بعد فضيحة التجسس، هل ستتطور العلاقات الأمريكية-الأوربية لمواجهة روسيا؟

بعد فضيحة التجسس، هل ستتطور العلاقات الأمريكية-الأوربية لمواجهة روسيا؟
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

مكافحة الإرهاب، هي الحجة التي تستخدمها الولايات المتحدة لتبرير اسباب توتر العلاقات مع الإتحاد الأوربي.
في نيويورك، البائع المتجول، دوان جاكسون طبق هذه السياسة وفقاً لطريقته الخاصة حين تمكن من رصد سيارة مشبوهة قبل أربع سنوات بالقرب منه.

دوان جاكسون يقول:
“ السيارة وصلت وتوقفت هنا . إقتربت منها، درت حولها. ما فاجأني هو أن المفتاتيح كانت بداخلها، وإستمرار المحرك بالدوران. الإشارات كانت مضاءة . لا
أحد بداخلها، ونوافذها كانت مطلية بطلاء أسود “ .

مع بائعين آخرين، دوان أبلغ الشرطة التي حضرت لإخلاء الساحة وتفكيك المتفجرات التي كانت في السيارة. بذلك تم إحباط ما كان يمكن أن يكون الأسوء منذ
هجمات الحادي عشر من سبتمر/ ايلول عام 2001. دوان جاكسون، يقول:
“كان هناك الكيروسين والبروبان و البنزين و الأسمدة بدرجة منخفضة ، قالوا كان يوجد حوالي ربع عصا من الديناميت وبعض المفرقعات النارية وجهازي توقيت
كاجهزة التوقيت التي تم استخدامها في انفجارات بوسطن . “

منذ أحداث الحادي عشر من ايلول / سبتمبر، محاربة الإرهاب هي حجر الزاوية لإستراتيجية وكالة الأمن القومي NSA . بيد أن الأمر يثير السخرية:
فعلى الرغم من إنفاق أكثر من 52 اثنين وخمسين مليار دولار سنويا على المراقبة خلال السنوات العشر الماضية، تم اللجوء الى الإساليب القديمة لمواجهة التهديدات
الإرهابية كالمعلومات الإستخباراتية التي يحصلون عليها من المواطنين المحليين ومن وكالة الامن القومي للمراقبة . الأمر مثير للجدل ولا بد من التطرق إليه هذه
الإيام خلال زيارة اوباما لإوربا . بعد ان كشف إدوارد سنودن عن التجسس والتنصت على مكالمات الزعماء الأوروبيين، الرئيس الإمريكي يواصل الدفاع عن ضرورة حماية الولايات المتحدة و
حلفائها من الإرهاب، على الرغم من وعوده بالقيام ببعض الإصلاحات.

توماس دريك، موظف سابق في ستاسي، هو ايضاً حاول أن يكشفَ عن تقنيات الوكالة كانتهاك للدستور الامريكي: وجهت إليه تهمة التجسس ومن
بعد أسقطت عنه التهم.التقى بسنودن في روسيا في الخريف الماضي، وقدم شهادته أيضا أمام البرلمان الأوروبي.

توماس دريك، يقول:
“ من الواضح أن هذه الممارسات تعد تهديدا لسلامة الدول والنظام الدولي والتنظيم العالمي. لا ينبغي مراقبة الكرة الأرضية باكملها. ضابط سابق في جهاز أمن الدولة
قال إنه كان ساذجاً لإعتقاده أن هذه المعلومات لن تستخدم لأغراض أخرى.عند إستخدام حجة الحفاظ على الإمن لجمعها والإطلاع عليها من بعد، هذا يؤدي إلى التجسس الاقتصادي الصناعي والتسوية السياسية والابتزاز. الإغراءات هائلة. لم أتخيل أن نموذج و قواعد اللعبة التي كانت تمارس في ستاسي ، ستستخدم كقاعدة لهذه المراقبة التي تطورت و تصاعدت منذ الحادي عشر من ايلول / سبتمبر .”

إدوارد لوكاس أدار مكتب موسكو للصحيفة البريطانية “The Economist” لمدة 14 عاما . إلتقينا به خلال إقامته في نيويورك للتحدث عن كتابه بخصوص سنودن . بالنسبة إليه، قضية التجسس هذه تعد أكبر كارثة استخباراتية في الغرب، يقول: “ لا أعتقد أن على أوباما أن يعتذر لحلفائه الغربيين.، بل على الحلفاء الغربيين الاعتذار عن الدخول في نفاق ساذج حول وسائل هم ايضا يلجأون إليها. الدول الكبرى تتجسس على بعضها. و المخابرات ، خمنوا، ماذا تفعل؟ انها تتجسس.. والرأي العام غاضب، وللسياسيين ردود فعل. هناك قدر هائل لما أسميه بالغضب الزائف . خطأ أوباما ، هو عدم دفاعه بقوة عن وكالة الأمن القومي وهي ايضا لم تدافع عن نفسها بقوة.” الدفاع عن وكالة الأمن القومي، هذا هو ما سيحاول القيام به الرئيس الامريكي في الأيام المقبلة خلال زيارته لإوربا. بيد أن فضيحة الكشف عن التجسس قد تسيطر
عليها قضية التدخل الروسي في جزيرة القُرم.
هذا الموضوع سيكون في واجهة محادثات قمة الأمن النووي في لاهاي والمحادثات حول التجارة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في بروكسل .

مستشارة الأمن القومي، جوليان سميث و مستشارة سابقة لنائب الرئيس جو بايدن، تأمل أن تؤدي زيارة أوباما الأوروبية إلى ردة فعل قوية ومنسجمة لتدخل بوتين في أوكرانيا:“هنا في واشنطن، لدينا إحباط لأن شركائنا في الجانب الآخر من المحيط الأطلسي لم يتمكنوا معاً من القيام بالمطلوب لأنهم يواصلون النقاش الذي لا نهاية له حول الخطوة المقبلة. هنا، ايضا لدينا ضعف وحالياً يوجد خلاف مع الكونغرس.
اذن، يمكن أن نلقي اللوم على كلا الجانبين . للولايات المتحدة و أوروبا علاقات ثنائية مختلفة جدا مع الروس . بالتأكيد، الاتحاد الأوروبي و كل دولة من الدول
الأعضاء، لها علاقات تجارية مع روسيا أعمق من الولايات المتحدة .. لذلك ، في الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، هناك تردد في استخدام العقوبات كإجراء
ضد الروس . هنا، في الولايات المتحدة، الضغط اكبر للجوء إلى هذا الإجراء.”.

وفقاً للرئيس الروسي، إنضمام شبه جزيرة القُرم إلى روسيا، فعل قانوني لأنه حصل على تصويت الأغلبية. اما ردة فعل واشنطن و بروكسل فكانت تجميد الأصول وتقليص تأشيرات دخول الروس . لكن هناك خشية من الذهاب إلى أبعد من هذا.

إدوارد لوكاس، يقول :
“ نعرف ان رد روسيا سيكون أقوى حين يتعلق الأمر بفرض عقوبات . الولايات المتحدة اتخذت إجراءات فرض حظر على تأشيرات الدخول وتجميد الأصول
لبعض الأشخاص الذين شاركوا في وفاة أحد المخبرين عن عملية إحتيال كبيرة تم الكشف عنها. انها العملية التي اطلق عليها إسم “قائمة ماغنيتسكي” .
موسكو ردت على هذا من خلال حظر تبني الأميركيين للاطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ومن دور الأيتام الروسية.
الروس سيقومون بشئ من هذا القبيل ، ربما على الجبهة الاقتصادية بمعاقبة الشركات والمصارف الغربية . من بعد هذه الشركات والبنوك ستحتج على حكوماتهم بالقول: انها أرباحنا ووظائفنا وسيطلبون منها أن تتراجع. أخشى ان تكون العقوبات التي ستفرضها الحكومات الغربية ضد روسيا، عقوبات بلا صرامة وبلا نتيجة “ .
جوزيف جيريجون يرأس منظمة غير حكومية متخصصة بالأسلحة النووية. يقول إن على الرغم من إختلاف وجهات النظر حول روسيا، على واشنطن وحلفائها الغربيين الإلتزام بتأمين ترساناتهم النووية في العالم من أي تهديد إرهابي . انه يؤمن بان التحالف عبر الأطلسي سيخرج أقوى من السابق.

جوزيف جيريجون يقول:
“ في العام الماضي ، العلاقات توترت بعد تصريحات سنودن وطريقة رد الولايات المتحدة بشئ من الغطرسة . لكن، أساسا، الولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي
هما أكبر القوى الاقتصادية في العالم، لذلك كان لا بد من تحالف امني قوي ، انه الأكثر نجاحا في التاريخ. هذه الأسس باقية و هذه التوترات ، تبدو
وقتية نوعاً ما ، قياساً بتلك التي حدثت سابقا كنشر الولايات المتحدة الأسلحة النووية في أوروبا أو ما يتعلق بالنزاعات حول سياسة الولايات المتحدة في أمريكا الوسطى: في نيكاراغوا والسلفادور. الآن، الخلافات مع أوروبا طفيفة مقارنة مع تلك التي حدثت في الماضي .”

التوصل إلى حل دبلوماسي مشترك فيما يتعلق بموسكو هو ما تامل به كل من واشنطن وبروكسل : التدخل الروسي في شبه جزيرة القٌرم يعد اختبارا إضافياً لعلاقاتهما التي تراجعت بسبب فضيحة التجسس. Thomas Drake – personal story about being a whistleblower
Thomas Drake – USA obsession with getting data
Thomas Drake on Snowden and Transatlantic relation damage
Joe Cirincione talks about nuclear security summit
Edward Lucas interview on Russian sanctions

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

العمال غير المرئيين: ظروف قاسية واستغلال واعتداءات وعقوبات

شاهد: أبشع كنيسة في مدينة بورسغرون جنوب النرويج

بولندا لن تتخلص بسهولة من الفحم رغم التلوث الذي يقضي على 50 ألف شخص سنوياً فيها