ما مدى قرب أوكرانيا من الانضمام إلى الناتو؟

 الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ Copyright AP Photo/Olivier Matthys
Copyright AP Photo/Olivier Matthys
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

هل تفي أوكرانيا المعايير المطلوبة للانضمام إلى الناتو؟ ما هي الخطوات التي يجب على كييف القيام بها؟ وكم تبعد عن هذا الهدف؟ وهل الأزمة مع روسيا تقضي على طموحات زيلينسكي؟

اعلان

أكّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أن من بين الأسباب التي عملت على توتر الأزمة بين روسيا والغرب، تتجلى في مسألة انضمام أوكرانيا إلى الناتو.

ذلك أن روسيا قدّمت مطالب للحصول على ضمانات أمنية من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لخفض تواجده في شرق أوروبا والدول السوفياتية السابقة، وأحد أبرز المطالب كان عدم توسع الناتو شرقاً.

ورفضت الولايات المتحدة مطلب روسيا بعدم ضم أوكرانيا إلى الناتو، معتبرة الأمر "حقاً سيادياً".

قمة بوخارست

في قمة الناتو لعام 2008 التي عقدت في بوخارست بمشاركة ستين رئيس دولة وحكومة، رحب رؤساء دول وحكومات الناتو بتطلعات أوكرانيا الأوروبية الأطلسية في أن تصبح عضواً في الحلف لكن دون تحديد الزمن والكيفية.

في حينها تم الاتفاق على أن النظر في طلب أوكرانيا وجورجيا الانضمام إلى الناتو، وكلاهما كان جزءا من الاتحاد السوفياتي السابق، ينبغي أن يتم عبر عرض خطة العمل الخاصة بالعضوية على الدولتين، لكن هذه الخطة لم تُعرض على الدولتين.

ما مدى قرب أوكرانيا من الانضمام إلى الناتو؟

قال صموئيل تشراب، كبير خبراء السياسة في مؤسسة"راند" الأميركية للبحوث و التنمية إنه لم يكن هناك أي تحرك نحو النظر في خطة العمل الخاصة بالعضوية في غضون 14 عاماً تقريبا.

الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش الذي شغل المنصب من فبراير 2010 حتى فبراير 2014 و المقرب من روسيا، أكد حينها أنه لا توجد "حاجة" للبلاد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي مطالباً في الوقت ذاته باستمرار أوكرانيا في سياسة عدم الانحياز، وذلك يعني عدم مشاركتها في اتحادات عسكرية وسياسية.

في حزيران/يونيو 2010، أقر البرلمان الأوكراني مشروع قانون يمنع انضمام البلاد الى حلف شمال الأطلسي.

وفي عهد يانوكوفيتش أبرمت روسيا وأوكرانيا صفقة تسعير الغاز مقابل تمديد عقد إيجار البحرية الروسية في ميناء أوكراني على البحر الأسود، كما أوقفت حكومة يانوكوفيتش محادثات التجارة والتعاون مع الاتحاد الأوروبي، واختارت إحياء العلاقات الاقتصادية مع موسكو، ما أثار احتجاجات عريضة أدت إلى فرار يانوكوفيتش في النهاية إلى موسسكو.

إصلاحات دستورية وقضائية

بعد عزل يانوكوفيتش وضم فلاديمير بوتين شبه جزيرة القرم، قالت كييف إن وجهة نظر البلاد بشأن عضوية الناتو تغيرت وإنها ستنجز "إصلاحات دستورية وقضائية" من أجل هدف الانضمام.

واعتمد البرلمان الأوكراني تشريعاً عام 2017 صادق فيه على الطلب الموجه إلى حلف الناتو ببدء إجراءات الانضمام "فوراً". في تموز/يوليو 2017، أعلنت كييف أن "الناتو" قبل البدء بالمشاورات، في خطوة زادت من قلق موسكو. وأقرت أوكرانيا تعديلات دستورية، في شباط/فبراير 2019، تؤكد التمسك "بسياسة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي".

زيلينسكي لمسار زمني واضح

أكد االرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الشهر أن نية أوكرانيا في أن تصبح عضوا "منصوص عليها في الدستور ولم تغير الوضع". كما طالب زيلينسكي بإطار زمني "واضح" لانضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي، في ظل تزايد المخاوف من غزو محتمل لبلاده. وشدد الرئيس على أن أوكرانيا "درع" أوروبا في وجه الجيش الروسي وبالتالي تستحق دعما دولياً أكبر.

ما هي العوائق التي تحول دون انضمام أوكرانيا إلى الناتو؟

يقول رافائيل لوس من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إن أوكرانيا لا تفي حقاً بمعايير الانضمام إلى عضوية الناتو، ويضيف قائلاً: " بالنظر إلى الجانب السياسي، يحتاج الأعضاء إلى تنفيذ إصلاحات في إطار خطة العضوية وعلى الجانب العسكري، من المفترض أن تهدف الإصلاحات إلى تعزيز أمن الحلف وليس تقويضه".

ويشير لوس إلى أن ضم بوتين شبه جزيرة القرم في عام 2014 قلّل من احتمال أن تصبح أوكرانيا عضواً في الناتو بسبب النزاع الإقليمي حول القرم. ويلفت لوس النظر إلى أنه عبر ضم القرم في 2014، والحملة العسكرية على جورجيا في 2008، استخدمت روسيا فعلياً "حق النقض" على عضوية هذين البلدين، وهو يرى أن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي "بعيدة المنال".

من جانبه، قال ويليام ألبيركي، مدير الاستراتيجية والتكنولوجيا والسيطرة على الأسلحة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إنه "على الرغم من تحسن أداء الجيش الأوكراني منذ عام 2014، إلا أن أوكرانيا بحاجة إلى تنفيذ إصلاحات قانونية واقتصادية ومكافحة الفساد قبل الانضمام إلى حلف الناتو".

وأضاف ألبيركي أنه فيما يتعلق بمكافحة الفساد والإصلاحات في المجالات العسكرية أبدى الأوكرانيون تحسناً، واقتربوا من المطلوب لكنهم، ما زالوا يواجهون عقبات أمام الفساد الحكومي والإصلاحات القضائية.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الحزب الاشتراكي الديمقراطي في السويد يحسم موقفه الأحد بشأن الترشح لعضوية الناتو

بتهمة استخدام شعارات نازية.. بدء محاكمة سياسي يميني في ألمانيا

حاولا عرقلة المساعدات العسكرية لأوكرانيا.. ألمانيا تعتقل رجلين بتهم التجسس لصالح روسيا