دول أوروبية تتّجه لجعل "العمل عن بعد" حقاً قانونياً لما بعد "كوفيد-19"

20 بالمائة من القوة العاملة في بلدان أوروبية تؤدي عملها من المنازل
20 بالمائة من القوة العاملة في بلدان أوروبية تؤدي عملها من المنازل Copyright  Malte Helmhold/Unsplash
بقلم:  Hassan Refaei
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

تعدّ فنلندا ولوكسمبورغ وأيرلندا في صدارة دول القارة لجهة عدد الموظفين العاملين عن بعد، إذ إن ثمّة أكثر من 20 في المائة من موظفي تلك البلدان يملكون خيار إنجاز العمل من المنزل.

اعلان

ثمانية عشر شهراً مرّت على ظهور وباء كورونا في الصين ومن ثم انتشاره في كافة أرجاء العالم، وعلى إثر ذلك فرضت غالبية الدول قيوداً وتدابير لمكافحة الجائحة التي ألقت بظلالها الثقيلة على مختلف القطاعات، ومن بينها قطاع العمل، حيث بات إنجازه عن بعد، ومن المنزل، حلاً "عملياً" لكثير من المؤسسات والشركات الخاصّة والعامة.

دول أوروبا، كانت من بين الدول التي شجّعت مؤسساتٍ لديها لتعتمد بشكل جزئي أو كلي على مبدأ "العمل عن بعد"، فبعد أن كانت نسبة الموظفين الذين يعملون وفقاً للمبدأ المذكور هي 5 بالمائة قبل الجائحة، تضاعف هذا الرقم لأربع مرات في بعض البلدان الأوروبية خلال عامٍ ونصف العام.

ويجدر بالذكر أن استطلاعات للرأي ما قبل جائحة كورونا بيّنت وجود رغبة لدى 40 بالمائة من الألمان في العمل من المنزل، بينما قال 98 بالمائة من العاملين على مستوى العالم إنهم يفضلون العمل عن بعد حينما تتاح لهم هكذا فرصة.

وتعدّ فنلندا ولوكسمبورغ وأيرلندا في صدارة دول القارة لجهة عدد الموظفين العاملين عن بعد، إذ إن ثمّة أكثر من 20 في المائة من موظفي تلك البلدان يملكون خيار إنجاز العمل من المنزل.

بنية تحتية رقمية

ويبدو أن غالبية الشركات والمؤسسات في العالم، ما كان لها أن تنجو من أنياب ومخالب "كوفيد-19" لو لم تكن ثمة بنية تحتية رقمية، تتيح إمكانية التواصل والعمل عن بعد.

وتُطرح حالياً أسئلة حول القوانين التي يجب على الشركات الالتزام بها من أجل دوام "المرونة" التي أحدثها "كورونا" على صعيد مكان ممارسة الموظف لعمله، وقد أظهر استطلاع للرأي أجراه "سلوك" في وقت سابق من هذا العام، أن نحو ثلث العاملين في المملكة المتحدة سيكونون أقل ميلًا للتقدم لوظيفة إذا لم يكن هناك خيارُ العمل عن بُعد.

البرتغال، تركت بصمة على هذا الصعيد، وذلك من خلال نشر "الورقة الخضراء حول مستقبل العمل" التي تحدد التدابير والإجراءات الخاصة بالعمل عن بعد التي يتم تقديمها كشروط من قبل أرباب العمل.

وقد حثّ نائب وزير الدولة لشؤون العمل في البرتغال، ميغيل كابريتا، حثّ دول الاتحاد الأوروبي على التحرك بسرعة في خطط تنظيم العمل عن بعد، وقال: "إن التحرك السريع سيعزز الفرص ويقلل من المخاطر"، غير أن معارضي مبدأ العمل عن بعد وجدوا أن ما ذهب إليه الوزير كابريتا سيتسبب في "فوضى لدى الشركات" لعدة سنوات.

دولٌ أكسبت "العمل عن بعد" بعداً قانونياً

ألمانيا

تعدّ ألمانيا الدولة الوحيدة في أوروبا التي عززت رسمياً نواياها في سنّ قوانين جديدة، فمنذ شهر كانون الثاني/يناير الماضي، أصبح الشركات ملزمة بإتاحة المجال أمام الموظفين من أجل العمل من المنزل طالما "لا توجد أسباب تشغيلية مقنعة تحول دون ذلك".

غير أن عمل الموظفين عن بعد يتم تقديمه كخيار، وليس أمراً ملزماً، فيما تشجّع الدولة الألمانية أرباب العمل على تقديم ساعات عمل مرنة مع تواصل المعركة ضد وباء "كوفيد-19" في البلاد.

Markus Schreiber/Copyright 2021 The Associated Press. All rights reserved
المستشارة الألمانية أنغيلا ميركلMarkus Schreiber/Copyright 2021 The Associated Press. All rights reserved

البرتغال

البرتغال كانت أول دولة في أوروبا تطلق "نظام" قانوني مؤقت للعمل عن بعد، ورغم ذلك، فإن هذا القانون سيبقى سارياً طالما أن البلاد في حالة طوارئ لمكافحة كورونا، هذه الحالة التي من المتوقع أن تستمر حتى نهاية العام الجاري، على أقل تقدير.

ومن الأحكام التي دخلت حيز التنفيذ في البرتغال منذ شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، أن ربّ العمل الذي يُلزم الموظف بالعمل عن بُعد يتوجب عليه توفير المعدات اللازمة للموظف من أجل إنجاز عمله.

إيرلندا

شكّل ارتفاع نسبة العاملين عن بعد في إيرلندا حافزاً للسلطات من أجل وضع البرامج والخطط التي تسجيب إلى هذا المتغير الذي فرضته جائحة كورونا، ووصلاً إلى اعتماده كخيار رئيس في سوق العمل .

Canva
دبلن، أيرلندا، مركز أوروبا لشركات التكنولوجيا التي تعتمد سياسة العمل المرنCanva

وتخطط الحكومة الأيرلندية لإتاحة المجال أمام جميع العاملين في المؤسسات والشركات ذات الصلة، إمكانية الاختيار بين العمل في موقع العمل وبين العمل عن بعد، وذلك بحلول العام المقبل.

وحالياً يحتاج المدير إلى عذر مقنع لرفض طلب موظف العمل من المنزل، وسيتم تشجيع جميع العاملين في الخدمة العامة على قضاء ما يصل إلى 20 في المائة من وقتهم خارج المكتب، والعمل عن بعد.

روسيا

تركز روسيا في الوقت الراهن على الدعم المادي للموظفين العاملين عن بعد، إذ بات لزاماً على أصحاب العمل تزويد الموظفين العاملين عن بعد بالمعدات والوسائل اللازمة لإنجاز مهامهم، ويمكن أن يشمل ذلك الحاسوب والمكتب والكرسي والبرامج الرقمية.

المملكة المتحدة

برامج المملكة المتحدة لتنظيم العمل من المنزل، يبدو أنه لا زال ضبابياً، إذ ذكرت صحيفة الغارديان في شهر حزيران/ يونيو الماضي أن داونينج ستريت "تدرس إصدار تشريعات لجعل العمل من المنزل الخيار الافتراضي من خلال منح الموظفين الحق في طلب ذلك".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

مؤشر السعودية يبلغ قمة 14 عاما وتباين أداء باقي بورصات الخليج

إنتاج أم مجرد استعراض؟ أين يقضي الموظفون وقتًا أكثر متظاهرين بالعمل؟

شاهد: قطارات الليل تعود إلى السكّة في أوروبا