هل تخلّى الحلفاء عن أوكرانيا التي تواجه "عدوانا" روسيا ينتهك سيادة أراضيها؟ هذا ما يقوله الخبراء

دخان يتصاعد من قاعدة دفاع جوي في أعقاب غارة روسية على ما يبدو في ماريوبول، أوكرانيا، الخميس 24 فبراير 2022
دخان يتصاعد من قاعدة دفاع جوي في أعقاب غارة روسية على ما يبدو في ماريوبول، أوكرانيا، الخميس 24 فبراير 2022 Copyright Evgeniy Maloletka/AP
بقلم:  يوورنيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

في عام 1991 كانت أوكرانيا من بين الجمهوريات الأخيرة التي انفصلت عن الاتحاد السوفياتي السابق، وفي عام 1994، حصلت أوكرانيا على التزام موقع من روسيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة ، تعهدت فيه الدول الثلاث بحماية سيادة الدولة المستقلة حديثًا تحت بند "اتفاقية لاحترام استقلال وسيادة أوكرانيا المستقلة"

اعلان

في العام 1991 كانت أوكرانيا من بين الجمهوريات الأخيرة التي انفصلت عن الاتحاد السوفياتي السابق، وفي عام 1994، حصلت أوكرانيا على التزام موقع من روسيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة ، تعهدت فيه الدول الثلاث بحماية سيادة الدولة المستقلة حديثًا تحت بند "اتفاقية لاحترام استقلال وسيادة أوكرانيا المستقلة" ضمن الاتفاقية التي تم توقيعها في بودابيست والتي تعتبر بمثابة "تطمينات أمنية" حصلت عليها أوكرانيا مقابل التخلّي عن ترسانتها النووية وإرسالها إلى روسيا لتفكيكها مقابل ضمانات أمنية لحمايتها من هجوم روسي محتمل.

ونقلت أسوشيتد برس، تحليلات أمنية وسياسية قام بجمعها موقع "المحادثة" The Conversation الذي تديره الباحثة والصحفية نعومي شاليط. وهو عبارة عن رؤية باحثين في الشؤون الأمنية والاستراتيجية لتداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.

أوكرانيا حين كانت ثالث أكبر قوة نووية

كتب لي فينشتاين أستاذ الدراسات الدولية في جامعة إنديانا، وماريانا بودجيرين الباحثة في كلية كينيدي بجامعة هارفارد، "وُلدت أوكرانيا كدولة مستقلة في أعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي السابق عام 1991، حينذاك كانت أوكرانيا ثالث أكبر قوة نووية من الناحية التقنية" وأضافا " الأمر ينسحب أيضا على بيلاروس وكازاخستان اللتين كانتا حاصلتين على ترسانة من الأسلحة النووية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق" قبل أن تتخلى عنها.

مذكرة بودابست لعام 1994

وفي هذا السياق، تخلت كييف عن ترسانتها النووية والتي تحتوي على ما يقارب 3000 سلاح نووي في منتصف التسعينيات ت بعد التوقيع على مذكرة بودابست لعام 1994 ، كما وافقت بيلاروس وكازاخستان على تفكيك ترساناتها النووية والتوقيع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية والتي تسمح فقط لخمس دول في العالم بحيازة الأسلحة النووية.

عدم استخدام التهديد بالقوة العسكرية ضد أوكرانيا

وينصّ البند السادس في اتفاق العام 1994 على أنّ موسكو وواشنطن ولندن "ستتشاور في حال طرأ وضع ما" يهدّد أمن أوكرانيا. طمأن الاتفاق إذن أوكرانيا بأنه سيتم احترام "سلامة أراضيها واستقلالها السياسي" مقابل موافقتها على نقل جميع أسلحتها النووية إلى روسيا. كما تعهدت روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا بعدم استخدام التهديد بالقوة العسكرية أو بالإكراه الاقتصادي ضد أوكرانيا.

خرق روسيا للاتفاقية بعد ضم شبه جزيرة القرم

ويعتبر فينشتاين وماريانا بودجيرين أن "الاتفاقية، غير الملزمة قانونًا، تم خرقها بسبب ضم روسيا غير القانوني لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014. وغزو روسيا لأوكرانيا اليوم هو مثال آخر على ضعف تلك الاتفاقية" .

يقول الباحثان "كما أن كييف تصر منذ عام 2014 على أن روسيا انتهكت الاتفاق عندما عادت شبه جزيرة القرم وأجزاء من شرق أوكرانيا إلى روسيا" ذلك أن المذكرة لا تلزم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بالدفاع عن أوكرانيا ضد معتد أجنبي بقدر ما "تمنحهما مبرراً إضافياً إذا اختارتا التدخل عسكرياً".

في عام 2008، غزت القوات الروسية جورجيا أثناء أولمبياد بكين الصيفي وفي عام 2014 ، أمر فلادمير بوتين القوات الروسية بالاستيلاء على شبه جزيرة القرم التي تطل على البحر الأسود ، وبعد ذلك صوّت سكان المنطقة - وغالبيتهم من ذوي الأصول الروسية - في استفتاء عام للانضمام الى روسيا الاتحادية. ولكن أوكرانيا والدول الغربية قررت ان الاستفتاء كان غير شرعي.

هجمات إلكترونية لقطع الاتصالات

أنجز الباحث في وست بوينت والضابط السابق في القوات الأمريكية الخاصة ليام كولينز بحثًا ميدانيًا حول حربي 2008 و 2014 في جورجيا وأوكرانيا.

وقال في هذا الصدد " أتوقع أن يبدأ غزو روسي محتمل بهجمات إلكترونية وحرب إلكترونية لقطع الاتصالات بين العاصمة الأوكرانية والقوات المنتسبة إليها" مضيفا "بعد ذلك بوقت قصير، ستعبر الدبابات وتشكيلات المشاة التي ستكون مدعومة من القوات الجوية الروسية من خلال نقاط متعددة على طول حدود تقدر بـ 1200 ميل تقريبًا، تساعدها في ذلك القوات الروسية الخاصة، ستسعى روسيا إلى تجاوز مناطق حضرية كبيرة " ضمن المناطق الأوكرانية.

استغلال ما ينشر عبر الأنترنت من فيديوهات وصور

كتب كريج نازاريث، الباحث في مركز تحليل عمليات المعلومات الاستخباراتية بجامعة أريزونا " ستتوافر مستقبلا كميات هائلة من المعلومات القيمة تكون متاحة للجمهور، لم تكن الحكومات ذاتها قادرة على توفيرها، وهي استخدام عامة الناس للهواتف الذكية التي تسمح بنشر الفيديوهات والصور عبر مختلف التطبيقات". ويعتبر الباحث ان هذه الأساليب "لا تكلف كثيرا الحكومات بشكل عام في الاستثمار أكثر في الاعتماد فقط على الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار".

وهو يعتقد أن الناس في جميع أنحاء العالم قد يتابعون ما يجري على الأرض في حال غزو ما ويقول "تنشر شركات التصوير التجارية صورًا حديثة ودقيقة جغرافيًا للقوات العسكرية الروسية، وتقوم العديد من وكالات الأنباء بمعاينة الوضع عن كثب، وتقديم تقارير إخبارية بشكل منتظم" مضيفا "ينشر مستخدمو تك توك مقاطع فيديو لمعدات عسكرية روسية منقولة عبر عربات سكك حديدية" لافتا إلى أن "المحققين الأمنيين يتعقبون تلك الأخبار ويحللونها".

عن الاحتمال المتزايد لهجمات إلكترونية روسية تستهدف أمريكا

قبل إعلان روسيا الحرب ضد أوكرانيا، كتب عالم الأمن السيبراني جاستن بيليتيير في معهد روتشستر للتكنولوجيا عن الاحتمال المتزايد لهجمات إلكترونية روسية مدمرة ضد الولايات المتحدة.

كتب بيليتير "يمكن للأمريكيين أن يتوقعوا على الأرجح رؤية الأنشطة الإلكترونية التي ترعاها روسيا تعمل جنبًا إلى جنب مع الحملات الدعائية" مضيفا " الهدف من هذه الحملات: استخدام "وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الأخرى على الإنترنت كقوة من شأنها أن تربك سكان الولايات المتحدة وتشجع على رفع مستويات عدم الثقة في قوة وصلاحية حكومة الولايات المتحدة". وفي هذا السياق، يمكن للقراصنة الروس من خلالها تعطيل الشركات الأمريكية وعامة الناس.فهناك مخاوف جراء فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة بشأن روسيا على خلفية غزو أوكرانيا، فقد اتُهمت روسيا مرارا بارتكاب حملات تضليل عبر الإنترنت تستهدف الولايات المتحدة ، بما في ذلك ، على وجه الخصوص ، جهود التدخل في الانتخابات الأمريكية

تعرّض مواقع رسمية أوكرانية لهجوم إلكتروني نُسب إلى جهات روسية

كما كانت هناك تقديرات بأن يُشن هجوم إلكتروني واسع على البنى التحتية الاستراتيجية لأوكرانيا تمهيداً لعدوان عسكري تقليدي. قالت وكالة الأمن المعلوماتي الأوكرانية مساء الأربعاء، إن البلاد تتعرض لهجمات إلكترونية "مستمرة" حمّلت مسؤوليتها إلى جهات روسية.

واستهدف الأربعاء، هجوم إلكتروني جديد مواقع أوكرانية رسمية عدة وتسبب في تعطّلها. وحمّلت الوكالة الأوكرانية ، مسؤولية "هجوم حجب الخدمة (ددوس)" إلى فاعلين روس .قاموا بتعطيل المواقع الإلكترونية للعديد من البنوك والوزارات.

كيف ستكون استجابة المواطنين الروس للحرب؟

من جانبه، كتب أريك بوراكوفسكي ، الباحث في شؤون روسيا و تحليل الرأي العام في كلية ليتشر بجامعة تافتس بالولايات المتحدة : "تتطلب الحرب في النهاية قدرًا هائلاً من مبادىء الاعتبار بحسن النية العامة والدعم لزعيم سياسي" لافتا " يتزايد دعم بوتين بين الروس مع حشد البلاد للقوات على طول الحدود الأوكرانية حيث يعتقد الجمهور أن قادته يدافعون عن روسيا بالوقوف في وجه الغرب"

لكن بوراكوفسكي يعتقد أن "التأييد للقادة الروس من منطلق الدفاع عن المنحى القومي خلال أزمة دولية من المرجح أن يكون قصير الأجل ". مؤكدا " اتضح أن معظم الروس لا يريدون الحرب و قد يكون ضحايا الحرب الروس أمرا يجلب الضرر لبوتين محليًا".

اعلان

وفي سياق متّصل، قال الكرملين الخميس إن العملية العسكرية ضد أوكرانيا ستستمر ما دامت ضرورية بناء على "نتائجها" و"جدواها" مقدّرا أن الروس سيدعمون هجوما مماثلا. كما توعّدت السلطات الروسية بقمع كل تظاهرة "غير مرخّصة" تُنظّم في البلاد ضد الحرب في أوكرانيا، حيث أطلقت موسكو عملية عسكرية واسعة النطاق صباحًا. وحذّرت وزارة الخارجية الروسية والنيابة العامة ولجنة التحقيق الروسية، الروس من المشاركة في أي حركة احتجاجية. وأشارت لجنة التحقيق إلى أن المشاركين في تجمّعات بشأن "الوضع المتوتر في السياسة الخارجية" أو في صدامات، سيتعرّضون لملاحقات

المصادر الإضافية • أ ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

لماذا يقول بوتين ما يقوله.. ويفعل ما يفعله؟

الحرب الأوكرانية | الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا تفرض عقوبات على بوتين ولافروف

شاهد: خدمة جديدة مريحة وصديقة للبيئة.. قطار لَيْلي من بروكسل إلى براغ