المودعون لن ينقذوا المصارف المتعثرة بعد اليوم... بفضل الإتحاد المصرفي والاقتصادي الأوروبي

المودعون لن ينقذوا المصارف المتعثرة بعد اليوم... بفضل الإتحاد المصرفي والاقتصادي الأوروبي
بقلم:  Randa Abou Chacra
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

هل تعلمون ان المصارف الأوروبية هي، اليوم، أكثر أماناً لأنها مجبرة على اتباع نص موحد للقوانين

هل تعلمون ان المصارف الأوروبية هي، اليوم، أكثر أماناً لأنها مجبرة على اتباع نص موحد للقوانين

المرحلة المقبلة، سيكون لدينا شبكة أمان في حال وجود مشكلة مالية كبيرة. أنتم وأنا، نحن دافعوا الضرائب لن نصبح منقذي المصارف.

أنا مايتري سيتارامان، معاً سنكتشف هذا الاسبوع ماذا يعني الدعم الاوروبي لنا…

في المقهى، تحتسي القهوة وتدفع ثمنها مع ضرائب … دون أن تُشغِل فكرك إن كان مالُكَ آمناً في المصرف أو إن كانت الضريبة التي سددتها تساهم بإنقاذ المصارف المتعثرة…

جيوفاني ماجي يبحث عما تغير منذ بدء العمل بقوانين الاتحاد المصرفي.

إيطاليا ماذا تغير مع الاتحاد المصرفي

برنامج “ريل ايكونومي” عاد الى إيطاليا للتعرف على ماذا تغير هنا مع الاتحاد المصرفي بعد تعرض البلاد الى أسوأ كارثة في أوروبا.

الجراح عميقة ولم تلتئم بعد، العديد من التحقيقات والمحاكمات ما تزال مستمرة.

بين عامي 2013 و2017، أُنقِذت سبعةُ مصارف. ثلاثة منها أُعِيدَت رسملتُها و“أربعة”:http://arabic.euronews.com/2015/12/15/protests-in-italy-after-savers-lose-money-over-banks-rescue دعمت بالمال. مئات المودعين خسروا أموالهم. لم يدركوا انهم استثمروا، كما نصحتهم مصارفهم، بسندات محفوفة بالمخاطر.

الزميل جيوفاني ماجي يحدثنا من إيطاليا “إضافة للأموال التي خسرها المودعون، الموارد العامة شاركت في عملية انقاذ المصارف التي اعتبرت كدين عام. مبلغ من المال قُدِّر بين 1% و2% من الناتج المحلي الاجمالي. وحيث لم يخسر المودعُ أمواله، وانما خسرها دافع الضرائب.

اليوم، هل أصبح مال المدخرين أكثر أماناً؟ وهل تغيرت السلوكيات تجاه الادخارات والاستثمارات؟ سؤال وجهناه لأحد ممثلي اتحاد الاستشاريين الماليين ويدعى دويليو بوريتيني.

بوريتيني هو أيضاً منسق في شركة كوفيب الإيطالية، يقول إن “المدّخِر الايطالي لم يعلم بشكل جيد، إنه يكافح للحصول على المعلومة، الى ذلك، وبشكل أساسي، الخوف يتزايد، لكن السلوكيات لم تتزايد وقد تكون شروطاً مسبقة للقضاء على المشاكل أو الحد منها”.

في الواقع، كلُّ مودع ما يزال يحتاج للاعتماد على المصرف او مستشاره المالي. في معظم الحالات، المودعون لا يملكون المعرفة ليستثمروا بأنفسهم… وهذا يتطلب إيجاد إطار تنظيمي لتوضيح من يتدخل حين تقع مشكلة.

وعن ذلك يقول أستاذ العلوم الاقتصادية ريكاردو روفيلي “من وجهة نظر المستثمرين، يُفَضَّلُ معرفة من سيتولى الاهتمام مستقبلاً بالمشاكل المشابهة للتجربة السابقة ووفق أية شروط. لذا من الهام مستقبلاً، التمييز بين تصفية المصرف التي تقوم بها السلطات الوطنية وصندوق حل الأزمات الذي وضعته السلطات الاوروبية”.

فهل هذا يعني ان نص هذه القواعد الموحدة سيجعلنا متفائلين لدى حدوث أزمة مماثلة للتي واجهناها مؤخراً. هذا التفاؤل أشار اليه بوريتيني “أنا متفائل كثيراً. أعتقد ان أعمال السلطات المصرفية الأوروبية، وجميع المسؤولين، تتقدم بكفاءة كبيرة. وستترافق معها الاعمال الرقمية والابتكار بطريقة إيجابية جداً”.

درس مكثف عن مفهوم الدعم المشترك

كما أظهر جيوفاني… النظام المصرفي أكثر أماناً مما اعتدنا عليه. اليوم، المصارف الاوروبية لديها رؤوس أموال أكبر لمواجهة الاوقات العصيبة… كما أن أعمالها سليمة أكثر… مع قروض أقل. لكن ماذا سيحدث إن لم تعد هذه القواعد الحالية كافية لإيقاف انهيار مصرف؟ اليكم هذا الدرس المكثف عن مفهوم الدعم المشترك:

منذ الأزمة المالية، أوروبا بدأت بناء اتحاد مصرفي واقتصادي لمواطنيها لجعل المصارف أكثر استقراراً. وقد وضعت ركيزتين: إشراف موحد وتسوية موحدة. لكن الركيزة الثالثة غيرُ جاهزة بعد.

اليوم، إن ساءت الأحوال، صندوق حل الازمات، المكون من مساهمات المصارف، سيتمكن من العمل على استقرار الوضع لحد ما. لكن في حال الطقس السيء جداً، الصندوق غير كافٍ وسيحتاج لدعم آخر، كقرض من الاتحاد الأوروبي عبر صندوق حل الازمة للبلدِ الأكثرِ عرضةً للخطر.

هذا القرض يمكن تمويله من قبل دول المشاركة في الاتحاد المصرفي ومن دول عضوة وغير عضوة في منطقة اليورو.

لكن أولئك الذين يملكون هذا “المنزل“، أي دافعو الضرائب، سيكونون محميين لدى استخدام الدعم المالي. اما استرداد الاموال فسيكون من المصارف.

أما الامر المثالي فهو تقديم الدعم حين تكون الظروف جيدة ومشعة.

حوار مع مفوض الشؤون الاقتصادية والمالية موسكوفيسي

المصرف المركزي الأوروبي، المراقب الوحيد لمصارفنا يقول إن تقليص المخاطر التي جرت حتى الآن … هي جوهرية لحماية دافعي الضرائب. لكنَّ عواقب الفشل المحتمل للمصارف تبقى وطنية. وتطالنا نحن دافعي الضرائب.

لاستكمال الأجزاء المفقودة في صورة هذا الدعم، التقت الزميلة مايثري ساثاماران المفوض الاوروبي للشؤون الاقتصادية والمالية بيار موسكوفيسي، وأجرت معه الحوار التالي:

“يورونيوز”: حضرة المفوض، طلبنا أن تأتي بشيء يعني لك الاتحاد الاقتصادي والمالي، فما هو؟

موسكوفيسي: “إنه دب، لان منطقة اليورو والاتحاد المصرفي والاقتصادي صلب وقوي. وكما ترين، إنه دب أبيض فهو لامع ومشرق كما
يمكنه أن يعُض. وضعنا كل أدوات الامان، تقريباً جميعها. لكن لا نملك القدرة بعد على تنشيط اقتصادنا. إن كان هناك دعم فهذا يعني ان الحلول الفورية لا تعمل، وفي النهاية هناك دعم مالي للموازنة يجنب تزايد مخاطر الافلاس المصرفي”.

الدعم يعتمد على آلية الاستقرار الأوروبية

“يورونيوز”: إذا كنت دافع ضرائب، هل ستبقى باحثاً عن خطة للإنقاذ؟

موسكوفيسي: “الدعم متعلق بالميزانية، ويقوم على آلية الاستقرار الاوروبية. بعد انشاء الاتحاد المصرفي، أصبحنا بحاجة لحلول أوروبية”.

“يورونيوز”: حتى اليوم، الحلول التي جاء بها الدب اي الاتحاد المصرفي، برأيك، هل ساعدت المواطن العادي؟

موسكوفيسي: “بداية، الميزانيات العمومية للمصارف اليوم أفضل بكثير من السابق. وحين تظهر مشكلة، تتم مناقشتها بين المفوضية والمصرف المعني. وهذا ما حدث مع المصارف الايطالية، أو مع المصارف الاسبانية. إذاً، تمكنا من تجنب المخاطر الشاملة. وكنا قادرين على الاستشفاف وإيجاد الحلول، ولم يحدث إفلاس مصرفي”.

إنشاء صندوق الدعم لحل الأزمات

“يورونيوز”: في حال غياب تأثير لإفلاس مصرف ما على اقتصاد المنطقة اليورو أو على غيره من مصارف منطقة اليورو. هل يبقى هذا الدعم موجوداً؟ أم على السلطات الوطنية إيجاد الحل له؟

موسكوفيسي: “بداية ذي بدء، لننشئ صندوق الدعم فهو غير موجود بعد”.

“يورونيوز”: متى سيتمكن من العمل؟

موسكوفيسي: “أولاً، تعلمين خبرتي، يجب ان نعمل خطوة بخطوة. لا اريد الاسهاب، أعتقد ان الامر يعود للوزراء اليوم لاتخاذ قراراتهم وهناك اقتراح تقدمت به المفوضية. آلية الاستقرار الاوروبية، ستتحول الى صندوق النقد الأوروبي. صندوق النقد الأوروبي هذا سيكون إحدى مؤسسات الاتحاد الاوروبي، لذا ستتم مراقبته بشكل ديمقراطي. اعتقد انه يمكننا اتخاذ القرار هذا الصيف وقد يكون لدينا شيء سريع وبسيط أكثر”.

“يورونيوز”: ما الذي يقنع الناس لبدء التحرك؟

موسكوفيسي: “أعتقد ان الوزراء ما زالوا منقسمين فيما بينهم، لكنهم بالطبع، مدركون الامر. حين تكون باريس وبروكسيل وبرلين على الموجة نفسها فكل شيء يصبح ممكناً”.

Real Economy | Banking Union

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

تكييف نظام الحماية الاجتماعية مع الانماط الجديدة للعمل؟

الصندوق الأوروبي للاستثمارات الاستراتيجية وخطته الجديدة لتمويل المشاريع

هل ستخلق الروبوتات الوظائف أم ستدمرها؟