر مولدات الكهرباء المملوكة للقطاع الخاص في جميع أحياء وشوارع العراق، ويمكن سماع ضجيجها في كل مكان، حيث تزود الأسر والشركات والمؤسسات بالكهرباء مقابل اشتراك شهري، معوضة بهذا النقص الحاد في الكهرباء الوطنية.

ويقول محمد جبر الموظف المتقاعد لوكالة فرانس برس من منزله بمدينة الصدر شرقي بغداد: "بدون مولدات سيظل العراق مظلماً تماماً."

ويضيف " هذه المولدات توفر الكهرباء التي نحتاجها في حياتنا اليومية، للتلفزيون والثلاجة والمراوح." ويدفع المحاسب السابق 50 دولاراً كاشتراك شهري في المولد، لكن حتى هذا لا يكفي لتشغيل جميع أجهزة المنزل.

أوضح خالد الشبلاوي الذي يعمل كمشغل في إحدى المولدات الأهلية منذ 13 عاماً، "قد يضطر العميل إلى إيقاف تشغيل الثلاجة ليتمكن من تشغيل مكيف الهواء."

مدن غارقة في الظلام

أدت أسعار الطاقة المرتفعة التي غذتها الحرب الروسية في أوكرانيا إلى فرض واقع جديد على الدول الأوروبية، حيث يطلب من الناس الحد من استهلاك الطاقة الكهربائية في حياتهم اليومية.

لكن هذا الأمر بالنسبة لجبر "طبيعي" حيث يقول "في دولتنا عندما تكون هناك مشكلة فنية، يمكن أن تترك المنطقة بدون كهرباء لعدة أيام قبل أن يتم إصلاحها".

عندما تصل درجة الحرارة إلى نصف درجة الغليان في فصل الصيف، ومع الارتفاع في استخدام مكيفات الكهرباء، يرفع أصحاب المولدات الأسعار.

ورغم الثروات النفطية الكبيرة للعراق، تعتمد الدولة على إمدادات الطاقة من إيران.

وقال المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى إن الكهرباء تولد الآن أكثر من 24 ألف ميغاوات يومياً.  وقال من أجل تأمين إمدادات كهرباء مستقرة على مستوى البلاد، ستكون هناك حاجة إلى 32 ألف ميغاوات يومياً.

وأضاف موسى أنه في الوقت الحالي، توفر الشبكة الوطنية لمعظم المناطق 14-20 ساعة من الكهرباء يومياً في الصيف.

مدينة الصدر

في أحد شوارع مدينة الصدر، تصطف مولدات أهلية في الشارع، كل منها يغذي بالكهرباء حوالي 300 منزل وعدد مماثل من المتاجر.

علي الأعرجي، الذي يمتلك مدرسة خاصة، منزعج من تكاليف المولدات "الفلكية"، والتي قدّرها بـ 600 دولار شهرياً. وأضاف أن "العراقيين تمكنوا من تحمل الوضع على مدى ثلاثة عقود" متسائلاً كيف ستتعامل أوروبا مع مشكلة قوتها التي تلوح في الأفق.

وقال الأعرجي "الطاقة مصدر الازدهار الاقتصادي".

viber

"أوروبا الآن غير مستقرة. ستؤثر على اقتصادها وصناعتها وتجارتها. سوف يعودون إلى الوراء."

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الآلاف يتظاهرون في هايتي ضد طلب الحكومة التدخل الخارجي

زيارة أردوغان إلى العراق.. ما هي أبرز الملفات المطروحة على طاولة المباحثات؟

شاهد: الأضرار الناجمة عن انفجار في قاعدة عسكرية لقوات الحشد الشعبي في بابل