صحة التربة أساسية لمستقبل الكوكب، فبدون أرض خصبة لن يكون هناك ما يكفي من الغذاء، وبالتالي يتحتم علينا تعزيز الاعتناء بمواردنا.
تدير مجموعة OCP أكبر احتياطي للفوسفاط في العالم، وهو المورد الأساسي لإنتاج الأسمدة. وبصفتها شركة مسؤولة، تطمح المجموعة إلى ضمان أقصى قدر من الكفاءة لعملياتها وتقليل التأثير البيئي الحالي والمستقبلي.
اعلانوفي هذا السياق، تنفذ المجموعة عملية تدريجية لإعادة تأهيل المناجم السابقة والأراضي الهامشية عبر مجموعة متنوعة من مشاريع الاستدامة، مثل زراعة مئات الأشجار في مواقعها المختلفة.
وقد تبنّت المجموعة منذ عام 2013 نهجًا جديدًا لإعادة تأهيل مناجمها من خلال استعادة النظم البيئية الأصلية والمناظر الطبيعية وإثرائها.
الحياة بعد المناجم: إعادة تأهيل التربة وإنشاء مزارع نموذجية
تبدأ إعادة تأهيل التربة بمجرد الشروع في عمليات الاستخراج المنجمي . قبل إجراء أي أعمال حفر، تُزال التربة السطحية الخصبة ثم تُخزن لاستخدامها لاحقًا في تطوير أرض جديدة، غالبًا ما تكون مجاورة للمناجم التي تتواصل فيها الأنشطة.
ثم تُجرى الأبحاث لتحديد المحاصيل الأكثر ملاءمة لخصائص المنطقة، حيث يجب أن تكون مقاومة للجفاف ومتكيفة مع ظروف التربة. يتم إغناء الأرض بالتربة السطحية، السماد والكائنات الدقيقة، ويتم وضع أنظمة للري لترشيد مياه الأمطار..
تضيف الأشجار والمحاصيل، لا سيما الحبوب والنباتات العطرية، قيمةً إلى الأراضي التي كانت قاحلة، كما تجلب فوائد اجتماعية واقتصادية للمزارعين المحليين.
اعلانفي موقع الكنتور، خصصت المجموعة 1200 هكتار من الأراضي المنجمية السابقة لإعادة التأهيل والتشجير، ومنذ عام 2015، تم غرس حوالي 42,000 شجرة ومحصول من مختلف الأنواع في هذه الأراضي. تم اختيار غالبية هذه النباتات لتناسب الظروف المناخية المحددة في المنطقة، مثل الكينوا، وإكليل الجبل، وتوت الغوجي، مع إضافة أصناف تجريبية لأغراض البحث.
تهدف هذه المبادرة التي تم تنفيذها في موقعي الكنتور وخريبكة إلى إعادة تأهيل 1000 هكتار في السنة، أي ما يعادل ضعف مساحة الأراضي المستغلة لاستخراج الفوسفات بحلول نهاية عام 2020، زرعت مجموعة OCP 4.5 مليون شجرة على مساحة 4500 هكتار في الأراضي المنجمية القديمة، مع مئات الآلاف من أشجار الزيتون والأرغان المزدهرة الآن على الأراضي التي تم توقف استغلالها .
في نهاية المطاف، تأمل مجموعة OCP إعادة تأهيل أكثر من 17,000 هكتار من الأراضي في مواقع خريبكة، وبن جرير، واليوسفية وحدها، وزراعة محاصيل الحبوب وأشجار الفاكهة والغابات، جنبًا إلى جنب مع الخضراوات والنباتات لإنتاج الوقود الحيوي.
بالإضافة إلى الأرض التي كانت تستخدم في السابق لاستخراج الفوسفات، تعمل المجموعة على تحويل مساحات شاسعة من الأراضي الهامشية - الأراضي التي يُعتقد أنها ذات تربة منخفضة الجودة تجعلها غير صالحة للزراعة. وقد يشمل ذلك الأراضي التي سبق زراعتها بشكل مكثف والأراضي المجاورة للمناطق، حيث يؤدي التبخر الشديد إلى درجة عالية من الملوحة وتلوث الأراضي.
تتمثل المهمة الموازية في مواجهة تحدي الملوحة. وهكذا، نشأت المجموعة المعهد الأفريقي لبحوث الزراعة المستدامة (ASARI) لضمان سبل العيش والأمن الغذائي في الجهات الجنوبية للمملكة حيث يمثل ذلك مشكلة. يستخدم المشروع أبحاث التكنولوجيا الحيوية لإيجاد حلول للزراعة والإنتاج الحيواني.
الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون: مشاريع زراعة الكربون
ومن المتوقع أيضًا أن تؤدي إعادة التأهيل الناتجة إلى تحسين البصمة الكربونية للمجموعة بشكل كبير. يعتبر التشجير في هذه المواقع القاحلة ومناطق التعدين السابقة أداة مهمة في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مع ضمان الدخل للمجتمعات المحلية المجاورة لمواقع مجموعة .OCP
في عام 2018، أطلقت مجموعة OCP مشروع "زراعة الكربون" بالتعاون مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية(UM6P) وشركة الطاقة الإسكندنافية St1. من خلال إنشاء أحواض الكربون في الأراضي المنجمية السابقة والمناطق القاحلة الأخرى، يهدف المشروع إلى التخفيف من آثار تغير المناخ.
لا يزال المشروع في مرحلته التجريبية، وقد تضمَّن تحديد أنواع النباتات التي تنمو بشرعة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة باستخدام تقنيات الري ومعالجات التربة المختلفة.
نهج "النظام الشامل" لدعم التعاونيات المحلية
لا تقتصر التزامات مجموعة OCP بشأن أهداف التنمية المستدامة على حماية البيئة، بل تهدف المشاريع التي تنفذها المجموعة كذلك إلى خلق فرص اقتصادية واجتماعية تستفيد منها أولا المجتمعات المحلية.
ويهدف نهج "النظام الشامل" لمجموعة OCP إلى دعم وتأطير إنشاء المشاريع الزراعية التي توفر فرص التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة ومجتمعاتها.
اعلانتهدف هذه المشاريع إلى وضع الأراضي المنجمية التي أعيد تأهيلها رهن إشارة التعاونيات الفلاحية ودعمها ودعمهم على طول سلسلة القيمة بأكملها للحصول على منتجات معتمدة ذات جودة عالية يمكن إدخالها بسهولة في السوق من خلال استخدام أفضل الممارسات الزراعية البيئية.
