ذوبان الأنهار الجليدية مؤشرٌ بارز لمخاطر الاحتباس الحراري.. نهر سان رافائيل التشيلي مثالاً

منظر لجزء من نهر سان رافائيل الجليدي في منطقة آيسن، جنوب تشيلي، 13 فبراير 2022.
منظر لجزء من نهر سان رافائيل الجليدي في منطقة آيسن، جنوب تشيلي، 13 فبراير 2022. Copyright AFP
Copyright AFP
بقلم:  Hassan Refaeiيورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

يعدّ نهر سان رافائيل الجليدي واحداً من بين 39 نهراً تتمدد عروقها المتجمدة ضمن المضمار الشمالي لمنطقة باتاغونيا الجليدية، وهذا المضمار الذي تبلغ مساحته 3500 ألف كيلومتر مربع، يشكّل مع نظيره الجنوبي البالغ مساحته 11 ألف كيلومتر مربع، منطقة آيسن في تشيلي والتي تعتبر أكبر مسطّح جليدي في العالم.

اعلان

اتساع التصدّعات في نهر سان رافائيل الجليدي في أقصى جنوب تشيلي، وتحطمُ كتلٍ جليدية ضخمة في البحيرة التي تحمل الإسم ذاته، يعدُّ جرس إنذار جديد يُقرعه الاحتباس الحراري الذي يشهده كوكب الأرض.

ففي بحيرة سان رافائيل، يطفو حالياً على صفيح الماء نحو مائة كتلة جليدية ضخمة شكّلها النهر الذي كان قبل مائة وخمسين عاماً يتمدد متجمداً على ثلثي المسطّح المائي الذي بدوره فقد في الآونة الأخيرة  مساحات شاسعة من غطائه الجليدي.

منطقة آيسن

ويعدّ نهر سان رافائيل الجليدي واحداً من بين 39 نهراً تتمدد عروقها المتجمدة ضمن المضمار الشمالي لمنطقة باتاغونيا الجليدية، وهذا المضمار الذي تبلغ مساحته 3500 ألف كيلومتر مربع، يشكّل مع نظيره الجنوبي البالغ مساحته 11 ألف كيلومتر مربع، منطقة آيسن في تشيلي والتي تعتبر أكبر مسطّح جليدي في العالم.

ووفقاً لصور الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، فإن نهر سان رافائيل، الذي يعدّ أحد أكثر الأنهار الجليدية نشاطاً في العالم والأسرع حركة في منطقة باتاغونيا، بات "يتدفق" بسرعة تبلغ نحو 7.6 كيلومتر في السنة، وبات غطاؤه الجليدي "ينحسر بشكل كبير تحت تأثير الاحتباس الحراري".

والأنهار الجليدية، هي عروقٌ متجمدة ضخمة تتحرك ببطء، ويعود تاريخ تشكّلها  إلى مئات وربما آلاف السنين، ويقول الرئيس الإقليمي لعلوم الجليد في مديرية مصلحة المياه في تشيلي، خورخي أوكينغتونز: إن ذوبان الأنهار الجليدية الموسمية ظاهرة طبيعية تسارعت وتائرها "بدرجة كبيرة" مع الاحتباس الحراري.

"مؤشر بارز"

وتشهد الأنهار الجليدية في منطقة باتاغونيا النائية في جنوب تشيلي تراجعاً يكاد يكون الأسرع من أي مكان آخر في العالم، ويقول الباحث في العلوم الجليدية لدى الدوائر الحكومية في تلك المنطقة، أليكسيس سيغوفيا "تعدُّ الأنهار الجليدية مؤشراً بارزاً للتغير المناخي".

ويشير العالم سيغوفيا إلى أن جميع الأنهار الجليدية في تشيلي والبالغ عددها 26 ألف نهر، باستثناء نهرين اثنين، يتقلّص كتلها الجليدية بسبب ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن انعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

حلقة مفرغة

ومن المعلوم أن المسطحات المائية المتجمدة تعكس الحرارة الزائدة التي تحملها أشعة الشمس وترسلها من جديد إلى الفضاء، وفي حال انحسار تلك المسطحات فإن درجات الحرارة سترتفع أكثر، هذا فضلاً عن أن ذوبان الأنهار الجليدية من شأنه زيادة ارتفاع مستوى سطح البحر ما يؤدي إلى تآكل السواحل وتغوّل العواصف.

وفقًا للصندوق العالمي للطبيعة، فإن أكثر من ثلث الأنهار الجليدية المتبقية في العالم ستذوب قبل حلول العام 2100 حتى لو تمكنت البشرية من الحد من الانبعاثات الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري.

ويجدر بالذكر أن الأمم المتحدة قدمت مؤخراً تقريراً يساهم  في تقويم آثار التغير المناخي والبيئي والمجتمعي على الموارد المائية في العالم، وجاء في التقرير أن الغلاف الجليدي كالأنهار الجليدية والغطاء الثلجي والصفيحة الجليدية والتربة الصقيعية حيثما وُجدت، تعدّ أكبر خزان طبيعي للمياه العذبة في العالم. ويُعد مصدر الأنهار وإمدادات المياه العذبة لما يُقدر بنحو 1.9 مليار شخص.

ويرى التقرير الذي نشرته المنظمة الأممية أواخر شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي أن التغييرات في موارد مياه الغلاف الجليدي  ستؤثر على الأمن الغذائي وصحة الإنسان وسلامة النظم البيئية والحفاظ عليها، مما يؤدي إلى آثار كبيرة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيراً إلى ذوبان الأنهر الجليدية على مستوى العالم تزايد في عام 2021.

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: سبّاحة من تشيلي تجتاز أكثر من كيلومترين في مياه القطب الجنوبي وتسجل سابقة

شاهد | الحرائق تلتهم غابات تشيلي وارتفاع عدد القتلى إلى 24 وأكثر من 1100 جريح

استقرار أسعار الذهب وسط ترقب قرار البنك المركزي الأمريكي بشأن الفائدة