أوروبا في مواجهة تهديد الزحف التكنولوجي للخصوصية

أوروبا في مواجهة تهديد الزحف التكنولوجي للخصوصية
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

تثير مسألة حماية البيانات الشخصية مع زحف التطور التكنولوجي الكثير من المخاوف،بشأن استخدام شركات عملاقة مثل جوجل و فيسبوك و تويتر و غيرها ،لوسائل استخباراتية متنوعة بهدف تعقب مستخدمي الانترنت أينما وجدوا من خلال الشبكات اللاسلكية.

وتحت ستار، تحسين الخدمات التي توفرها للمستخدمين، تلجأ بعض الشركات ولأغراض تجارية بحتة، إلى تقنيات خفية لتحديد مواقع مستخدمي أجهزة الكومبيوتر والهواتف المحمولة لتأمين خدمات دعائية لمؤسسات معينة بالقرب من أولئك المستخدمين.

أين تذهب المعلومات التي يحتفظ بها موقع فيسبوك على سبيل المثال ؟ سؤال حاول ماكس طالب نمساوي الإجابة عنه من خلال دراسة خاصة قام بها.

ماكس و بعد إلحاح شديد على موقع فيسبوك،تلقى من موقع التواصل الإجتماعي الشهير، اكثر من الف و مائتي صفحة من البيانات الخاصة المتعلقة به،جلها عبارة عن رسائل و معلومات كان قد حذفها منذ مدة طويلة.

ماكس تقدم باثنتين و عشرين شكوى أمام مفوضية حماية البيانات و مقرها دوبلين،حيث يوجد المقر الأوروبي لفيسبوك.

مفوض حماية البيانات في إيرلندا،أخبر موقع فيسبوك بأن عليه أن يذهب أكثر في تحذير المستخدمين حول الكيفية التي تعالج بها الشبكة الاجتماعية وتطبيقات الأطراف الأخرى المعلومات الشخصية، وذلك إثر مراجعة واسعة النطاق لممارسات الخصوصية التي يتبعها.

و بفعل تزايد الشكاوى،بات فيسبوك أكبر شبكة اجتماعية في العالمنمطالبا بأن يدخل مزيداً من التحسينات على سياسته المتعلقة بالخصوصية، وأن يحذف بعض البيانات بسرعة أكبر، وأن يقدم تحذيراً بارزاً لمستخدميه الأوروبيين بأنه يستخدم تقنية التعرف على الوجوه التي تقوم تلقائياً بربطهم بالصور.

واشتملت عملية الفحص التي قامت بها مفوضية حماية البيانات الإيرلندية على مدى ثلاثة أشهر، على استعراض لعمليات الموقع، وممارسات الخصوصية، وأجزاء من رمز البرمجية الذي يشكل جزءاً أساسياً من فيسبوك. و بموجب قوانين أوروبية جديدة لن يكون بإمكان شبكات التواصل الاجتماعي الحصول على البيانات الشخصية للمستخدمين،حيث سيكون بإمكان المستخدمين طلب حذف بياناتهم الشخصية التي يرون أنها قد تسبب حرجاً لهم، وستكون شبكات التواصل الاجتماعي ملزمة بحذف هذه البيانات.

< ### أهم مقترحات إصلاح الخصوصية :

  • – وصول المستخدمين بشكل أسهل لبياناتهم الخاصة
  • – تسهيل تقل البيانات من مزود خدمة إلى آخر
  • – الحق في النسيان لضمان حذف البيانات نهائيا
  • – تحقيق شرط الخصوصية الإفتراضية
  • – وضع مجموعة من القواعد في بلدان الإتحاد الأوروبي و تشديد العقوبات على المخالفات

و في الوقت الذي بلغ فيه تعداد سكان الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي 500 مليون نسمة،فإن استطلاعات الرأي كشفت أن اكثر من 72% من إجمالي السكان لديهم قلق بسبب البيانات والمعلومات الشخصية،لذلك يسعى الإتحاد الأوروبي لفرض ضوابط خصوصية أكثر صرامة، تمنح مستخدمي شبكة الانترنت مزيدا من السيطرة.

و واجهت شركة جوجل الأمريكية دعاوى قضائية، لفشلها فى إخفاء وجوه الأشخاص ولوحات أرقام السيارات وصوراً خاصة على صور خاصية عرض الشوارع المنبثقة عن خدمتي خرائط جوجل وجوجل إيرث.

وأصبحت الخاصية منذ انطلاقها بمثابة الكاميرا الخفية التي تزعج الجميع في الشوارع و الأزقة،و في بريطانيا سحبت جوجل عشرات الصور من صفحة دليل الشوارع الجديدة الخاص ببريطانيا بعد أن تلقت عددا من الشكاوي، خاصة أن هذه الصور تظهر أشكالاً واضحة لمنازل و ملامح الأشخاص بشكل قريب جدا.

و تتزامن المساعي الأوروبية مع تزايد القلق بشأن الخصوصية على الانترنت بسبب جمع شركات ومواقع مثل جوجل وفيسبوك ومايكروسوفت وياهو و غيرها، لمزيد من المعلومات عن عادات مستخدميها أثناء تصفح الانترنت ليتسنى لها استغلال تلك المعلومات في جذب المعلنين.

في المقابل بدأت أوروبا حملة تحقيقات معمقة للتأكد في ما اذا كانت تطبيقات الهواتف الذكية تخترق خصوصية المستخدمين.

و تواصلت تداعيات أنباء حول وجود تطبيق خفي يمكن من خلاله تتبع نشاط مستخدمي الهواتف الذكية، وسط قلق عدد من المدونين وأصحاب الهواتف حول مسائل الخصوصية.

و كشف تقرير اعد من قبل باحثين أمنيين ان نظام تشغيل الهواتف الذكية يجمع على نحو سرّي بيانات موقع المشتركين في ملف مخفيّ وهو ما تعتبره أوروبا انتهاكا كبيرا للخصوصية.

و في انتظار حسم المعركة بشأن الخصوصية على مستوى التشريع،يواصل الطالب ماكس نضاله،ضد ما يصفه بالإنتهاك الخطير للخصوصية و الخروج عن أهداف الخدمة.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

مشاركتي في الإنتخابات

هل تحولت البيانات الشخصية على الانترنيت الى اداة للسيطرة ؟

متعة التسوق تكتمل بمعرفة حقوقنا كمستهلكين