فيديو: منظمات أجنبية غير حكومية تعلّق عملها في أفغانستان وتدين قرار طالبان حظر عمل النساء فيها

قسم دراسي يبدو خاليا، وقد كانت الفتيات يزاولن فيه التعليم في كابول، أفغانستان. 2022/12/22
قسم دراسي يبدو خاليا، وقد كانت الفتيات يزاولن فيه التعليم في كابول، أفغانستان. 2022/12/22 Copyright Ebrahim Noroozi/AP.
Copyright Ebrahim Noroozi/AP.
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

تقدر الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة أن أكثر من نصف سكان البلاد البالغ عددهم 38 مليون نسمة يحتاجون إلى مساعدات إنسانية خلال فصل الشتاء القاسي. وتعمل عشرات المنظمات في المناطق النائية من أفغانستان والعديد من موظفيها نساء.

اعلان

أعلنت ثلاث منظمات إغاثية أجنبية الأحد أنها ستعلق عملها في أفغانستان، بعدما أمرت حركة طالبان جميع المنظمات غير الحكومية بمنع موظفاتها من العمل، بحسب بيان.

وجاء في البيان المشترك الصادر عن "أنقذوا الأطفال" (سيف ذي تشلدرن)، والمجلس النروجي للاجئين، و"كير" قولها: "سنعلق برامجنا مطالبين بمواصلة الرجال والنساء وبشكل متساو تقديم مساعداتنا التي تنقذ الأرواح في أفغانستان". وصدر البيان في ختام اجتماع ضم مسؤولين كبارًا في الأمم المتحدة وممثلي عشرات المنظمات غير الحكومية في كابول.

وكانت وزارة الاقتصاد وجهت أمس السبت إلى جميع المنظمات غير الحكومية بوقف عمل موظفاتها تحت طائلة إلغاء ترخيصها. ولم يتّضح إن كانت هذه التوجيهات ستؤثّر في العاملات الأجنبيات.

"شكاوى جدية"

وأوضحت الوزارة في رسالة إلى المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية، أنها اتخذت هذا القرار بعد ورود "شكاوى جدية" بشأن عدم امتثال العاملات لارتداء الحجاب الذي يقوم في أفغانستان على تغطية كامل الوجه والجسم.

وأكد المتحدث باسم وزارة الاقتصاد عبد الرحمن حبيب ذلك الخطاب والذي ورد فيه أن الموظفات ممنوعات من الذهاب إلى العمل حتى إشعار آخر لعدم التزام بعضهن بقواعد الزي الإسلامي التي تحددها الحكومة للنساء.

وقالت الوزارة المسؤولة عن الموافقة على تراخيص المنظمات غير الحكومية العاملة في أفغانستان، في رسالة اطلعت عليها وكالة فرانس برس: "وردت شكاوى جديّة بشأن عدم الامتثال للحجاب الإسلامي وغيره من القواعد واللوائح المتعلقة بعمل المرأة في المنظمات المحليّة والدوليّة". وأضافت الوزارة في رسالتها أنه "في حالة إهمال التوجيه ... يلغى ترخيص المنظمة". 

مساعدات إنسانية في الميزان

قال منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية في افغانستان رامز الأكبروف لوكالة فرانس برس: "إذا لم يتم التراجع عن هذا القرار وإيجاد حل لهذه المشكلة، فسيكون من الصعب جدًا الاستمرار وتقديم المساعدة الإنسانية بطريقة مستقلة وعادلة، لأن مشاركة النساء مهمة جدًا".

وأضاف الأكبروف قوله: "لا نريد تعليق المساعدات على الفور لأنها ستضر بالشعب الأفغاني"، متحدثًا عن تأثير "مدمر" قد يلحقه ذلك باقتصاد البلاد المنهك بالفعل، وقال: "كان حجم الاقتصاد يصل إلى خمسة مليارات دولار وانخفض اليوم إلى ثلاثة فقط...سنناقش هذه المسألة مع السلطات. وسنصر على تغيير هذا الأمر".

"جحيم"

وقال المدير الإقليمي لليونيسف جورج لاريا-أدجي الأحد في تغريدة: "إن هذا التدهور الجديد في حقوق الفتيات والنساء ستترتب عليه عواقب بعيدة المدى على تقديم خدمات الصحة والتغذية والتعليم للأطفال".

وقالت شبانة (24 عامًا)، وهي موظفة في منظمة غير حكومية في كابول: "تتكون عائلتي من خمسة عشر فردًا، وأنا المعيلة الوحيدة لها، إذا فقدت وظيفتي، ستتضور عائلتي جوعاً...بينما تحتفلون بقدوم العام الجديد، باتت أفغانستان جحيمًا بالنسبة للنساء".

ورأت أفغانية أخرى (27 عاماً) لم ترغب في الكشف عن اسمها خوفا من انتقام طالبان أن "أحلامها تتلاشى". وقالت الشابة التي كانت ستبدأ عملها الأحد في منظمة غير حكومية دولية: "العمل الشاق الذي بذلته في السنوات الأخيرة في مجال التعليم ذهب سدى...لكننا نتحلى بما يكفي من الشجاعة لعدم قبول الحظر، والقتال من أجل حقوقنا. قد يستغرق الأمر بعض الوقت، ولكن إن آمنا بأنفسنا، سنعود أقوى من ذي قبل".

زادت حركة طالبان بعد عودتها إلى السلطة في آب/أغسطس 2021، التدابير المقيّدة للحريات، لا سيّما في حقّ النساء اللواتي استبعدن تدريجياً من الحياة العامة ومن غالبية الوظائف العامة وأقصين من المدارس الثانوية والجامعات.

ولم يعد يحقّ للنساء السفر من دون رجل من العائلة وينبغي عليهن ارتداء البرقع. وفي تشرين الثاني/نوفمبر، حظرت الحركة على النساء ارتياد المتنزهات والحدائق وصالات الرياضة والمسابح العامة.

الاتحاد الأوروبي يدين

دان الاتحاد الأوروبي السبت حظر طالبان عمل النساء في المنظمات غير الحكومية في أفغانستان، معلنا أنه يقيّم تداعيات ذلك على مسألة تقديم المساعدات إلى البلاد.

وأفادت ناطقة باسم مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل فرانس برس في بيان: "يدين الاتحاد الأوروبي بشدة قرار طالبان الأخير منع النساء من العمل في المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية... نقيّم الوضع وتأثيره على تقديمنا للمساعدات ميدانيا".

وأدان القائم بالأعمال النرويجي، الذي تمول بلاده مساعدات في أفغانستان واستضافت محادثات بين طالبان وأعضاء من المجتمع المدني في يناير كانون الثاني، هذه الخطوة.

"ألمانيا تريد ردا واضحا"

بدورها، دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى تبني "رد فعل واضح من المجتمع الدولي". وقالت بيربوك في تغريدة على تويتر: "من يستثني النساء والفتيات من العمل والتعليم والحياة العامة لا يدمر بلاده وحدها"، مؤكدة قولها: "نحن ملتزمون الحصول على رد فعل واضح من المجتمع الدولي".

من جانبها تقدر الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة أن أكثر من نصف سكان البلاد البالغ عددهم 38 مليون نسمة، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية خلال فصل الشتاء القاسي. وتعمل عشرات المنظمات في المناطق النائية من أفغانستان والعديد من موظفيها نساء.

اعلان

وصرح مسؤول كبير في منظمة غير حكومية لوكالة فرانس برس الأحد أن "منع عمل النساء سيؤثر على جميع جوانب العمل الإنساني إذ تشغل الموظفات مناصب رئيسية في المشاريع التي تستهدف الفئات الضعيفة من النساء في البلاد".

ولم يتضح حتى الآن إن كان الأمر يسري على وكالات الأمم المتحدة التي لها وجود كبير في أفغانستان حيث تقدم خدمات في ظل الأزمة الإنسانية في البلاد.

ولدى سؤاله عما إذا كانت القواعد تسري على وكالات الأمم المتحدة، قال حبيب إن الخطاب ينطبق على المنظمات التابعة لهيئة التنسيق الأفغانية الخاصة بالمنظمات الإنسانية، المعروفة باسم (أكبر). ولا تشمل هذه الهيئة الأمم المتحدة ولكنها تضم أكثر من 180 منظمة غير حكومية محلية ودولية.

وتتعاقد الأمم المتحدة في كثير من الأحيان مع المنظمات غير الحكومية المسجلة في أفغانستان لتنفيذ عملها الإنساني.

ويقول موظفو الإغاثة إن وجود العاملات مهم لضمان حصول النساء على المساعدات. ودخل اقتصاد أفغانستان المتعثر بالفعل في أزمة منذ تولي طالبان زمام الأمور في عام 2021، إذ تواجه البلاد عقوبات وتخفيضات في مساعدات التنمية.

اعلان

وتوفر المساعدات الإنسانية، التي تهدف لتلبية الاحتياجات العاجلة، شريان حياة للملايين. ويعتمد أكثر من نصف سكان أفغانستان على المساعدات، وفقا للجنة الإنقاذ الدولية.

يأتي هذا الإعلان بعد أربعة أيام فقط من قرار حكومة طالبان منع الأفغانيات من الالتحاق بالجامعات العامّة والخاصّة إلى أجل غير مسمى. وبرر وزير التعليم العالي ندا محمد نديم القرار بعدم التزام طالبات بالتوجيهات بشأن ارتداء الحجاب.

رغم وعودها بأن تتبنى سياسات أكثر مرونة، إلا أن طالبان عادت إلى التفسير الصارم للشريعة الذي اتسمت به فترتها الأولى في السلطة (1996-2001). ومنذ عودتها إلى السلطة في آب/أغسطس 2021، تزايدت الإجراءات الصارمة لا سيما بحقّ النساء اللائي يتمّ استبعادهن تدريجيًا من الحياة العامة.

المصادر الإضافية • وكالات

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

مقتل 5 أشخاص في تفجير انتحاري قرب وزارة الخارجية الأفغانية في كابول

وسط تصاعد انتقادات العالم للحركة.. وزير من طالبان يدافع عن إغلاق الجامعات أمام النساء

أمريكا على اتصال مع حلفائها حول منع طالبان الطالبات من ارتياد الجامعات