كورونا يفرض العزلة على المسنين بدور الرعاية بسبب الإجراءات المشددة

كورونا يفرض العزلة على المسنين بدور الرعاية بسبب الإجراءات المشددة
Copyright يورونيوز
Copyright يورونيوز
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

المقيمون بدور رعاية المسنين هم فريسة مثالية للفيروس، لأنهم عادة ما يتجاوزون 80 عامًا ولديهم ظروف صحية تحفز التقاط الفيروس فهم يعيشون في أماكن قريب بعضها من بعض

اعلان

المقيمون بدور رعاية المسنين هم فريسة مثالية لفيروس  كورونا لأنهم عادة ما يتجاوزون 80 عامًا ولديهم ظروف صحية تحفز التقاط الفيروس فهم يعيشون في أماكن قريب بعضها من بعض. فدور الرعاية في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وبلجيكا وإيرلندا كانت البؤرة الأساسية للوفيات في مرحلة انتشار الوباء القاتل الذي ظهر للمرة الأولى في ديسمبر في مدينة ووهان الصينية، واجتاح في ما بعد أكثر من 200 دولة حول العالم.

في فرنسا أكثر من 40 في المائة من أصل  19000 حالة وفاة  من ضحايا كوفيد 19 في البلاد كانت في دور رعاية المسنين. وكانت السلطات الفرنسية أجرت نحو 50 ألف اختبار للكشف عن الفيروس في دور المسنين والرعاية خلال الأسبوع الماضي. في دار رعاية هيكتور مالوت في ضواحي باريس ، يبذل الموظفون كل ما في وسعهم لمساعدة المقيمين بمحاربة الموت والبقاء على قيد الحياة.  لكن الأمر استغرق منهم أسابيع للحصول على أقنعة واقية وحتى اليوم لا يزالون يفتقرون إلى توافر الوسائل الضرورية لحماية أنفسهم والآخرين

قال الدكتور نور الدين بلوش ،المكلف بعلاج المرضى في دار الرعاية هيكتور مالوت :

"نظرًا لعدد الحالات التي لدينا هنا ، فإننا قادرون إلى حد الآن على السيطرة على الأمور. وإذا لم يكن لدينا ما يكفي من مكثفات الأكسجين فإننا نضطر

إلى نقل المرضى إلى المستشفى".

قد يكون نقل المسنين إلى المستشفيات أمرا مرهقا خاصة حين ينتهي بهم الأمر في وحدات العناية المركزة. حيث أفاد الأطباء بأنهم يواجهون أحيانا خيارات صعبة ومستحيلة في مهامهم.

وفقاً للدكتور نور الدين بلوش ،"في بعض دور الرعاية ، يمكن للمسنين تلقي نفس العلاج الذي يتلقونه في المستشفى العادي" مضيفا " نعطيهم الأكسجين عندما يكون لديهم ضيق في التنفس ، نخفض درجة الحرارة لأنها مصدر للمعاناة ونساعدهم على تناول الطعام والشراب وأحيانا نقدم لهم الطعام عبر طريق الفم ولكن أيضًا في بعض الأحيان من خلال المغذي الوريدي.. في بعض الأحيان يمكننا إعطاء المضادات الحيوية ولكنها لاتؤثر على الفيروس إن وجد بل يكون لها تأثير على العدوى البكتيرية المرتبطة بها."

على الرغم من ذلك كله فإن كثيرين ماتوا في دار رعاية هيكتور ماليت والتي تضم إليها 1150 شخصًا. تسعون منهم توفوا بسبب كوفيد 19 . ويشير المسؤولون إلى أن الطريقة الأكثر فعالية لمنع انتشار الفيروس هنا أيضًا ، هي الحد من عدد الأشخاص الذين يتعامل معهم المقيمون .

أجبرت قواعد الإغلاق المفروضة في فرنسا منذ مارس مقيمي دار الرعاية من المسنين الواقعة بفونتيناي سو بوا على الحجر على أنفسهم في غرفهم مما سببا لهم حالة نفسية سيئة . يقولون:  إنهم يفتقدون إلى التجول عبر الممرات ، والاستمتاع بأشعة الشمس والدردشة مع المقيمين.

قالت نيكول فينولو ، 96 سنة مقيمة بدار الرعاية: 

"أصعب شيء بالنسبة لي هوالحجر داخل عرفتي".مضيفة : " لقد عشت حياة فيها كثير من النشاط  أثناء الحرب .. كنت صغيرة وانتهى بي المطاف في السجن لأسباب سياسية . وهذا الحجر ترك لدي صدمة كبيرة..عدم القدرة على فتح بابي والذهاب في نزهة في الممرات هي أمور مزعجة للغاية."

بهدف حماية الأشخاص الأكثر عرضة للخطر جراء فيروس كورونا، اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أنه يجب الحدّ قدر الإمكان من تواصل كبار السنّ مع غيرهم، والحد من اختلاطهم مع محيطهم حتى نهاية العام على الأقل.

 لكن الحكومة الفرنسية أعلنت أنه سيُسمح للعائلات بزيارة ذويهم من المقيمين بدور رعاية المسنين اعتبارًا من 20 أبريل. مضيفة أن الشكل الذي ستتخذه هذه الزيارات ستقرره دور رعاية المسنين وعلى الأرجح لن يُسمح لأفراد الأسرة بلمس أحبائهم كما لن يتم السماح بالزيارة في وقت واحد لأكثر من فردين من أقارب نزيل الدار، سواء كانت دارًا للرعاية الاجتماعية أو دارا للمسنين. وقال دومينيك بيريوت ، مدير دار رعاية هيكتور ماليت : "المسنون ليسوا مجرد مرضى.. إنهم أولاً وقبل كل شيء أشخاص. وهؤلاء الناس هم بحاجة إلى المودة والحب ".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: كورونا يدفع دار مسنين إلى إنشاء "صندوق للعواطف" في البرتغال

موظفو الرعاية المنزلية حين يخاطرون بأنفسهم من أجل مخدوميهم

بتهمة استخدام شعارات نازية.. بدء محاكمة سياسي يميني في ألمانيا