الهجوم المعادي للسامية على مقبرة ويستهوفن اليهودية وجد إدانة واسعة في تلك المنطقة القريبة من مدينة ستراسبورغ، حيث شعور الخيبة والإحباط والحزن تملك الأهالي، فيما السلطات المحلية أكدت على ضرورة إزالة كافة آثار الهجوم.
المقبرة اليهودية في ويستهوفن شرقي فرنسا، كانت هدفاً لهجوم معادٍ للسامية، في مطلع شهر كانون الأول/ديمسبر الماضي، حينها تعرّضت عشرات القبور للتخريب، ورُسم عليها شعار النازية مع عبارات تتوعد اليهود إن أصرّوا على البقاء في تلك المنطقة.
الهجوم المعادي للسامية على مقبرة ويستهوفن اليهودية وجد إدانة واسعة في تلك المنطقة القريبة من مدينة ستراسبورغ، حيث شعور الخيبة والإحباط والحزن تملك الأهالي، فيما السلطات المحلية أكدت على ضرورة إزالة كافة آثار الهجوم.
يقول رئيس المجلس الكنيسي في ستراسبورغ، موريس دهان لـ"يورونيوز": "طلبوا مني المجيء والعمل على ترميم النصب التذكاري للحرب.. نحن لا نعرف لماذا يهاجمون (القبور)، إنهم ميتون، لذلك أنا لا أعرف لماذا يأتون لمهاجمة المتوتى".
ما تعرّضت له المقبرة اليهودية في ويستهوفن، لم يكن الهجوم الوحيد في منطقة الأليزاس التي شهدت مؤخراً سلسلة هجمات معادية للسامية، من بينها استهداف مقبرة يهودية في قرية كواتزينهايم حيث تمّ رسم صليب معقوف على 96 قبراً.
تقع منطقة الألزاس عند الحدود مع ألمانيا، هذه البقعة التي كانت خزّاناً للمناضلين ضد الجيش النازي خلال الحرب العالمية الثانية، التي شهدت "الهولوكوست".
يقول موريس دهان: "أنا متزوج من امرأة نجا والدها من معسكر الإبادة أوشفيتز الذي أقامه النازيون في بولندا، وكان والد زوجتي يحمل الرقم 1950B، أما أمّها فقد نجت من الأفران النازية في مخيم بيرغن بيلسن".
نحو 20 ألف يهودي يعيشون في ستراسبورغ، التي يبلغ عدد سكّانها نحو 277 ألف نسمة، وهؤلاء يعتقدون أن اليمين المتطرف والمسلمين المتطرفين يتقاسمون المسؤولية بشأن العداء المتزايد للسامية، هذا في حين لم يبدٍ أيٌّ من اليهود رغبة بمغادرة المنطقة بسبب الهجمات، بل إنّهم يبدون إصراراً على البقاء في هذه المنطقة، "لسنا خائفين من الكتابة على الجدران، سنمحو تلك الكتابات (المعادية للسامية) عن الجدران، وسننسى ذلك، وسنواصل العيش هنا"، هذا ما يقول دهان.
موريس دهان يذكّر في ختام حديثه لـ"يورونيوز" بالمحرقة التي تعرض لها اليهود خلال الحرب العالمية الثانية والتي أودت بحياة 6 ملايين يهودي، وقال: "يجب على أوروبا ألا تنسى ذلك".