كيف ولماذا يتغير مناخنا اليوم؟

اعلان

تناول برنامج "CLIMATE NOW" في آخر حلقاته آراء الخبراء في قمة المناخ COP27 التي تعقد في منتجع شرم الشيخ في مصر. حيث قدموا شرحًا تفصيليًا عن أسباب تغير المناخ على كوب الأرض. كذلك استعرض أحدث البيانات من خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ، التي أظهرت درجات حرارة أعلى بدرجتين تقريبًا عن المتوسط.

في الصورة التي وفرتها الخدمة يبدو طقس شهر تشرين الثاني/ أكتوبر في فرنسا وسويسرا والنمسا وأجزاء من ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، دافئًا بشكل استثنائي. ويعتبر الأكثر دفئًا منذ عام 1991.

أوربا الأكثر تأثرًا!

هذه الأرقام تظهر أن درجة الحرارة في أوربا ترتفع بشكل متسارع، والأسباب عديدة كما يقول الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس الذي تحدث لبرنامج "CLIMATE NOW"، حيث قال: "لقد شهدنا حدوث أكثر من ضعف الاحترار في أوروبا مقارنة ببقية العالم. وهذا بسبب الاحترار في القطب الشمالي، والذي له تأثير كبير في الجزء الشمالي من أوروبا. وبعد ذلك، عالميًا، ثاني أكثر منطقة تتأثر هي منطقة البحر الأبيض المتوسط ".

وأضاف "في القطب الشمالي، يساهم ذوبان الجليد في هذا الاحترار. وفي منطقة البحر الأبيض المتوسط، يصبح الجو أكثر جفافًا، لذلك لا يوجد تبخر كافٍ لتخفيف هذا الاحترار الذي يحدث عادةً."

المحيطات درع الكوكب

بحسب الخبراء فأن الاحترار الذي نشهده على اليابسة سيكون أسرع لولا المحيطات، فهي تمتص ما يصل إلى 90% من الحرارة الزائدة في الغلاف الجوي المحاصر بغازات الاحتباس الحراري.

وفي إجابته عن سؤال ليورونيوز عن الآثار التي يمكن أن تنتج بسبب تعرض البحر الأبيض المتوسط إلى موجات حر متكررة، قال عالم المحيطات جان بيير جاتوزو:

"التأثير الرئيسي لموجات الحرارة البحرية هو النفوق الهائل للافقاريات والنباتات والرخويات والإسفنج والشعاب المرجانية. بين السطح وعمق 50 مترًا هناك العديد من اللافقاريات والنباتات التي تتأثر سلبًا وتموت".

جاتوزو أكد أيضا "أن المفاوضات الجارية في قمة COP27 في غاية الأهمية. وتظهر السيناريوهات التي توقعتها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أنه إذا تم تنفيذ اتفاقية باريس بشكل سريع وكامل، فيمكننا تثبيت درجات الحرارة وتحمض المحيطات. وهذا لا يعني أننا سنعود للوضع كما كان من قبل. يعني اننا نستطيع وقف الاحتباس الحراري ووقف زيادة الحموضة ".

يعرف المجتمعون في القمة أن الفرصة قاربت على نهايتها بما يتعلق بأهداف اتفاقية باريس والحد من الاحتباس الحراري إلى أقل من درجتين مئويتين، وفي سياق زيادة تركيزات غازات الاحتباس الحراريتقول خبيرة الانبعاثات كلير فايسون "لسوء الحظ، لا تزال تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي ترتفع. صدر تقدير حديث يقول إن تركيز ثاني أوكسيد الكاربون يبلغ 416 جزءًا في المليون. وهذا أعلى مما كان عليه العام الماضي، وهذا أعلى مما كان عليه في تاريخ الحضارة البشرية. هذا اتجاه مقلق للغاية، لأنه مع استمرار ارتفاع انبعاثات الكربون، ستستمر آثار تغير المناخ في التفاقم ".

الأمر بيد البشر

فايسون تؤكد أن تغيير هذه المعطيات يعتمد على القرارات التي تتخذ، والخطوات التي ستطبق خلال السنوات العشر القادمة. حيث تقول: " إذا خفضنا الانبعاثات إلى الصفر، فعندئذ نعم، سنشهد استقرارًا في تلك التركيزات وسنرى ارتفاعًا في درجة الحرارة يبدأ إلى الهضبة وتأثيرات تغير المناخ تتوقف لتزداد سوءًا ".

وتضيف "تشير التقييمات الأخيرة إلى أننا في الواقع سنتجه نحو 2.4 إلى 2.8 درجة من الاحترار. لذا في الحقيقة هذا ليس المكان الذي نريد أن نكون فيه."

حتى مع الانخفاض السريع في الانبعاثات في العقود القليلة القادمة، ستستمر بعض تأثيرات تغير المناخ لقرون قادمة. وتشمل هذه ارتفاع مستوى سطح البحر وذوبان الغلاف الجليدي.