عام على انقلاب العسكر في السودان مع استمرار التظاهر واحتجاج اعتراضا على العنف القبلي

متظاهرون سودانيون يشاركون في مسيرة في الخرطوم للمطالبة بعودة الحكم المدني. 2022/10/21
متظاهرون سودانيون يشاركون في مسيرة في الخرطوم للمطالبة بعودة الحكم المدني. 2022/10/21 Copyright مروان علي/أ ب
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

مازال السودانيون في مختلف مدن البلاد ينزلون كل أسبوع إلى الشوارع، للتظاهر ضد سلطة الانقلاب الذي قاده قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، رافضين أي شراكة مع العسكر. وحتى يوم أمس الأحد، قتل متظاهر في الخرطوم خلال احتجاجات في العاصمة السودانية.

اعلان

مضى عام على الانقلاب العسكري في السودان في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021، ومذاك الوقت قُتل 118 متظاهرا وأُصيب الآلاف في حملة القمع، بحسب نقابة أطباء مؤيدين للديمقراطية، وقوات الأمن متّهمة باغتصاب 13 متظاهرة على الأقلّ، بحسب الأمم المتحدة.

و مازال السودانيون في مختلف مدن البلاد ينزلون كل أسبوع إلى الشوارع، للتظاهر ضد سلطة الانقلاب الذي قاده قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، رافضين أي شراكة مع العسكر.

وحتى يوم أمس الأحد، قتل متظاهر في الخرطوم خلال احتجاجات في العاصمة السودانية، تزامنت مع تجمع الآلاف من السودانيين في النيل الأزرق جنوب البلاد احتجاجا على تصاعد العنف القبلي بالولاية مؤخرا، والذي أوقع قرابة 200 قتيل بين قبائل الهوسا والفونج. والأسبوع الماضي قتل 19 شخصا وجرح 34 آخرون في نزاع قبلي بولاية غرب كردفان، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

ويقول الخبراء إن النزاعات القبلية تتصاعد في السودان بسبب الفراغ الأمني، وخصوصا بعد إنهاء مهمة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الإقليم إثر توقيع اتفاق السلام عام 2020، وزاد الانقلاب العسكري من تدهور الأمور. 

انقلاب جديد

يمر السودان في مرحلة انتقالية ويفترض أن تعاد السلطة فيها إلى المدنيين بنهاية العام 2023. ففي 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021 تم توقيف الغالبية الساحقة من المسؤولين المدنيين، وبينهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بعد رفضهم دعم "الانقلاب"، الذي قاده قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

أعلن البرهان عبر التلفزيون الرسمي حالة الطوارئ بعد حل السلطات الانتقالية، وإقالة الكثير من أعضاء الحكومة والأعضاء المدنيين في مجلس السيادة المسؤول عن قيادة المرحلة الانتقالية. وأكد أنه ما زال يرغب في "الانتقال إلى دولة مدنية وتنظيم انتخابات حرة في عام 2023".

أشرف إدريس/أ ب
متظاهرون نزلوا إلى الشوارع للتنديد باستيلاء المسؤولين العسكريين على السلطة. الخرطوم - 2021/10/25أشرف إدريس/أ ب

قتل في ذلك اليوم ما لا يقل عن سبعة أشخاص وأصيب 80 آخرون بالرصاص في الخرطوم، بحسب لجنة الأطباء المركزية المؤيدة للديمقراطية، خلال مظاهرات حاشدة نددت بالانقلاب الذي أدانه أيضا المجتمع الدولي على نطاق واسع. وعلّقت واشنطن مساعدات بقيمة 700 مليون دولار للسودان.

ضغط دولي

في 26 تشرين الأول/أكتوبر، تظاهر آلاف السودانيين ضد الجيش في الخرطوم وأغلقوا الشوارع، فيما نشرت القوات الأمنية مدرعات على الجسور ومحاور الطرق الرئيسية.

في المساء، وبعد العديد من الدعوات للإفراج عن رئيس الوزراء الذي كان قائد الجيش يحتجزه في بيته، أعيد عبد الله حمدوك إلى منزله حيث وضع قيد الإقامة الجبرية.

مروان علي/أ ب
قوات الأمن السودانية تواجه الاحتجاج بعد يوم من استيلاء الجيش على السلطة في الخرطوم. 2021/10/26مروان علي/أ ب

علّق الاتحاد الإفريقي مشاركة السودان في كل نشاطاته وأوقف البنك الدولي مساعداته، ودعا مجلس الأمن الدولي إلى إعادة تشكيل "حكومة انتقالية يقودها مدنيون"، وهو مطلب أعلنه أيضا الرئيس الأميركي جو بايدن.

أقيل مدير التلفزيون الحكومي، وختمت هوائيات إذاعات إف إم بالشمع الأحمر، فيما ظلت شبكة الإنترنت مقطوعة منذ الانقلاب. في 30 تشرين الأول/أكتوبر، تظاهر عشرات آلاف السودانيين ضد الانقلاب. وفي 24 تشرين الثاني/نوفمبر وبفعل الضغط الدولي أفرج عن أربعة وزراء.

مجلس سيادة جديد

في 11 تشرين الثاني/نوفمبر، شكل البرهان مجلس سيادة انتقاليا جديدا استبعد منه أربعة ممثلين لقوى الحرية والتغيير، واحتفظ بمنصبه رئيسا للمجلس كما احتفظ الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوة الدعم السريع، المتهم بارتكاب تجاوزات إبان الحرب في دارفور وأثناء الانتفاضة ضد البشير، بمنصبه نائبا لرئيس المجلس.

عودة وجيزة لحمدوك

في 21 تشرين الثاني/نوفمبر، توصّل الفريق أول عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك إلى اتفاق بشأن عودة الأخير إلى رئاسة الحكومة السودانية، إلا أن ذلك لم يؤدِ إلى تهدئة الشارع واستمرت المظاهرات في مدن عدة.

أ ب
اللواء عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك والفريق أول محمد حمدان دقلو خلال حفل إعادة حمدوك الذي أطيح به. 2021/11/21أ ب

في اليوم التالي، أطلق سراح الكثير من السياسيين الذين اعتقلوا منذ الانقلاب. وفي مساء الثاني من كانون الثاني/يناير 2022، أعلن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك استقالته بعدما أسفر يوم جديد من الاحتجاجات عن مقتل ثلاثة متظاهرين.

مروان علي/أ ب
السودانيون يرددون شعارات خلال مظاهرة تندد بالانقلاب العسكري في أكتوبر 2021 في الخرطوم. 2022/01/02مروان علي/أ ب

في 4 كانون الثاني/يناير، حذرت الترويكا وكذلك الاتحاد الأوروبي من أنها "لن تدعم رئيس وزراء أو حكومة معينة من دون مشاركة فريق كبير من المدنيين".

محاولة حوار برعاية الأمم المتحدة

سقط مزيد من القتلى خلال الاحتجاجات في الأشهر التالية. في 8 حزيران/يونيو، انطلقت محادثات برعاية الأمم المتحدة قاطعتها الأطراف المدنية الرئيسية ولا سيما قوى الحرية والتغيير، العمود الفقري للحكومة المدنية المقالة إثر الانقلاب، التي وضعت كشرط مسبق إنهاء القمع وإطلاق سراح السجناء السياسيين. وفي الحادي عشر، أرجئت الجولة الثانية من المحادثات إلى أجل غير مسمى.

البرهان يماطل

في 4 تموز/يوليو، أعلن الفريق البرهان أن الجيش لن يشارك بعد الآن في الحوار، للسماح للقوى المدنية بتشكيل حكومة "كفاءات". وفي الخامس، دعت الكتلة السياسية المدنية الرئيسية إلى مزيد من "الضغط الشعبي"، منددة بـ"الانسحاب التكتيكي" الذي يهدف في الواقع إلى الحفاظ على نفوذ الجيش.

أ ب
اعتصام في الخرطوم للمطالبة بعودة الحكم المدني واحتجاجا على القتلى التسعة خلال أسابيع خلت. 2022/07/04أ ب

أزمة إنسانية خطيرة

في 21 تموز/يوليو، في مواجهة الأزمة الغذائية المتفاقمة في السودان، أعلن البنك الدولي عن منح 100 مليون دولار مقابل "تحويلات مالية وغذائية". 

اعلان
اشرف الشاذلي/أ ف ب
سودانية تشتري الخضار في سوق الخيمة في الخرطوم 2022/03/17اشرف الشاذلي/أ ف ب

وفي 12 أيلول/سبتمبر، أعلنت الأمم المتحدة ومنظمة "أنقذوا الأطفال" (Save the Children) أن نحو سبعة ملايين طفل سوداني محروم من التعليم وأن نحو 12 مليون طفل يواجه خطر الانقطاع عن التعليم. ويلامس التضخم شهريًا نسبة 200% وقيمة العملة تتراجع وسعر الخبز ازداد عشرة أضعاف منذ الانقلاب.

وعود فارغة

في 16 أيلول/سبتمبر، أعلن الجنرالات أنهم سيتركون المدنيين يسمّون رئيس الدولة ورئيس الوزراء المستقبلي. لكن لم يحدث شيء من هذا القبيل.

آرون رانان/أب
الجنرال السوداني عبد الفتاح البرهان خلال مقابلة صحفية في نيويورك. 2022/09/22آرون رانان/أب

تجدّد العنف القبلي

في 19 و20 تشرين الأول/أكتوبر، أدّت مواجهات قبلية في ولاية النيل الأزرق بجنوب السودان إلى سقوط 150 قتيلًا. ويعتبر خبراء أن الفراغ الأمني الذي أحدثه الانقلاب شجع على تجدد العنف القبلي.

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: إضرابات في إيران مع دخول الاحتجاجات أسبوعها السادس

تقرير للأمم المتحدة: السودان سيعاني من أسوأ أزمة جوع في العالم قريبا

الجيش السوداني يعلن السيطرة على مقر الإذاعة والتلفزيون