هل نجح المزارعون الأوروبيون في التكيف مع أسوأ آثار التغير المناخي على كوكب الأرض؟

هل نجح المزارعون الأوروبيون في التكيف مع أسوأ آثار التغير المناخي على كوكب الأرض؟
Copyright euronews
بقلم:  Jeremy Wilksيورونيوز
شارك هذا المقال
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

هل نجح المزارعون الأوروبيون في التكيف مع أسوأ آثار التغير المناخي على كوكب الأرض؟

اعلان

هل نجح المزارعون الأوروبيون في التكيف مع المشاكل الحقيقية التي يواجهها كوكب الأرض جراء التغير المناخي؟ وكيف يتعامل هؤلاء مع ارتفاع درجات حرارة إلى مخاطر زيادة الجفاف لفترات طويلة، إليكم الإجابة عن هذه الأسئلة في حلقة اليوم من "كليمايت ناو".

"نعمل اليوم بالطريقة عينها" يقول المزارع الفرنسي أوريليان مورييه. ويضيف في حديث إلى "يورونيوز" أنه "من المزعجِ أن نجد حيواناتنا غير قادرة على الشرب بشكلٍ طبيعي من الحقول"، في إشارة إلى الأسباب الرئيسية التي يعاني منها المزارعين اليوم من جفاف ونقص في المياه.

وبحسب البيانات الصادرة عن خدمة "كوبرنيكوس" الأوروبية لرصد الغلاف الجوي، إن "الشهر الحالي، أي شهر مايو/أيار كان الأكثر دفئا مقارنة بالمعدل العام لدرجات الحرارة ما بين ١٩٨١و٢٠١٠، مسجلا ارتفاع بنسبة 0.6 درجات مئويةٍ".

يورونيوز
يورونيوزيورونيوز

وإذا قمنا بالبحث والتدقيق في التفاصيل يمكنك أن تلاحظ أن هناك تقلبا شاسعا.

برنامج "كوبرنيكوس"
البيانات الصادرة عن برنامج "كوبرنيكوس" لتغير المناخبرنامج "كوبرنيكوس"

الدول الاسكندنافية أكثر برودة

وتظهر البيانات الصادرة عن برنامج "كوبرنيكوس" أن درجات الحرارة كانت أبرد من متوسط درجات الحرارةِ في الدولِ الاسكندنافية وصولاً إلى البحرِالأسود، بسببِ التدفق المستمرِ للهواء الباردِ من الشمالِ الغربي، وتظهر هذه المنطقة باللون الأزرق.

وأشارت إلى أن "إحدى الاتجاهات الكبيرةِ الأخرى خلال الأشهر القليلة الماضية كانت ارتفاع درجات الحرارة في سيبيريا"، هذا وتجد أن درجات الحرارة هناكَ كانت أكثر بعشرة درجات في الشهرِ الماضي.

وأيضا في أستراليا، وفي أجزاء من البرازيل وكندا كان الجو خلال هذا الشهر(اي الشهر الماضي) أكثر برودة من المتوسط. وأي مساحة تظهر باللونِ الأحمر والوردي على الخريطة كانت أكثرَ دفئا من المتوسط.

برنامج "كوبرنيكوس"
البيانات الصادرة عن برنامج "كوبرنيكوس" لتغير المناخبرنامج "كوبرنيكوس"

أجزاء كبيرة من أوروبا أكثر جفافا

بينما خلصت الدراسات والأبحاث إلى أن أجزاء كبيرة من أوروبا كانت أكثر جفافا من المتوسط خلال هذا الربيع.

وتعكس الخريطتان الواردتان في هذا التقرير، رطوبة التربة وشذوذ هطول الأمطار.

هذا ويظهر الشريط الأحمر الكبير، أن الطبقة العليا من التربة هي أكثر جفافا من المتوسط، ومستوى هطول الأمطارِ أقل من المتوسط أيضًا.

المزارعين وتحديات تغير المناخ

ويبقى السؤال، هل نجح المزارعون الأوروبيون في التأقلم ومواجهة هذهِ العوامل، أم أن هذه التغيرات حلت بسرعة كبيرة؟

لمعرفة المزيد قمنا بزيارة مزرعة "أميلي" وصاحيها أوريليان مورييه في منطقة "أرديش" الفرنسية.

عمل مورييه، في هذه الأرض التي تبلغ مساحتها ثمانون هكتارا لمدة خمسة عشر عاما، وعائلته موجودة في هذا المكان منذ العام 1880.

يؤكد المزارع الفرنسي شعوره بالقلق جراء هذه التغيرات.

ويقول مورييه "كانت حالات الجفاف المتعاقبة هي التغيير الأكبر الحاصل في العقود الأخيرة. لقد عانينا من ثلاث حالات جفاف شديدة في السنوات الثلاث الأخيرة. وعانينا من الجفاف هذا الربيع، مما يعني انخفاضا كبيرا في إنتاج الأعلاف.

الأمر عينه.. بالنسبة للمياه

اعتادت مزرعة أوريليان على انتاج ما يكفي من الأعلاف لتحقيق اكتفاء ذاتي، إلا أنها اليوم تعاني من عبءٍ إضافي يجبرها على شراء هذه الأعلاف ابتداءا من أواخر الربيع.

بالنسبة إلى المياه، إنه الأمر عينه.

يشير مورييه إلى وجود نبع إضافة إلى جدول للمياه في المزرعة. إلا أن "هذا الجدول لم يعد يتدفق والنبع أيضا قد جف، لذا نحن نعمل على تزويدِ الأبقار بالمياه من خلال هذا الخزان"، بحسب تعبيره.

اعلان

إن ندرة المياه، وارتفاع درجات الحرارة، وزيادة الشكوك، من المشاكل التي يواجهها المزارعون اليوم. إلا أنهم مجبرون في الوقت عينه، على الاستمرارِ في إنتاج الغذاء والاستجابة للضغوطِ لخفض انبعاثات غازات الاحتباسِ الحراري.

تحاول العديد من القطاعات الزراعية التكيف مع المخاطر، إلا أنه خيار، قد يكون غير كاف، وفقًا لـ باتريك برتوزي رئيس شركة "أغرو _كليم".

بشكل عام، إذا نظرنا إلى التغيرات التي حلت بالممارسات الحالية، نجد تعديلات تكتيكية، أي أننا نحاول تعديل ممارساتنا، دون تغيير النظم الزراعية.
باتريك برتوزي

"إن هذه التغيرات غير كافية، ولا بد من إجراء إصلاح جذري"، يضيف بيرتوزي.

وقال بيرتوزي: "وفقا للتطور في التغير المناخي، وخاصة إن بقينا على السيناريو المعتاد في العمل مما يعني عدم القيام بأي شيء للحد من الانبعاثات، سيكون لدينا في نهاية المطاف، بين 2070 و2100 تغيير كامل للنظام الزراعي، وصولاً إلى الأرياف".

وبالعودةِ إلى المزرعة، يحاول مورييه القيام بكل ما بوسعه. وقد أقدم على تقليل أعداد الابقار في مزرعته لحاجتهم للكثير من المياه، إضافة إلى زراعة كروم من العنب لتنويع الإنتاج، وبالتالي قد تسمح له هذه الإجراءات بمقاومة مشاكل الجفاف.

اعلان
"علينا أن نتكيف مع التغيرات الضخمة. ندرك كل يوم، أن الفصول لم تعد كما هي، نراقب هطول الأمطار والحرارة، إنها تختلف للغاية لذا نحن مجبرون على تبديل ممارساتنا بشكل أساسي".
المزارع الفرنسي أوريليان مورييه
شارك هذا المقال

مواضيع إضافية

اتفاق بين دول الاتحاد الأوروبي الـ27 على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 55٪ بحلول 2030

البرتغال: طريقة التعامل مع زيادة خطر حرائق الغابات