لماذا لا تظهر بلجيكا على خريطة العالم لـ"تحرّي الحقائق"؟

لماذا لا تظهر بلجيكا على خريطة العالم لـ"تحرّي الحقائق"؟
Copyright 
بقلم:  Hassan Refaei
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

مارتن شنك، المؤسس المشارك لموقع "ليد ستوريز" لتحري الحقائق وُلد ويعيش في بلجيكا، ولأسباب تجارية بحتة، قرر منذ البداية أن تتجه نشاطات موقعه نحو الولايات المتحدة بشكل رئيس.

اعلان

عندما يعرضُ موقع "فيس بوك" خريطةً للبلدان التي ينشط فيها برنامج "خدمة تحري الحقائق"، تظهر بلجيكا وكأنها فجوة في قارّة أوروبا، والأمر ذاته يحدث حينما تنشر "الشبكة الدولية لتدقيق الحقائق" الأمكنة التي يُسند فيها لمعتمديها مهمة التحقق من الأخبار والمعلومات.

وخدمة تحري الحقائق يعتمدها "فيس بوك" ومواقع تواصل أخرى للمساعدة في تقوِّيم دقة الأخبار في شتى البلدان، والحيلولة ما أمكن من انتشار المعلومات المضللة والخادعة، مع تحسين جودة الأخبار التي يتلقّاها الجمهور في هذه المنصّة الإعلامية أو تلك.

ولكن، لماذا تغيب هذه الخدمة عن بلجيكا حيث يعيش 11 مليون شخص، هم معرّضون، شأنهم شأن الآخرين، لتلقي أخبار كاذبة وخادعة، على "فيس بوك" أو "واتس أب" أو "تويتر" أو "إنستغرام" أو على منصّات الإعلام الجماهيري.

مارتن شنك، المؤسس المشارك لموقع "ليد ستوريز" لتحري الحقائق وُلد ويعيش في بلجيكا، ولأسباب تجارية بحتة، قرر منذ البداية أن تتجه نشاطات موقعه نحو الولايات المتحدة بشكل رئيس.

وقال: إن "بلجيكا بلد صغيرة نسبياً وينقسم إلى مجتمعين لغويين متمايزين (الفرنسية والهولندية)، وكل طرف لديه عدد قليل من العلامات التجارية وسائل الإعلام والناس يدركون الأخبار الحقيقة من الأخبار المزيفة، فهم لا يثقون بسهولة في موقع ويب غير معروف يتظاهر أو يزعم أنه محطة تلفزيونية أو جريدة. وهذا ما يجعل تمرير الأخبار المزيّفة أكثر صعوبة، بالمقارنة مع واقع الحال في الولايات المتحدة"، وبالتالي فإنه موقع تدقيق الحقائق لا يتكئ على أهمية كبيرة في بلد كبلجيكا، وفق رأيه.

لكنّ وسائل الإعلام المحلية، وكذلك الخبراء والمختصين في علوم الاتصال الجماهيري، يرون بأن بلجيكا تعرّضت للكثير من الأخبار المزيفة والخادعة، كما حصل في العام 2016 حين تعرّضت بروكسل لهجمات من تنظيم داعش الإرهابي أدت إلى مقتل 32 شخصاً برئياً، و"أشارت عدة مقالات نشرت في عام 2018 من قبل صحيفة الهولندي إن آر سي هاندلسبلاد ونظيرها الفلمندي دي ستاندارد إلى أن الهاكرز الروس نشروا نحو 900 مشاركة عبر حسابات تويتر المزيفة تلقي تلك المشاركات باللائمةعلى الإسلام والمسلمين في هجمات بروكسل"، وفق ما أكده الخبير الإعلامي تيم باولز.

ويضيف باولز أن جزءاً من محتوى وسائط الإعلام الجماهيري وسائل التواصل الاجتماعي ببلجيكا بحاجة إلى تدقيق الحقائق، خاصة تلك المنصّات المنحازة (سياسياً) لهذا الطرف أو ذاك.

ووفقا لتقارير الأخبار الرقمية لعام 2018، فقد أكد 13 بالمائة من البلجيكيين أنّهم تلقّوا أخباراً صحيحة ومهنية، خلال الأسبوع الذي نفذ في الاستطلاع، مقارنة مع 9 بالمائة من الألمان الذين استُطلعت أراؤهم بالتزامن مع الاستطلاع البلجيكي.

ووفقاً لدراسات أكاديمية ومهنية فإنه في العام الماضي أعرب 65 بالمائة من البلجيكيين عن قناعتهم بأنّه يتعيّن على الحكومة القيام بالمزيد من الإجراءات لفصل ما هو حقيقي عمّا هو مزيف في الشبكة العنكبوتية، وفي هذا السياق يؤكد الخبراء على ضرورة إدراج بلجيكا ضمن الخارطة الأوروبية لـ"خدمة تحرّي الحقائق".

والجدير بالذكر أن خدمة تحريّ الحقائق معطّلة في الكثير من البلدان حول العالم، كما هو الحال في غالبية البلدان العربية وروسيا والصين حيث تهيمن الدولة على وسائل الإعلام الرئيسة، إضافة إلى الدولة التي تحكمها أنظمة توليتارية كما هو الحال في كوريا الشمالية.

للمزيد في "يورونيوز".

المصادر الإضافية • بوينتر

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

أستراليا تخطط لحجب المحتوى المتطرف على الأنترنت

على عكس فيسبوك..انستغرام يحارب المحتوى المزيف من خلال إطلاق خاصية جديدة

مشروع قانون أوروبيّ لمكافحة المحتوى الإرهابي في الشبكة العنكبوتية