ما هي "القنبلة القذرة"؟ وبماذا تختلف عن "النووية"؟

صورة أرشيفية لقصف روسي على مجمع سكني في زابوريزهيا، أوكرانيا، 9 أكتوبر 2022
صورة أرشيفية لقصف روسي على مجمع سكني في زابوريزهيا، أوكرانيا، 9 أكتوبر 2022 Copyright AP Photo
Copyright AP Photo
بقلم:  Hassan Refaei
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

ما هي "القنبلة القذرة"؟ وهل تصنّف ضمن خانة الأسلحة النووية أو ضمن قائمة أسلحة الدمار الشامل؟، ولماذا هذا التخوّف الروسي من امتلاك أوكرانيا لمثل تلك القنبلة؟

اعلان

"أوكرانيا دخلت المرحلة الأخيرة من صنع قنبلتها القذرة"، هذا ما أعلنته روسيا على لسان وزير دفاعها سيرغي شويغو خلال محادثاتٍ هاتفية أجراها يوم أمس الأحد مع نظرائه لأميركي والفرنسي والبريطاني والتركي والتي أعرب خلالها عن "مخاوفه المتعلقة بالاستفزازات المحتملة من جانب أوكرانيا باستعمال قنبلة قذرة"، وهو اتهامٌ قوبل برفض قاطع من قبل كييف وكذلك حلفاؤها الغربيون.

ولكن، ما هي "القنبلة القذرة"؟ وهل تصنّف ضمن خانة الأسلحة النووية أو ضمن قائمة أسلحة الدمار الشامل؟، ولماذا هذا التخوّف الروسي من امتلاك أوكرانيا لمثل تلك القنبلة؟

تعدّ "القنبلة القذرة" سلاحاً تقليدياً وهو عبارى عن مزيج من المواد المتفجرة المزوّدة بمواد مشعّة تنتشر في الهواء بعد التفجير، ما يجعل منها خطراً على المدنيين، لكن لا ينتج عن تفجيرها  انشطار نووي أو اندماج ولا يتسبّب بدمار هائل على نطاق واسع.

فـ"القنبلة القذرة" لا تمتلك التأثير المدمر للانفجار النووي الذي نجم عن القنبلة النووية التي ألقيت في ناكازاكي وتلك التي ألقيت في هيروشيما باليابان قبيل نهاية الحرب العالمية الثانية 1945، حين أسفر تفجير القنبلتين عن سقوط مئات آلاف الضحايا، إضافة إلى تدمير مساحات شاسعة من الأراضي جراء التلوث الإشعاعي.

وبالتالي لا يمكن مقارنة "القنبلة القذرة" بالقنبلة النووية التي  تحدث انفجاراً أقوى بملايين المرات، وتنشر سحابة إشعاع على مدى آلاف الكيلومترات المربعة، في حين الإشعاعات الناجمة عن "القنبلة القذرة" يمكن لها أن تنتشر فقط ضمن مساحة لا تتعدى بضع كيلومترات مربعة.

والخطر الأكبر لـ"القنبلة القذرة" مصدره الانفجار وليس الإشعاع، إذ إن الأشخاص القريبون جداً من موقع الانفجار هم من يتعرض لإشعاع يكفي للتسبّب بمرض خطير، حسب اللجنة التنظيمية النووية الأميركية التي تضيف قائلة: يمكن أن ينتقل الغبار والدخان المشع إلى مسافة أبعد بحيث يشكّلان خطراً على الصحة في حال تنشق الغبار وتناول أطعمة أو مياه ملوّثة

ويضيف المجلس الأمريكي المذكور أن مستوى التلوث الذي تحدثه "القنبلة القذرة" يعتمد على حجم المتفجرات، وكمية ونوع المادة المشعة المستخدمة، ووسائل الانتشار، والظروف الجوية، ويلفت إلى أن الذين هم الأقرب إلى مكان حدوث التفجير هم الأكثر عرضة للإصابة،  مؤكداً على أن المواد المشّعة تفقد تأثيرها وضررها كلما ابتعدت عن مركز الانفجار.

ويمكن كشف الإشعاعات بسهولة باستخدام المعدات التي يحملها بالفعل الكثير من العاملين في قطاع الطوارئ، ويساهم الكشف الفوري عن نوع المواد المشعة المستخدمة في التقليل كثيراً من أعداد الضحايا وحجم الأضرار.

ويجدر بالذكر أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفض  اتهامات موسكو بشأن استعداد كييف لاستفزازات عبر استخدام "قنبلة قذرة"، وقال عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أمس: "إذا كانت روسيا تقول إن أوكرانيا في صدد التحضير لأمر ما، فهذا يعني أمرا واحدا.. روسيا سبق أن أعدت كل ذلك.. أعتقد أن على العالم أن يرد بأقسى قدر ممكن"، في إشارة منه إلى أن موسكو تنوي استخدام هذا القنبلة وتلقي باللائمة على كييف.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الكرملين: بوتين حضر وأشرف على تدريبات الردع النووي

مع اقتراب رحيل عون.. البرلمان اللبناني يفشل في انتخاب رئيس للمرة الرابعة

سفير موسكو في باريس يعتبر تصريحات ماكرون الأخيرة حول روسيا "مشكلة استراتيجية خطيرة"