بعد إعلان الأحزاب الـ16.. هل ينجح اليمين المتطرف والشعبويون في تغيير سياسيات بروكسل؟

مارين لوبن رئيسة حزب "التجمّع الوطني" وزعيم حزب الرابطة الإيطالي ماتيو سالفيني
مارين لوبن رئيسة حزب "التجمّع الوطني" وزعيم حزب الرابطة الإيطالي ماتيو سالفيني Copyright Luca Bruno/AP.
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

وقع الجمعة الماضي، ممثلو بعض أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا إعلاناً مشتركاً دعوا فيه إلى "إصلاح" المنظومة الأوروبية. من هم الموقعون؟ وهل سيغيرون المشهد السياسي في البرلمان؟ وهل هناك أرضية للبدء بعمل سياسي مشترك بينهم؟

اعلان

وقع الجمعة الماضي، ممثلو أحزاب يمينية متطرفة في البرلمان الأوروبي إعلاناً مشتركاً دعوا فيه إلى إصلاح المنظومة الأوروبية. 

وإذا كان الإعلان ذاته قد يكون نتيجة تصعيد الاتحاد الأروبي نبرته حيال بعض دول التكتل، بشأن قضايا تتعلق بسيادة القانون، فهو يكاد يعطينا صورة أخرى، عن أحزاب يمينية متطرفة داخل أووربا تطمح إلى التحدث بصوت واحد.

وأصدرت زعيمة التجمع الوطني الفرنسي، مارين لوبن، ونحو 15 حزباً من حلفائها في أوروبا، بمن فيهم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، يوم الجمعة "إعلاناً مشتركاً" قدم باعتباره "الحجر الأول" لتحالف في البرلمان الأوروبي يهدف إلى "إصلاح أوروبا".

التكتل اليميني المتطرف يتهم الاتحاد الأوروبي بتدمير القيم الأوروبية ومبادئ الأخلاق.

من بين الموقعين مارين لوبن وزعيم حزب الرابطة الإيطالي ماتيو سالفيني ورئيس الوزراء ورئيس حزب فيدس المجري فيكتور أوربان وزعيم حزب القانون والعدالة البولندي ياروسلاف كاتشينسكي ورئيس حزب فوكس في إسبانيا سانتياغو أباسكال وزعيمة حزب فراتيلي ديتاليا جورجيا ميلوني.

واعتبر الموقعون الستة عشر أن الاتحاد الأوروبي "يواصل السير في المسار الفدرالي الذي يبعده بشكل محتوم عن الشعوب التي هي القلب النابض لحضارتنا". 

وأضافوا أنه "في ضوء ذلك، أدركت الأحزاب الوطنية الأكثر تأثيراً في القارة أهمية توحيد الجهود لتعزيز أهميتها في المناقشات وإصلاح الاتحاد الأوروبي". كما دعوا في الوقت نفسه إلى إعادة الاعتبار إلى قيم العائلة، واستعادة الدول "سيادتها".

"إصلاح الاتحاد"

يوضح جيرولف أنيمانس، النائب البلجيكي الذي يمثل حزباً يمينياً شعبوياً أن الهدف من إنشاء هذه الحركة هو أخذ الاتحاد الأوروبي في اتجاه مختلف، سياسي واجتماعي".  ويقول أنيمانس"التعاون الأوروبي يمكن أن يكون مفيداً وفي بعض الحالات ضرورياً" مؤكداً "لكن فقط على مبدأ التعاون بين الدول الحرة، وليس وفق النموذج الحالي". 

وكتب الموقعون على الإعلان المنشور في الموقع الإلكتروني لحزب التجمع الوطني الفرنسي أنه "في وقت يطلق فيه دعاة العولمة والأوربة، وممثلهم الرئيسي في فرنسا إيمانويل ماكرون، مؤتمر مستقبل أوروبا الذي يهدف إلى زيادة سلطة الهيئات الأوروبية، فإن اتفاق اليوم هو الحجر الأساس نحو تشكيل تحالف واسع في البرلمان الأوروبي".

وتقول لوبن، إن الوثيقة هي "أساس عمل ثقافي وسياسي مشترك يحترم دور المجموعات السياسات الحالية"، مشددة على الحاجة إلى "إصلاح عميق" للاتحاد الأوروبي خشية "إنشاء دولة أوروبية كبرى".

والأحزاب الموقعة ليست جزءاً من المجموعات نفسها في البرلمان الأوروبي، إذ ينتمي كل من حزب التجمع الوطني والرابطة إلى مجموعة الهوية والديمقراطية، في حين أن أحزاب القانون والعدالة وفوكس وفراتيلي ديتاليا تنتمي إلى مجموعة المحافظين والإصلاحيين. أما حزب فيدس الذي انفصل في آذار/مارس عن مجموعة حزب الشعب الأوروبي، فيبحث عن شركاء جدد.

في المقابل، لم ينضم حزب البديل من أجل ألمانيا إلى الموقعين على الإعلان. 

و يبدو أن أحد أهداف هذا الإعلان هو تشكيل مجموعة سياسية جديدة في البرلمان الأوروبي، لكن هذه ليست أولوية، كما يؤكد البلجيكي أنيمانس الذي يرى أن الموقعين على الإعلان يريدون رسم "الخطوط العريضة للعمل المشترك". 

"لن يدوم طويلاً"

قال رئيس مجموعة الاشتراكيين الديمقراطيين (S&D) في البرلمان، إيراتكس غارسيا بيريز، إن هذا التحالف اليميني المتطرف والشعبوي والقومي لن يدوم طويلاً ، مضيفاً أن أحزاب اليمين المتطرف لديها وجهة نظرمشوهة عن مفهوم الوطنية، حيث تستبعد كل من "لا يفكر ضمن نموذجها". 

وأضاف غارسيا بيريز أن تلك الأحزاب تشكل خطراً داهماً على أوروبا. 

ويرى خبراء أوروبيون إن هذا "التجمع الشعبوي" الجديد غير قادر على الإخلال بالتوازنات السياسية إذ يجب الأخذ في الاعتبار حقيقة أن هذه الأحزاب لا تتفق على العديد من النقاط، وهي تتفق في ما بينها على القضايا الثقافية والهوياتية حصراً.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

هل سيتمكن التجمع الوطني اليميني المتطرف من تولي السلطة في فرنسا؟

أحد أبرز المباني التاريخية في كوبنهاغن.. اندلاع حريق كبير بالبورصة القديمة في الدنمارك

مستوى التلوث في بوخارست يتجاوز الحد الأقصى الذي حددته منظمة الصحة العالمية