المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي تحاكم "مجرم حرب" من تمبكتو

 الحسن أغ عبد العزيز أغ محمد أغ محمود، ويعرف اختصارا بـ "الحسن"
الحسن أغ عبد العزيز أغ محمد أغ محمود، ويعرف اختصارا بـ "الحسن" Copyright Peter Dejong/ا ب
Copyright Peter Dejong/ا ب
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

انطلقت في لاهاي إجراءات محاكمة الحسن أغ عبد العزيز أغ محمد البالغ 42 عاما، المالي المعروف باسم "الحسن" و المنتمي للجماعات الإسلامية المتشددة.

اعلان

انطلقت في لاهاي إجراءات محاكمة الحسن أغ عبد العزيز أغ محمد المالي المعروف باسم "الحسن" والبالغ 42 عاما، والمنتمي للجماعات الإسلامية المتشددة. وقائمة الجرائم المنسوبة إليه تشمل: التعذيب والاغتصاب والاستعباد الجنسي خلال فترة حكم الجماعات المتشددة لمدينة تمبكتو، كما أبلغ ممثلو الادعاء المحكمة الجنائية الدولية الثلاثاء في بداية محاكمته.

وكان" الحسن" المالي الجنسية والمولود في 19 أيلول/سبتمبر 1977 في محلية هنغبيرا، الواقعة على مسافة 10 كيلومترات إلى الشمال من قوندام، في منطقة تمبكتو بمالي عضواً في جماعة أنصار الدين وهي جماعة متطرفة لها صلات بتنظيم القاعدة كانت تسيطر على شمال مالي في تلك الفترة.

كما كان الحسن رئيساً بحكم الأمر الواقع للشرطة الإسلامية.

 تفيد مزاعم بأنه ساهم في أعمال المحكمة الإسلامية في تمبكتو وشارك في تنفيذ قراراتها، واشترك بتدمير أضرحة الأولياء في تمبكتو بالاستعانة بأفراد الشرطة الإسلامية العاملين في الميدان، وشارك في تنفيذ سياسة التزويج القسري لنساء تمبكتو مما أسفر عن ارتكاب جرائم اغتصاب متكررة واستعباد النساء والفتيات جنسيا.

وذكر الادعاء أنّ الحسن أغ عبد العزيز أغ محمد أشرف شخصيا على تنفيذ العقوبات الجسدية بما في ذلك عمليات البتر والجلد حين كانت المدينة المالية تحت سيطرة المسلحين الإسلاميين المتشددين، لمدة عام تقريبا منذ أوائل 2012.

ويواجه الحسن، الذي مثل أمام محكمة في لاهاي وهو يرتدي عمامة تقليدية ويضع كمامة للحماية من عدوى فيروس كورونا، اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

كما دمر مقاتلون متشددون من تنظيم ما يسمى بـ"القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" و"جماعات أنصار الدين" الإسلامية المتطرفة أضرحة تمبكتو المشيدة منذ قرون، وهي مدينة توصف بأنها "جوهرة الصحراء".

وقالت المدعية العامة بالمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا أمام هيئة المحكمة "اليوم يمثل بداية المحاكمة التي طال انتظارها للجرائم التي لا يمكن تصورها والتي ارتكبت في مالي"، وتابعت "كان الحسن متورطاً بشكل مباشر في أعمال العنف والتعذيب التي يتعرض لها رجال ونساء وأطفال تمبكتو. لقد عمل في عمق نظام قمعي ومضطهد".

وقالت المدعية إنّ "الحسن كان شخصية رئيسية في الشرطة الإسلامية ونظام المحاكم التي شكلها المتشددون بعدما استغلوا انتفاضة الطوارق العرقية في عام 2012 للاستيلاء على مدن في شمال مالي المضطرب"، وأضافت "إن تمبكتو جوهرة الصحراء، التي كان سكانها يعيشون في سلام منذ سنوات، كانت تخضع لإملاءاتهم"، مضيفة أن هدف المسلحين "بث الخوف في نفوس الناس ونشر الرعب".

الحسن اعتقل أشخاصاً وأجرى تحقيقات تم خلالها تعذيب المشتبه بهم

وأوضحت بنسودا أنّ الحسن اعتقل أشخاصاً وأجرى تحقيقات تم خلالها تعذيب المشتبه بهم وأحال قضايا إلى المحكمة الإسلامية، و"شارك شخصياً في تنفيذ الشرطة العقاب البدني" بحق الضحايا.

 وقالت بنسودا إنها ستعرض على المحكمة مقطع فيديو يتم فيه بتر يد رجل في ساحة عامة أمام جميع سكان تمبكتو "بأبشع طريقة ممكنة وبسكين طويل"، مضيفة أنّ الحسن "سمح تماما بهذا التشويه الإجرامي والوحشي". واتهمت المدعية المسلحين الإسلاميين أيضاً بإجبار النساء والفتيات على الزواج من المسلحين.

فرض الشريعة الإسلامية بالقوة

وتنظر المحكمة في الأحداث التي جرت عام 2012 في مالي عندما استولى متمردون إسلاميون من الطوارق على أجزاء واسعة شمال البلاد وقاموا بفرض الشريعة الإسلامية بالقوة كما عمدوا إلى تدنيس أضرحة قديمة ومساجد ومعالم أثرية في تمبكتو.

إدانة أحمد الفقي المهدي المنتمي إلى الطوارق بسبب هدم ضريح

في الثلاثين من أيلول/ سبتمبر من عام 2015 مثل أحد قادة جماعة إسلامية مرتبطة بتنظيم القاعدة أمام المحكمة الدولية بتهمة تدمير مواقع أثرية بينها أضرحة ومسجد في مدينة تمبكتو عام 2012. 

وكانت المحكمة قد قالت حينها إن النيجر سلمت أحمد الفقي المهدي المنتمي إلى الطوارق حيث تم نقله إلى مركز احتجاز تابع للمحكمة في لاهاي.

 و دان قضاة المحكمة الجنائية الدولية أحمد الفقي المهدي في 2016 بالسجن تسع سنوات بعدما وجدوه مذنبا بالإشراف على هجمات على تسعة أضرحة في تمبكتو، مدرجة على لائحة التراث العالمي في اليونيسكو. 

كانت تمبكتو التي أسستها قبائل الطوارق بين القرنين الخامس والثاني عشر مركزا إسلاميا ثقافيا كبيرا حينها، وتدين بازدهارها لتجارة القوافل.

الأشخاص  المدفونون في الأضرحة، والذين يعطون تمبكتو لقبها "مدينة الثلاثمائة وثلاثة وثلاثين وليا"، يعتبرون -وفقاً لمتخصصين ماليين- حماة المدينة الذين يتم طلب شفاعتهم للزيجات وصلاة الاستسقاء ومحاربة المجاعة.

أعيد بناء مقابر تمبكتو بعد طرد المتطرفين، لكن المدينة لا تزال تعاني من انعدام الأمن وغياب السياح الذين نادراً ما يزورونها.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الحرب الليبية ترسم بداية جديدة بعد كل جولة عنف بين طرفي النزاع

استقالة قائد الشرطة في هيسن الألمانية بسبب شبهة روابط لليمين المتطرف وأفراد جهازه

بتهمة استخدام شعارات نازية.. بدء محاكمة سياسي يميني في ألمانيا