روسيا تقول إن قواتها تغادر خيرسون وأوكرانيا تشكك في الانسحاب الكامل

وكالة: وزيرا الدفاع التركي والروسي ناقشا سوريا واتفاق الحبوب
وكالة: وزيرا الدفاع التركي والروسي ناقشا سوريا واتفاق الحبوب Copyright Thomson Reuters 2022
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من توم بالمفورث وجوناثان لانداي

كييف(رويترز) - أمرت موسكو قواتها بالانسحاب من منطقة بالقرب من مدينة خيرسون الاستراتيجية في جنوب أوكرانيا في انتكاسة كبيرة، بينما قدر رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة أن الخسائر البشرية التي تكبدتها روسيا تزيد على 100 ألف قتيل وجريح منذ غزو جارتها في فبراير شباط.

وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو يوم الأربعاء أن القوات الروسية ستنسحب من الضفة الغربية لنهر دنيبرو بالقرب من خيرسون. وقد يكون هذا الانسحاب نقطة تحول في الحرب.

وجاء رد أوكرانيا حذرا، إذ أشارت إلى بقاء بعض القوات الروسية في خيرسون وإرسال تعزيزات إلى المنطقة.

وقال أوليكسي أريستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقطع فيديو نُشر على الإنترنت مساء الأربعاء "إنهم ينسحبون ولكن ليس بالقدر الذي يمكن أن يحدث إذا كان انسحابا كاملا أو إعادة تنظيم".

وأضاف أريستوفيتش أن القوات الروسية تدمر الجسور وتزرع ألغاما في الطرق خلال مغادرتها.

وقال "في الوقت الحالي لا نعرف نواياهم... هل سيخوضون قتالا معنا ويحاولون التمسك بمدينة خيرسون؟ إنهم يتحركون ببطء شديد".

كانت مدينة خيرسون العاصمة الإقليمية الوحيدة التي سيطرت عليها روسيا بعد الغزو وأصبحت محور هجوم مضاد أوكراني. وتتحكم المدينة في الطريق البري الوحيد المؤدي إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014 ومصب نهر دنيبرو الذي يشطر أوكرانيا.

وأجلى المسؤولون الذين عينتهم موسكو عشرات الآلاف من المدنيين من خيرسون في الأسابيع القليلة الماضية.

وقال المحلل العسكري الأوكراني يوري بوتوسوف إن استخدام الجيش الأوكراني أنظمة هيمارس الصاروخية التي قدمتها الولايات المتحدة جعل عبور نهر دنيبرو خطيرا لدرجة أن "الدفاع عن المواقع الروسية هنا أصبح مستحيلا".

لكن بوتوسوف أضاف في مقطع فيديو على موقع يوتيوب "لنكن واضحين. ستتخذ القوات الروسية مواقع دفاعية وسيكون بوسعها شن هجمات جديدة. ستكون قادرة على الحفاظ على مواقعها على الضفة الشرقية لبعض الوقت".

* إصابات

قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي إن الجيش الروسي تكبد خسائر بشرية تقدر بأكثر من 100 ألف جندي سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا، مشيرا إلى أن القوات المسلحة الأوكرانية عانت "على الأرجح" من مستوى مماثل من الخسائر في الحرب.

وأضاف أن حوالي 40 ألف مدني أوكراني قتلوا أيضا على الأرجح.

ولم يتسن لرويترز التحقق من هذه التقديرات بشكل مستقل.

ولم يذكر ميلي، الذي كان يخاطب منظمة النادي الاقتصادي في نيويورك، كيف أحصى هذه التقديرات.

وقال ميلي إن المؤشرات الأولية تفيد بأن روسيا تمضي قدما في انسحابها من خيرسون. لكنه حذر من أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت.

وقال الجنرال الروسي سيرجي سوروفيكين، القائد العام للقوات الروسية في الحرب لشويجو، في تصريحات بثها التلفزيون، إنه لم يعد من الممكن توصيل الإمدادات إلى مدينة خيرسون. وأضاف أنه اقترح إقامة خطوط دفاعية على الضفة الشرقية للنهر.

وقال شويجو لسوروفيكين "أتفق مع استنتاجاتك ومقترحاتك. بالنسبة لنا، فإن حياة وصحة الجنود الروس هي دائما أولوية. ويجب علينا أيضا أن نأخذ في الاعتبار التهديدات التي يتعرض لها السكان المدنيون.

"واصل سحب القوات واتخذ جميع الإجراءات لضمان النقل الآمن للأفراد والأسلحة والمعدات عبر نهر دنيبرو".

*"خطوة بخطوة"

قال زيلينسكي في كلمة مساء الأربعاء ذكر خلالها خيرسون مرة واحدة فقط إن القوات الأوكرانية تعزز مواقعها "خطوة بخطوة" في الجنوب، وحذر من أن "العدو لن يقدم لنا أي هدايا".

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الأمر الذي أصدرته موسكو بالانسحاب من خيرسون يظهر أن هناك "بعض المشاكل الحقيقية التي تواجه الجيش الروسي".

وعبر بايدن عن أمله في أن يتمكن الديمقراطيون والجمهوريون من مواصلة النهج المشترك للحزبين في مواجهة العدوان الروسي في أوكرانيا بعد انتخابات التجديد النصفي التي أجريت يوم الثلاثاء، والتي كان أداء حزبه الديمقراطي فيها أفضل من المتوقع.

- قصف في الجنوب

لم يشر بيان دوري صدر عن الجيش الأوكراني مساء الأربعاء بشكل مباشر إلى منطقة خيرسون أو عاصمتها. وقال إن القوات الروسية قصفت أكثر من 25 بلدة وقرية على الجبهة الجنوبية.

لكن المشرع الأوكراني ديفيد أراخاميا، الذي قاد وفد كييف لمحادثات سلام أجريت في بداية الغزو الروسي، قال إن هناك عملية عسكرية جارية في منطقة خيرسون.

ووصف وضع الروس بأنه حرج وقال "عاجلا أو آجلا، سيغادرون خيرسون ودونيتسك ولوجانسك وسيفاستوبول (في القرم) أو سيتم تدميرهم".

لكن الأوكرانيين قد يواجهون الكثير من الشراك الخداعية في خيرسون ويمكن استهدافهم بقصف مدفعي روسي مكثف.

ورحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج في حديث لسكاي نيوز خلال زيارة إلى لندن، بالأنباء عن خيرسون، لكنه حذر من أن "روسيا لا تزال قادرة على إحداث الكثير من الضرر".

ومما يفاقم الشعور بالفوضى التي تواجه روسيا في خيرسون، لقي كيريل ستريموسوف، المسؤول الثاني لموسكو في المنطقة، حتفه أمس الأربعاء فيما قالت موسكو إنه حادث سيارة.

ودعم مؤيدو الحرب البارزون في روسيا قرار التخلي عن مدينة خيرسون، واصفين واحدة من أكثر عمليات الانسحاب الروسية مهانة بالشجاعة.

وقال رمضان قديروف، زعيم الشيشان الذي دعا مرارا إلى اتباع نهج أكثر عدوانية في الحرب، "بعد تقييم كل الإيجابيات والسلبيات، اتخذ الجنرال سوروفيكين الاختيار الصعب ولكن الصحيح من بين التضحيات التي لا معنى لها... وإنقاذ أرواح الجنود التي لا تقدر بثمن".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

تغطية متواصلة | الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة

صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة

سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من مدينة حلب