فيات : ثمن البقاء على قيد الحياة؟

فيات : ثمن البقاء على قيد الحياة؟
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

الإنتاجية والتنافسية، كلمتان تتكران في فيات لصناعة السيارات خلال هذه الأزمة الإقتصادية.
انها تحاول التغلب عليها من خلال تدويلها والإندماج مع الشركة الأمريكية كرايسلر .
في جنوب ايطاليا، في ملفي، يقولون انه ثمن البقاء على قيد الحياة. الثمن الذي سيدفع لتجميع الآلات المستخدمة في خطين لإنتاج نماذج جديدة.
القلق يتزايد بين السكان المحليين ونقابة عمال المعادن تقول انه حتى لو لم تُغلق الشركة، الكثير من الأشخاص سيفقدون وظائفهم.
اما سكان مدينة ملفي فانهم يفضلون الاعتقاد بأن المنطقة ستكون مركزا للابتكار الصناعي الإيطالي. التقينا باثنين من عمال شركة فيات . انهما متفائلان نسبياً.

ألدو كابريليلا ، عامل في شركة فيات يقول: “سنعمل على انتاج نموذجين. الآن اننا نعمل على خط واحد للإنتاج . نأمل أن تكون هناك الكثير من فرص العمل للجميع لأن هذه المنطقة تعتمد اقتصادياً على فيات والأنشطة التابعة لها. لإن فيات قررت الإندماج مع كرايسلر، نأمل بالحصول على بعض الإمتيازات. لغاية الآن ، الأميركيون هم الذين حصلوا على معظمها . في ميلفي سنعمل على نماذج جديدة من سيارات الجيب . انه أمر ايجابي، أليس كذلك؟ “

بدلاً من استخدام مفردة التدويل، هل من الأفضل استخدام الإنتقال؟ وهل سيؤدي هذا إلى الاستعانة بمصادر خارجية؟

ألدو كابريليلا: “ليس من الجيد اغلاق المصنع في ملفي والإنتقال إلى الصين بيد ان انتاج السيارات هنا في ملفي وفي الصين شيء رائع “.

سألناه إن كان يشعر بالقلق من احتمال أن تترك فيات ايطاليا؟” فقال: “أعتقد أن هذا لن يحدث. لأن جذورها في إيطاليا، ولأن فيات منتوج ايطالي.”

ألدو يحصل على ​​1700 يورو في الشهر. بعض العمال يقولون إنهم مستعدون لقبول بعض الإصلاحات في سوق العمل من أجل الحفاظ على وظائفهم.

بياجيو اموروزو، عامل في شركة فيات يقول:” بامكاننا أن نوافق حتى على تغيير بعض القواعد التي تم وضعها منذ سنوات عدة، إن تطلب الأمر، سنعمل يوم السبت ايضاً، يجب أن نعمل يوم السبت. يجب ان نكون قادرين على المنافسة الدولية.”

استراجية فيات تقلق منظمة العمل لأن مستقبل ملفي سيكون غامضاً.

ايمانويل دي نيكولا، الأمين الإقليمي لنقابة فيوم يقول: “نخشى من ان يقلص المصنع الذي ينتج اربعمئة الف سيارة سنوياً عدد عامليه البالغ خمسة الآف وخمسمئة شخص بشكل كبير بسبب خطوط إنتاج جديدة. فالإتفاق بشأن ايقاف النشاط لا يذكر امكانية استعادة العمال لوظائفهم بعد فترة التوقف التي ستكون لمدة عامين. “

مستويات الإنتاجية في إيطاليا واحدة من بين الأقل في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية . انه دليل على الفشل بالنسبة الى الحكومة على مدى عشرين عاماً ودليل على عدم الوفقا بين القطاع الصناعي والنقابات.

فاليريو كاسترونوفو ، مؤرخ اقتصادي: “نحن الإقتصاديون ، اعتقدنا بسهولة فرض صناعة الدول الأكثر تقدماً على المستوى الدولي. إيطاليا كانت من بين هذه الدول. في ذلك الوقت كانت البلد السادس أو السابع الأكثر تصنيعا في العالم. كنا نعتقد أن الدول الناشئة ستواصل انتاج السلع المنخفضة الجودة ، وبانها غير قادرة على الوصول إلى متوسط التقنيات القياسية في أوروبا وفي إيطاليا. التفكير على المدى القصير كان خطأ كبيراً.”
ايمانويل دي نيكولا يضيف قائلاً: “دون مشروع شامل حول مستقبل صناعة السيارات، البلدان ذات الاقتصادات الناشئة هي التي ستستفيد من الاستعانة بمصادر خارجية لخطوط الإنتاج التي يتم نقلها من إيطاليا.
في صربيا، على سبيل المثال، إنهم ينتجون النموذج الذي كان من الممكن انتاجه في إيطاليا. “

مجموعة فيات استثمرت في مدينة كراغويفاتش في صربيا. تم بناء محطة جديدة ومبتكرة في المصنع اليوغسلافي السابق زاستافا الذي تم افتتاحه في العام 2008
انه ينتج الآن نموذجه الجديد فيات 500 للسوق العالمية، وايضا نموذج المقاعد السبعة المخصص للأسواق الإمريكية. التقينا باثنين من العمال الصرب، الأب وابنه.

غوران استواجيك، عامل في شركة فيات، الأب، يقول: “ حين بدأت العمل في زاستافا، الأمر كان صعبا. الجو بارد والعمل شاق. حين جاءت فيات تغير كل شيء، المرافق والقاعات المخصصة للإنتاج اصبحت اكثر اضاءة ودفئاً. العمل اصبح أكثر راحة بعد التجديد.. “

الكسندر استواجيك، عامل في شركة فيات (الابن)، يقول: “إنها وظيفة آمنة تتيح لنا التخطيط للمستقبل، بمجرد تخرجي من المدرسة الثانوية، بعد شهرين أو ثلاثة أشهر بدأت العمل في فيات . أعمل فيها منذ ذلك الحين.”

في كراغويفاتش ، فيات وظفت 1500 عامل، يحصلون على حوالي اربعمئة يورو في الشهر، وهو اكثر بقليل من متوسط ​​الراتب الصربي.
في مصنع زاستافا القديم كان هناك خمسة وعشرون ألف عامل . لكن قبل ادخال الروبوتات .

منذ نهاية الحرب الدامية، إنتاجية العمال في صربيا كانت سيئة للغاية. لكن وفقا لإدارة فيات هناك الكثير من الأسباب التي تجذب الإستثمارات إلى صربيا.

دييغو فيليني، مدير فيات في كراغويفاتش: “العلاقات الصناعية في إيطاليا هي الأكثر تقدما. في صربيا، حين يتعلق الأمر بعقود العمل والضمانات وحقوق العمال، هناك مرحلة مختلفة. مع ذلك هذا لا يعني أنه من السهل على أي شركة أن تكون هنا وأن لا تمنح للعمال حقوقهم. هنا توجد حقيقة واقعة مختلفة، سياق مختلف. لذلك، من الممكن القيام بأشياء مختلفة “.

اما عن إن كان العمل هنا في ملفي اسهل من بوميليانو ، دييغو فيليني ، مدير فيات في كراغويفاتش يقول: “ لست خبيراً كبيراً في قانون العمل الإيطالي، السياقات مختلفة. على أي حال وجودنا هنا لا يعتمد على اليدي العاملة فقط. هناك أشياء أخرى تعتمد على تقييم أوسع بشأن استثماراتنا. المهم هو إمكانية الوصول إلى جميع الأسواق، موقع المصنع هنا لكن لدينا تجربة تعاون سابقة مع صربيا ومجموعة من المزايا التي تقدمها الحكومة الصربية”.

فيات ليست المصنع الوحيدة لصناعة السيارات التي ستغادر. يبدو ان اغراءات انخفاض اجور اليدي العاملة عامل مهم من الصعب مقاومته.
أينبغي تعديل قانون العمل في ايطاليا وامكانية تحسين قطاع يعاني من صعوبات كبيرة في أوربا؟
السياسون هم الذين سيقررون فالإنتخابات الإيطالية قريبة. حتى وان كانت بعيدة عن هذه الإسرة ، مستقبلهم الوظيفي يعتمد على اصوات الزملاء الإيطاليين الذين بعملون معهم. هذا هو تدويل الاقتصاد أيضا.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

العمال غير المرئيين: ظروف قاسية واستغلال واعتداءات وعقوبات

شاهد: أبشع كنيسة في مدينة بورسغرون جنوب النرويج

بولندا لن تتخلص بسهولة من الفحم رغم التلوث الذي يقضي على 50 ألف شخص سنوياً فيها